كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
أعادنا ما شهدناه بالأمس أمام المستشفيات وداخلها، بالذاكرة الى مأساة تفجير مرفأ بيروت المزلزل عام 2020. لكن المفارقة إنها المرة الأولى التي يجد فيها "حزب الله" نفسه محشوراً في الزاوية بهذا الشكل، بعد هذا التطور المفاجئ على صعيد المواجهات القتالية مع إسرائيل، اذ كان عاجزاً عن حماية مقاتليه من الهجمات التي استهدفت اجهزة "البايجر" التي يحملها عناصره، وهذا أمرٌ طبيعيّ بسبب تفوق إسرائيل في المجال التكنولوجي.
اذاً، جاء هذا العدوان التكنولوجي، من خلال أجهزة "البايجر" المحمولة لِتكبد الحزب ألاف الاصابات من كوادره ومقاتليه، بالتزامن مع كشف "الشاباك" الاسرائيلي عن إحباط محاولة إغتيال كانت تستهدف رئيس أركان سابق في تل أبيب، إلّا أنّ هيئة البث الاسرائيلية نقلت عن المجلس الوزاري الحربي، بأن هناك أوامر للوزراء بعدم الادلاء بأي تصريحات.
قد يكون وفق مسؤول عسكري عليم، انّ ما قامت به إسرائيل جاء كردّ مُعدّ سلفاً لخرق العمق التكنولوجي لدى عناصر الحزب، بعدما كانت القوات الجوية الاسرائيلية تستخدم المسيرات لارتكاب المجازر بكبسة زر.
ويشير المسؤول عينه عبر وكالة "أخبار اليوم"، الى ان إستهداف العاصمة تل أبيب بهذا الشكل، من خلال خرق استخباراتي سمح للحزب بتجهيز عبوة ناسفة كانت ستؤدي إلى تصفية جسدية لمسؤول كبير، لهُ إعتبارات سياسية وعسكرية كبيرة لدى الاسرائيليين لا يمكن تجاوزها.
ويضيف: أمام هذه الحوادث الجديدة من نوعها، يبدو أن لبنان أمام منعطف خطير، لا يمكن لأحد توقع مآلاته، وقد لا يمر مرور الكرام في الأيام المقبلة، والخوف الأكبر من الخطوة التالية بعد هذا الخرق التكنولوجي الأمني، فإسرائيل لا تزال تهدد بشن حرب على لبنان تحت شعار إعادة مستوطنيها في الشمال إلى منازلهم، إلا انّ لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو إعتبارات وأهداف أُخرى تتمثل في إطالة أمد حكومته وتحقيق خلاصه السياسي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك