في مكان ما في الروافد الخارجية للنظام الشمسي، ما وراء مدار نبتون، يحدث شيء غريب، حيث أن هناك بعض الأجسام التي تدور بشكل مختلف عن أي شيء آخر معروف.
وهناك فرضية شائعة بشأنها، تتمثل في أن كائنا غير مرئي يدعى "الكوكب التاسع" يمكن أن يعبث بهذه المدارات، وهذا ما قد يفسر القوة التثاقلية للأجسام الصغيرة التي تدور حول الشمس وراء نبتون.
التوهج الشمسي في لقطات مذهلة من الولادة إلى الموتالتوهج الشمسي في لقطات مذهلة من الولادة إلى الموت.
لكن الفيزيائيين في جامعة كامبريدج والجامعة الأميركية في بيروت توصلوا إلى تفسير بديل عن "الكوكب التاسع" والذي يعتقدون بأنه أكثر منطقية.
فعوضا عن كائن واحد كبير، يمكن أن يكون التذبذب المداري ناتج عن قوة الجاذبية المجمعة لعدد من أحزمة كويبر( Kuiper belt)،وهي منطقة في النظام الشمسي تتكون من الأجسام المتجمدة والصخور، والأجرام الوراء نبتونية (TNOs).
وعند دمجها في نموذج مبسط للنظام الشمسي، يمكن لقوى القرص المفترض المكون من الأجسام الجليدية الصغيرة، التي تحتوي على كتلة مجمعة تصل إلى عشرة أضعاف كتلة الأرض، أن تشكل البنية المدارية غير العادية التي تظهرها بعض الأجسام في الروافد الخارجية للنظام الشمسي.
وعلى الرغم من أن هذه النظرية ليست الأولى من نوعها، إلا أنها أول نظرية من هذا القبيل قادرة على شرح الملامح الهامة للمدارات الغريبة الملاحظة، مع الأخذ بالاعتبار الكواكب الثمانية الأخرى في النظام الشمسي.
وقال المعد المشارك في البحث، أنتريك سفيليان، طالب الدكتوراه في قسم الرياضيات التطبيقية والفيزياء النظرية في جامعة كامبريدج: "أردنا أن نرى ما إذا كان ممكنا أن يكون هناك سبب آخر، ربما أكثر منطقية، للمدارات غير العادية التي نراها في بعض الأجرام الوراء نبتونية، وفكرنا أنه بدلا من افتراض كوكب تاسع والشعور بالحيرة تجاه تكوينه ومداره غير المعتاد، لماذا لا نفترض ببساطة جاذبية الأجسام الصغيرة التي تشكل قرصا وراء مدار نبتون، ونرى ما تقدمه لنا هذه النظرية".
وصمم البروفيسور، جهاد توما، من الجامعة الأميركية في بيروت، والطالب سيفيليان، النماذج الديناميكية المكانية الكاملة للأجرام الوراء نبتونية، مع العمل المشترك للكواكب الخارجية العملاقة، وقرص ضخم ممتد خارج مدار نبتون.
وكشفت الحسابات أن مثل هذا النموذج يمكن أن يفسر المدارات المعقدة المتراكمة مكانيا لبعض الأجرام الوراء نبتونية.
ومن خلال هذه العملية، استطاع العلماء تحديد النطاقات في كتلة القرص، أو "الاستدارة" (أو الانحراف)، والتغييرات التدريجية القسرية في اتجاهاته.
واستنتج العلماء أنه إذا تمت إزالة الكوكب التاسع من النموذج، واستبداله بالكثير من الأجسام الصغيرة المنتشرة عبر منطقة واسعة، فإن الجذب الجماعي بين تلك الأجسام يمكن أن يفسر بسهولة المدارات الغريبة التي نراها في بعض الأجرام الوراء نبتونية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك