أقامت رعية مار زخيا في عمشيت قضاء جبيل ولجنة خدمة المحبة في الرعية، قداسًا في الكنيسة التي تحمل اسم شفيعها على نية النازحين المسيحيين عموما وخصوصًا أهالي بلدة دبل الجنوبية الساكنين في مركز الايواء الخاص بالمسيحيين في تكميلية جبيل الرسمية الاولى، برعاية راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون وحضوره، ترأسه خادم الرعية القيم الابرشي الخوري شربل ابي عز، عاونه فيه الخوري فادي الحاج والاخ رمزي حتي، في حضور مسؤولة لجنة الاغاثة في قضاء جبيل القائمقام بالانابة ناتالي مرعي الخوري، مديرة التكميلية نوڤ منصور، وعدد من مدراء المدارس والجمعيات الخيرية والاجتماعية وحشد من المؤمنين.
وبعد الانجيل المقدس القى المطران عون عظة اشار فيها الى "اننا نعيش اليوم مرحلة عصيبة جدًا من تاريخ وطننا، ولدينا خوف على المستقبل وعلى الوطن"، داعيا "للصلاة على نية وطننا لبنان لكي يخرج من هذه المحنة منتصرا وموحدا قبل اي شيء، وان يكون هدفنا الوحيد اعادة بناء الوطن معا بكل طوائفه".
وقال: "ما نمر به يجب ان يثبتنا اكثر فأكثر بمحبتنا للوطن وان نعيش التضامن مع كل ابنائه وليس فقط مع بعضنا كمسيحيين، وعندما تنتهي المحنة نعود لنعمل مع بعضنا البعض من اجل بناء وطن قوي، يحميه جيشه، لا ميليشيات فيه ولا سلاح خارج عن الدولة، فالوطن القوي هو القوي بجيشه وبتضامن ابنائه حول الجيش".
وأضاف: "نصلي اليوم ليس فقط على نية ابناء دبل الذين تركوا منازلهم مرغمين بل على نية كل نازح عن ارضه وعلى نية كل الذين هدمت منازلهم، والجرحى والاموات، لكي تكون هذه المحنة مناسبة نؤمن من خلالها بعد وقف آلة القتل والدمار انه علينا جميعا ان نعود ونعمل لبنيان وطننا، متفاهمين ومتضامنين، على اساس السلام العادل للجميع".
واذ اثنى على الدور الذي تقوم به رئيسة خلية الازمة في مساعدة النازحين في كل مراكز الايواء في قضاء جبيل، ومديرة المدرسة على ما تقدمه للعائلات في مركز الايواء في حرمها والجمعيات والخيرين من ابناء القضاء توجه الى النازحين بإسم الابرشية بالقول: "هذا النهار مليء بالفرح والرجاء انتم اخوتنا ونحن الى جانبكم ونأمل ان تعودوا اليوم قبل الغد الى دياركم وارزاقكم، فكل عمل محبة يبلسم الجراح ويعطي علامات الرجاء".
أضاف: "بالاتكال على الرب وقدرته ونعمه يعود كل نازح ومهجر الى بلدته ونعود لبنان كما نحلم ان يكون وطن التعايش والعيش المشترك ، وطن قوي يقوم على قضاء نزيه لاحقاق الحق لكل انسان، فلا يمكن بناء دولة الا على الاسس التي نرغب بها".
وختم: "التمسك بالايمان والرجاء بالرب يقوينا ويجعلنا ننتصر على هذه المحنة ويكون لدينا وطن كما نحلم به جميعا".
وبعد القداس ألقى ابي عز كلمة شكر فيها الذي يعطينا كل مرة النعمة لننمو بالرجاء الحقيقي وننعم بسلامه الداخلي بلقائنا واتحادنا في سر الافخارستيا المقدس والشكر الله عليكم أهالينا الآتون من القرى المسيحية في الجنوب لأن انجيل اليوم هو انجيلكم واكتشفنا انه علينا شكر الرب في هذا اللقاء لانكم سمحتم لنا ان نرى يسوع في عيون وقلب كل واحد منكم".
وقال: "تعيشون اليوم على درب الجلجلة، على درب يسوع الذي سيوصل الى القيامة فالشكر لكم لأنكم قبلتم دعوتنا وأيقظتوا فينا محبة الله الموجودة في قلب كل واحد منا، شكرا لأنكم اليوم انتم الأبطال، انتم القديسين لأنه بوجود اناس امثالكم يتحملون الوجع والاضطهاد على مثال الكنيسة الأولى فأبواب الجحيم لن تقوى على كنيستنا، ولا يسعنا الا الانحناء امام تضحياتكم في هذه لظروف الصعبة التي تمر علينا".
واشارت مرعي في كلمتها الى ان "لقاءنا اليوم مع اهلنا لنرفع الصلوات الى الله لايقاف الحرب واصوات المدافع، ويعيد جميع النازحين الى ديارهم وان يبقى ايمانهم قوي وكبير بوطنهم ولنتذكر جميعا قول يسوع المسيح "لا تخافوا انا غلبت العالم".
وفي الختام ألقت منصور كلمة شكرت فيها كل القيمين على هذا اللقاء، مؤكدة "الوقوف الى جانب الاهالي لتأمين كل حاجياتهم ومتطلباتهم كي لا يشعروا انهم غرباء"، آملة ان "تنتهي هذه الازمة قريبا ويعود كل نازح الى بلدته".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك