كتبت ميريلا بو خليل في موقع mtv:
"يولد جميع الناس احرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق" منذ عام 1948 صان الاعلان العالمي لحقوق الانسان المساواة بين الجميع، بما معناه الرجل والمرأة. هذا الاعلان يسري في كل انحاء العالم، الا ان مسيرة النضال من اجل المساواة في لبنان لا تزال مستمرة.
قد يجد البعض ان الجملة الاخيرة تحمل الشيء ونقيضه. الاجابة هنا بسيطة، وتعود لان العقلية الذكورية المهيمنة عرقلت طريق التطبيق، واتت الموروثات المجتمعية لتزيد الطين بلة. موروثات وضعت المرأة في إطارٍ محدود. المرأة تقوم بالاعمال المنزلية - تربي- واذا ارادت ان تعمل، فالوظائف الادارية هي المثالية لها وتلاقي قدراتها.
معلمة - موظفة في البنك لأن الدوام مناسب للعودة الى وظيفتها الاساسية "البيت والعائلة"
ترعرعنا على تلك الاقوال التي اصبحت واقعا لا مهرب منه برأي نساء كثيرات.
اقوال كبلت النساء ومنعتهن من تحقيق احلامهن باعتبار ان ما قيل صحيح.
منذ 1948 حصلت المرأة على المساواة، ولكن مرّت اربعة اعوام من هذا التاريخ حتى تمكنت المرأة، وبعد مطالبات ومسيرات احتجاجية، من ضمان حق التصويت في عام 1952.
وبعد 15 عاما حتى تمكنت المرأة للمرة الاولى من الدخول الى البرلمان اللبناني عبر النائبة الاولى ميرنا البستاني وتمكنت تيريز عيد ان تترأس المجلس البلدي في مزرعة الضهر، في قضاء الشوف، في العام نفسه 1963.
بعد 26 عاما حتى نالت المرأة الحق بالتنقل والسفر عام 1974.
بعد 46 عاما حتى تم الاعتراف بأهلية المرأة المتزوجة لممارسة التجارة بدون اجازة من زوجها في عام 1994.
بعد 62 عاما، وفي العام ٢٠١٠ تحديدا، حتى تمكنت الكابتن رولا حطيط من كسر احتكار الرجال لمهنة قيادة الطائرات مع اول رحلة قادت فيها الطائرة منفردة وكانت متوجهة من لبنان الى الاردن.
قد تتساءلون لماذا كل هذا التأخير والحق اعطي للمرأة منذ 1948؟
الجواب سهل. الرجل تسلط على معظم القرارات والمرأة اوهمت ان القوة للرجل فقط وهي مجرد تابعة له واذا اعطيت ترف التعلم، السفر، قيادة سيارة خاصة بها، يعود الفضل للرجل ويعتبر متحضرا لانه منحها حقوقها وحبة مسك . لكن لا يا سادة - كفاكم تمنيناً للمرأة.
كل امرأة مقموعة هي نتيجة رضوخها الى عادات ونتيجة جهلها بالقوانين والمواثيق التي تحميها وتضمن حقها.
الحقوق هي الطريق الوحيد لوصول النساء الى العدالة. والى الذين يسألون لماذا نخصص يوما للنساء؟ فالامثلة المعددة سابقا هي خير دليل على ضرورة الاحتفال بيوم للمرأة، فهو واجب وطني لردم الفجوة الجندرية التي تدمر حلم نساء كثيرات، وترد المجتمع الى الوراء عوضا عن التقدم نحو مجتمع مزدهر ومتحضر.
وايتها النساء كفانا مطالبة بحق نلناه سابقا. فلنكسر الحدود التي رسمت لنا كنساء ولنحلق في القطاعات كافة لاننا قادرات... فحان الوقت لتنتفضن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك