كتب جو متني:
يقترب دونالد ترامب من انجاز عملية تأليف فريق عمله، وتسمية الوزراء والمسؤولين في المناصب الحسّاسة. الأبرز على صعيد الشرق الأوسط ولبنان تعيينُه ستيفن ويتكوف موفداً إلى الشرق الأوسط. ومعروف دوره وتأثيره مع الجالية اليهوديّة الأميركية في تجييشها مع ترامب.
ففي لمحة عن تفاصيل نشاط ويتكوف، ذكر موقع "العربيّة. نت" أنّه "عمل بقوّة منذ السابع من تشرين ٢٠٢٣، إثر تفجّر الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، على حشد مجتمع الأعمال اليهودي لصالح ترامب، خاصة بعدما أوقف الرئيس الأميركي جو بايدن شحن أسلحة تزن 2000 طنّ إلى إسرائيل".
ويتكوف ذو الخلفيّة القانونيّة والوافد إلى عالم السياسة والديبلوماسية يجهل أساليبها، أو أقلّه غير متعاطٍ أو غير مكلَّف سابقاً بممارسة أيّ دور على هذا الصعيد، قادم من عالم التطوير العقاري في نيويورك وغيرها من الولايات. وهو مطلوب لإلقاء المحاضرات وإعطاء النصح والخبرات في رفع نسب الأرباح في الاستثمارات العقاريّة. ويفتخر بأنه "ساهم مع مانحين يهود كبار لصالح المرشح الجمهوري".
فهل تتكشّف مع مرور الأيّام بصماتُ صهر ترامب الأوّل و"المفضّل" اليهودي غاريد كوشنير البارز ظلُّه من وراء الكواليس، في هذه الخيارات الأكثر ملائمة للوبي الصهيوني وAipac؟
مرّ خبر تعيين ويتكوف مرور الكرام في وسائل الإعلام اللبنانية. كأنّ الصدمة وخيبة الأمل أصابت العاملين فيها، هم واللبنانيين الذين توقعّوا وانتظروا أن يتولّى البروفسور مسعد بولس هذا الدور، وقد ظهر في أكثر من مناسبة ديبلوماسياً صاحب شخصية هادئة ومتّزنة، مطّلعاً على ملفّات المنطقة وتعقيداتها. وسبق له أن أكد وكرّر أن زيارته الأولى خارج أميركا ستكون إلى لبنان وليس بوقت بعيد. وكان لـ mtv أكثر من حوار معه، واستفسرت منه عمّا يحمل في جعبته من رسائل واقتراحات وحلول.
أمّا بالعودة لتعيين ويتكوف، يشبّه البعض ذلك بالقول كما كان لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة دور في إدارة حقيبة رجل الأعمال رفيق الحريري الماليّة في ميريل لينش بشكلٍ مرضٍ ومربح لصاحبها، فكان أن كافأه بتعيينه في الحاكميّة لدى وصوله إلى السراي الكبير، هكذا كافأ ترامب صديقَه وشريكَه ويتكوف الذي كان له دور في تطوير وتكبير حجم إمبراطوريته العقارية وبالتالي ثروته المالية.
هل صاحب الخبرة في رسم العقارات وتقسيمها وفرزها منتظّر منه أو مكلّف بتطبيق مهاراته على دول المنطقة وفيها؟
تفاؤلُ اللبنانيّن بالمبعوث فيليب حبيب في الثمانينيّات من القرن الماضي ذهب مع الريح، خصوصاّ مع شراسة موقف وزير الخارجية حينها جورج شولتز ضدّ وطن الأرز واسقاطه صفة "الكرنتينا" أي الحظر الواجب فرضه عليه.
ماذا ينتظر لبنان والمنطقة من ويتكوف الذي وصفته وكالة رويترز ب "المستثمر اليهودي الديانة".
ماذا تحمل الإدارة الجديدة للبنان المعذّب والمكويّ بنار العدوان الاسرائيلي؟ وهل ما نُقل عن ترامب من تلميحات عن رغباته السلمية صحيح؟
Let's wait and see.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك