يغيب البقاع عن اهتمامات الدّولة اللبنانيّة سياسيّاً وأمنيّاً واجتماعيّاً، وكأنّ هذه المُحافظة لا تقع ضمن حدود لبنان، ولكنّ ما يحصل هناك يستحقّ الكثير من الاهتمام والتحرّك الفوري.
تتراكم الازمات في الآونة الاخيرة على أهالي البقاع الذين كانوا يعانون أصلاً، وفي "أيّام العزّ"، من الكثير من المشكلات والاهمال والاجحاف بحقّهم من قِبَل الدولة والجهات المعنيّة، ولكن الازمات في البقاع بلغت الخطّ الاحمر الذي يُنذر بانفجار قريب.
فعلى صعيد المحروقات، معظم محطّات البقاع أقفلت ورفعت خراطيمها في غياب مادّة البنزين، أمّا المازوت، وإن وُجد، فسعر الصفيحة يُلامس الـ42 ألف ليرة لبنانيّة. كلّ هذا يحصل، وأبناء البقاع يشاهدون صهاريج المحروقات تمرّ في قراهم باتجاه الاراضي السّوريّة في ضوء النّهار، وكأن التهريب أصبح أمراً واقعاً.
ليس هذا فقط، بل يُهدّد أصحاب المولّدات الكهربائيّة بإطفاء مولّداتهم ما يضع الاهالي أمام مصير أسود في الايّام المقبلة.
وفي هذا السيّاق، علم موقع mtv أنّ مجموعات من أبناء البقاع من قرى مختلفة، قرّرت المبادرة الى تحصيل حقوق البقاعيّين بالحصول على المحروقات، وذلك عبر توقيف شاحنات التهريب عنوة، وإجبارها على إفراغ مادتي البنزين والمازوت في محطات القرى مقابل دفع سعرها.
وتتصاعد التحذيرات من قبل أكثر من جهة سياسيّة بقاعية من أنّ الانفجار الاجتماعي في هذه المنطقة هو رهن ساعات قليلة، منبّهة من تزايد أعمال السرقة والسلب وحتّى القتل بدافع تأمين لقمة العيش، وهو ما سيكون بداية لتفلّت زمام الامور بشكل كامل في هذه المحافظة، خصوصاً مع ارتفاع أرقام الفقر والجوع الى مستويات قياسية، وفي ظلّ تواجد أعداد ضخمة من النازحين في المخيّمات الذين باتوا يعيشون في وضع أفضل من البقاعيّين نظراً لحصولهم على المساعدات الامميّة، في وقت يموت إبن البقاع في كلّ يوم ألف مرّة وهو يُطالب بأبسط حقوقه كمواطن لبناني... فهل يُبادر المعنيّون قبل اشتعال الفتيل؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك