رأى قيادي في "14 آذار" أن الاعتداء على تلفزيون "الجديد" ليل الاثنين الماضي وما تبعه من قطع طرقات في العاصمة ليس سوى مقدمة لما أعدته بعض قوى "8 آذار" من مخطط يهدف إلى إرهاب القوى السياسية المناوئة للنظام السوري, معتبراً أن الحادث الذي كشف بعض خبايا المخطط المذكور, لم يأت نتيجة لحدث ظرفي تمثل في استضافة "الجديد" للشيخ أحمد الأسير, وإنما جاء في سياق من المعطيات أبرزها:
أولاً: توقعت قوى "14 آذار" أن الفريق الآخر سيعمد إلى إرباك الوضع الأمني لإجهاض الجلسة الثانية للحوار التي عقدت الاثنين الماضي لمنعها من الوصول إلى إعلان "بعبدا 2" خاص بسلاح "حزب الله", كما تخوفت من أن تكون طاولة الحوار ملهاة للتغطية على نوايا عدوانية كما حصل في العام 2006. وجاءت أحداث الأيام الأخيرة لتثبت صحة تلك التوقعات ومشروعية تلك المخاوف.
ثانياً: سبق للنظام السوري أن اشتكى من طريقة تعاطي الإعلام اللبناني, وخصوصاً منه المحسوب نظرياً على "8 آذار", وبالتحديد تلفزيون "الجديد", وتوعد مسؤول أمني سوري رفيع في اجتماع مغلق مع بعض الحلفاء, بتصفية الحساب مع الوسائل الإعلامية التي تتلقى تمويلاً قطرياً, ومنها التلفزيون المذكور, حسب زعمه.
ثالثاً: اعتقد فريق "8 آذار" أنه قادر على استهداف المحطة من دون عواقب, سيما أنها من معارضي "14 آذار", وأنها حين استضافت الأسير كي يهاجم "حزب الله" وحركة "أمل", كانت ترمي أيضاً إلى إبراز منافس سني لتيار "المستقبل", وجر الأخير إلى مزايدات متطرفة من النوع الذي يحبه الشيخ الأسير.
رابعاً: استغل فريق 8 آذار توقيف اح
د المعتدين على "الجديد" ليطلق حملة منظمة لقطع الطرقات ردا على ما فعله الإسلاميون في طرابلس عند توقيف شادي المولوي, وهكذا يثبت أنه إذا كان داعمو الثورة السورية يهيمنون على طرابلس فإن داعمي نظام الأسد قادرون على إسقاط العاصمة.
خامساً: لا شك أن ما حدث يمثل "7 مايو مصغرة" قابلة للتكرار, سوف يستغلها فريق "8 آذار" لفرض تفاهم جديد على الطرف الآخر يتمحور أساساً على الموقف من النظام السوري, والحصول على تنازلات وخصوصاً في المجال الإعلامي.
وأكد المصدر استناداً إلى معلومات جهاز أمني رسمي أن الاعتداء وما تبعه كشف وجود مجموعات مسلحة منظمة جيداً وتخضع لهرمية عسكرية صارمة وهي جاهزة للتحرك فوراً لاستهداف منشآت معينة, سواء لتخريبها أو احتلالها, وما ظهر من أهداف إعلامية معينة ليس سوى رأس جبل الجليد, حيث أن الفريق الأمني للثامن من آذار يمتلك خطة شاملة للسيطرة على كل المواقع الهامة في بيروت, من سياسية وأمنية وإعلامية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك