لفتت مصادر الى صحيفة "السفير" الى أن "الجماعة الإسلامية" وبعد فوز محمد مرسي في الإنتخابات الرئاسية المصرية، بدأت تستعد للعب دور مؤثر على الصعيد اللبناني. فهي تسعى في انتخاباتها الداخلية في مطلع العام المقبل وعلى مسافة ستة أشهر من الاستحقاق النيابي في العام 2013، الى إعادة صياغة كاملة لهيكليتها التنظيمية بشكل يتماشى مع واقعها المستجد، وذلك من خلال دفع عدد كبير من وجوهها الشابة الى سدة المسؤولية بدءا من الأمانة العامة التي كان إبراهيم المصري أعلن عدم رغبته بتجديد ولايته فيها، مرورا بسائر المواقع القيادية، وذلك انسجاما مع الحراك الشبابي الذي أثمر إيجابا في مصر".
وأشارت المعلومات الى أن "الجماعة تتجه لفتح باب الانتساب إليها بعد التخفيف من القيود التي كانت تفرض على كثير من الشباب الراغبين، وذلك عملا بنصيحة المرشد العام لـ"الإخوان" في مصر محمد بديع الذي طلب خلال زيارته طرابلس من قيادات "الجماعة" العمل على إيجاد قاعدة شعبية أفقية تكون جاهزة للتناغم مع حراك الشباب العربي. وقد بدأت الترجمة الفعلية لذلك بتأسيس "حزب الإصلاح والتنمية" والحصول على علم وخبر له من وزارة الداخلية".
ولا تخفي مصادر قيادية في الجماعة أن "حركة "الاخوان" بدأت ترسم سياسات الحركات الرديفة لها في الأقطار العربية، بهدف إيجاد إطار جامع لها مع احترام خصوصية كل قطر عربي".
وأوضحت هذه المصادر لـ"السفير" أن "الجماعة الاسلامية" تتطلع نحو تعاون سياسي مع كل الأفرقاء انطلاقا من الندية واحترام الآخر، لافتة النظر الى أن ما كانت ترضى به "الجماعة" سابقا مع بعض التيارات السياسية، لم يعد مقبولا اليوم، خصوصا أنها لم تعد أقل شأنا منها لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الخدماتي الذي يبلغ ذروته اليوم سواء على صعيد احتضان ودعم النازحين السوريين أو على صعيد تقديم الخدمات والمساعدات المختلفة لشرائح واسعة من أبناء المناطق".
وتابعت المصادر ذاتها أن "قيادة "الجماعة" التي تعتبر أن القضية الفلسطينية هي بوصلتها الوحيدة وقضيتها المركزية، ستعطي الأولوية في حراكها المستقبلي لترسيخ الوحدة الوطنية اللبنانية أولا. وهي رغم معرفتها المسبقة بأن لبنان بلد طائفي ومحكوم بتوازنات دقيقة لا يمكن لأي فريق تجاوزها، إلا أنها ستعمل وفق الامكانات المتاحة لها في المستقبل على تطبيق مبادئ حركة "الاخوان المسلمين" التي تشدد أكثر من أي وقت مضى على ضرورة وأد الفتنة السنية ـ الشيعية"، مؤكدة "بقاء الجماعة على الاجتماعات الدورية مع "حزب الله"، إنطلاقا من أن الفتنة إذا ما حصلت في لبنان فانها ستحرق المنطقة برمتها. اضافة الى ذلك، تشدد "الجماعة" على العمل على حماية الوجود المسيحي في لبنان ومنه في كل المشرق العربي، والحفاظ على العيش المشترك الاسلامي ـ المسيحي وعلى السلم الأهلي".
وخلص أحد كوادر "الجماعة" الى القول "إننا نتطلع الى دور فاعل يسهم في تخفيف الاحتقان السائد في البلاد، ونحرص على علاقتنا الثابتة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وعلى علاقة ندية وتشاورية مع "تيار المستقبل"، وعلى الحوار المستمر مع "حزب الله"، معتبرا أن "الجماعة" قبل انتخاب الرئيس محمد مرسي ليست كما بعده".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك