كتب مايز عبيد في "نداء الوطن":
يطغى التعثّر والتخبّط على انطلاق العام الدراسي الجديد 2024 - 2025 في محافظتي الشمال وعكار. لا تزال الأمور غير واضحة، من إدارات مدارس ومعلمين وأهالي وتلامذة. الكل يرى أن وزارة التربية وقراراتها في وادٍ والظروف والأوضاع المحيطة والواقع في وادٍ آخر.
أوضاع مدارس الشمال حالياً على الشكل الآتي: مدارس تعتمد نظام التعليم عن بُعد بعدما تحوّلت إلى مراكز إيواء. مدارس أخرى تعتمد التعليم الحضوري وتؤوي النازحين معاً. مدارس فتحت أبوابها بشكل طبيعي لأنها لم تُصبح مراكز إيواء. ومن هذه المدارس ما تمّ اعتمادها من قِبل وزارة التربية مراكز تعليم لتلامذة من مدارس أخرى، سواء بعد الظهر أو لثلاثة أيام، وهذا القرار هو أكثر ما يشغل بال الأهالي.
بحسب أحد مديري المدارس، تلامذة مدرسته نقلوا إلى مدرسة في قرية مجاورة، تبعد عنها حوالى 3 كيلومترات. ويضيف أن "قسماً لا بأس به من الأهالي، يرفض إرسال أولاده إلى المدرسة الجديدة لأسباب عديدة، لا سيّما عدم التزام سائقي الباصات بنقل الطلّاب ومنهم من يجد المدرسة بعيدة".
طرابلس: الإحتجاجات مستمرّة
في مدينة طرابلس وجوارها، تستمرّ الإحتجاجات على قرارات وزارة التربية بشأن التعليم الحضوري. في السياق، واصل أهالي طالبات مدرسة "النهضة الرسمية للبنات" - الميناء، اعتراضهم على نقل تلامذة المدرسة إلى مدرسة أخرى، فنفّذوا صباح أمس اعتصاماً أمام مبنى مدرسة البنات الأولى، للضغط على وزارة التربية من أجل إبقاء التعليم في مدرسة النهضة - الميناء، نظراً إلى حاجة المدرسة الجديدة إلى صيانة كما أن المسافة تبعد عن أماكن سكن الطالبات.
وفي مسألة مشابهة، نفذ أمس أهالي مدرسة "الفارابي" وروضة "ضهر المغر" اعتصاماً في محلة القبة - طرابلس، للمطالبة بالتحاق أبنائهم في مدرستهم التي تحولت إلى مركز نزوح للسوريين، وقد قطعوا الطريق لبعض الوقت رافضين الانتقال إلى مدارس أخرى. وهدّدوا بطرد النازحين في حال لم تستجب الوزارة لهم لأن تعليم أبنائهم فوق كل اعتبار.
في هذا السياق، أشار مصدر في المنطقة التربوية في الشمال لـ "نداء الوطن" إلى "أنّ هناك واقعاً ضاغطاً على الوزارة كما على الأهالي والبيئة الاجتماعية وأن هذه القرارات موقتة ريثما تتمّ معالجة مسألة النزوح ومصير الحرب". أضاف: "نرفع الشكاوى والاعتراضات للوزارة وهناك بعض الحلول تحصل ضمن الإمكانات وعلى الأهالي التروّي لتتمّ المعالجات بشكلٍ هادئ يحفظ للتلميذ حقه بالتعلّم وللنازح حقه بالإيواء".
ويتساءل معنيون بالشأن التربوي: هل أن وزارة التربية فكّرت في هذه المشاكل التي بدأت تطفو على السطح مع تطبيقها خطة بدء العام الدراسي في ظلّ الحرب؟ هل تهدف الوزارة من إعلان انطلاق العام الدراسي لتسهيل حصولها على المساعدات الدولية مهما كانت العقبات؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة، لكنّ المعنيين في الشؤون التعليمية يجمعون على أن بداية العام الدراسي متعثّرة إن لم تكن فاشلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك