جاء في "الديار":
عند اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، في عدوان «إسرائيلي» غادر، اشتعلت الساحة السياسية اللبنانية بحراك مكثف. وفي خطوة لافتة، قام رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، بزيارة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث دعاه إلى عقد لقاء تشاوري وطني كبير، بهدف لملمة الصفوف وتحصين الساحة الداخلية في مواجهة التحديات المتصاعدة، التي ازدادت حدتها بعد هذه الجريمة النكراء التي استهدفت رمزاً من رموز المقاومة.
فما كان من بري إلا أن دعا كلاً من رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ورئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق الوزير وليد جنبلاط، إلى اجتماع في مقر إقامته في عين التينة. وفسرت مصادر مطلعة هذه الدعوة بأنها تهدف إلى قطع الطريق أمام محاولة باسيل لاختزال التمثيل المسيحي في الصورة، والتأكيد على أهمية مشاركة جميع الأطراف الوطنية في أي حوار أو تسوية مقبلة.
لم تتوقف تحركات باسيل عند هذا الحد، إذ عاد مجدداً إلى عين التينة لزيارة بري، متحدثاً معه حول ضرورة المسارعة في انتخاب رئيس جديد من فريق «8 آذار»، معللاً ذلك بأن هذه الخطوة قد تساهم في استقرار الساحة السياسية. لكن رد بري كان حاسماً، إذ قال له: «اذهب إلى سليمان فرنجية، وأنا ليس لدي مانع».
بناء على ذلك، قام باسيل بتكليف النائب السابق نقولا صحناوي، القيام بزيارة إلى الوزير السابق سليمان فرنجية في بنشعي. إلا أن الصحناوي التقى نجله النائب طوني فرنجية. وخلال اللقاء، بادر صحناوي إلى طرح مقترح باسيل الذي يدعو إلى انتخاب رئيس من فريق «8 آذار» لضمان استقرار البلاد ووحدة الصف، لكنه فوجئ برد مباشر من النائب طوني فرنجية الذي قال له: «هذا والدي موجود هنا، اذهبوا وانتخبوه»، في إشارة واضحة إلى أن سليمان فرنجية هو الخيار الطبيعي لهذا الفريق. وعند هذا الحد، انتهى النقاش.
وفي الاطار، رأت مصادر سياسية مطلعة على تحرك باسيل محاولة واضحة لحجز مقعد له في التسوية السياسية المقبلة، وذلك عبر سعيه الدؤوب لتثبيت حضوره في المعادلة السياسية، وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي أدت إلى اغتيال السيد الشهيد حسن نصر الله، ، حيث ان زلزال اغتياله وما تبعه من تداعيات على الساحة الداخلية، جعل المشهد أكثر تعقيداً وحساسية.
هذا، ومن الممكن القول ان محاولات جبران باسيل الرئاسية تعرضت لعدة نكسات، بدأت عندما لم يدعه رئيس مجلس النواب نبيه بري لحضور اللقاء الثلاثي، ما اعتُبر فشلاً أولا في مساعيه لحجز مقعد له في التسوية. الفشل الثاني جاء عندما تلقى مساعده نقولا صحناوي ردًا حاسمًا من نجل رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، الذي قطع عليه الطريق وأغلق باب التوافق أمام أي مبادرة جديدة.
بعد هذه التطورات، توجه باسيل إلى بكركي للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي، ملمحًا إلى إمكان طرح حل وسطي في ظل الأزمة السياسية الراهنة، فما كان من الراعي الا أن سأله: وماذا نفعل بسليمان فرنجية، فكان جواب باسيل: «يلي كان داعموا راح...»
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك