رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السراي الحكومي شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي ووزراء: التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، الإعلام زياد المكاري، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحّة فراس الابيض، البيئة ناصر ياسين، الاتصالات جوني القرم، الثقافة محمد مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الاشغال العامة والنقل علي حمية،المهجرين عصام شرف الدين، الدولة لشوون التنمية الادارية نجلا رياشي، الشباب والرياضة جورج كلاس، والاقتصاد أمين سلام.
كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية.
في ختام الجلسة، تحدّث وزير الاعلام زياد المكاري، فقال: "تحدث دولة الرئيس في مستهل الجلسة، فوضع السادة الوزراء في صورة الاجتماعات التي عقدت بشأن موضوع النازحين. وقال دولته: بالأمس عقدنا اجتماعا مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الإستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي. كما عقدنا اجتماعا مع المحافظين للبحث في المسائل التفصيلية لمعالجة تداعيات أزمة النزوح. حتى ألآن بلغت مراكز الايواء حوالى 874 مركزا، والعدد إلى ازدياد، وتفيد الاحصاءات بأن غالبية الذين يفترشون الطرقات هم من غير اللبنانيين، ونحن نتعاون في هذا الصدد مع مفوضية شؤون اللاجئين التي ستتولى العناية بهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن غير المسموح أن تبقى الناس على الطرقات. كما أننا أعطينا التوجيهات إلى القوى الامنية لحماية الممتلكات الخاصة وعدم التعدي عليها، وما حصل من تجاوزات محدودة تمت معالجته. وقال: ما طرحناه في اجتماعنا مع المنظمات الدولية هو الحاجة الى مبلغ 427 مليون دولار لعمليات الايواء والاغاثة للاشهر الثلاثة المقبلة، وقد تبلغنا الموافقة الفورية على حوالى 200 مليون دولار.
وتابع: "كل هذه المساعدات اتفقنا على أن تمر بآلية واضحة وشفافة عبر الامم المحدة، على أن يكون التنفيذ بالتعاون مع الدولة اللبنانية وبالتنسيق مع كل وزارة حسب اختصاصها. وفي اجتماعنا مع المحافظين طرحوا أولويات محددة للامور التشغيلية وسنتخذ القرار بشأنها بناء لاقتراح وزير الداخلية. كذلك فقد قام الوزيران ناصر ياسين وجورج كلاس بجولة استطلاعية أمس على المدينة الرياضية التي ستعتمد كمركز ايواء ويمكنها استيعاب اعداد كبيرة من النازحين.
فليعلم الجميع أن هذا الامر اليوم هو من أولوياتنا، ربما يوجد بعض التقصير الذي نعمل على تلافيه، ولكن كونوا على ثقة أن هيئة الطوارى الحكومية تقوم بجهد كبير من دون اي تقاعس. وأضاف دولته: على صعيد الاتصالات الديبلوماسية، فقد عبرت لكل من اتصل بنا من قادة دوليين وعربا ووزراء خارجية، وهي مكثفة هذه الايام، عن شكرنا لما عبروا عنه من تأييدهم للموقف اللبناني والثوابت التي اعلناها. والمسؤولية الاساس تقع على العدو الاسرائيلي الذي يمضي في عدوانه وخروقاته وبعدم الالتزام بالقرار الدولي الرقم 1701. وفي مطلق الأحوال، فان موقفنا واضح وهو أننا نؤيد ونتبنى النداء الذي اصدرته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا بدعم من الاتحاد الاوروبي بريطانيا والمانيا والسعودية وقطر واوستراليا وكندا والامارات العربية المتحدة وايطايا واليابان.
واليوم سيعقد إجتماع لمجلس الامن الدولي وسأتصل بوزير الخارجية الموجود في الولايات المتحدة الأميركية لتنسيق الموقف الذي سنعلنه. وأضاف دولته: إجتمعت بالامس مع قائد الجيش واعطيته التوجهات بشأن القيام بما يراه مناسبا من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية.
وسئل المكاري عن حجم استيعاب المدينة الرياضية، فقال: "لقد تم الكشف عليها، وهي ستجهز والفريق الذي سيكشف عليها يمكنه تحديد كم تستوعب من النازحين.
سئل: ماذا يعني التعليمات لقائد الجيش لما يراه مناسبا، خصوصا وانه تم تناول إعادة تموضع الجيش اللبناني ؟ أجاب: "الجيش أصدر بيانا في هذا الخصوص وأوضح مسألة إعادة التموضع. وأود الإشارة بأن الإعلام ينشر أخبارا سريعة وتحليلات واستنتاجات سريعة من دون انتظار صدور الاخبار الرسمية".
سئل: هل سيعتمد "الفوروم دو بيروت" للايواء؟ أجاب: "نعم سيعتمد".
سئل: هل الموقف الذي سيعتمده لبنان في الأمم المتحدة نابع عن تطور في الموقف السياسي بناء لزيارة وزير خارجية فرنسا ام هو نفسه؟ أجاب: "الموقف هو نفسه، ويستند إلى المبادرة الأميركية الفرنسية التي تستكمل مع الفرنسيين".
وعن عدم حضور وزراء "التيار الوطني الحر" الجلسة، أجاب: "أقول وأكرر بأنه يجب أن يحضروا الجلسات معنا خصوصا في هذه الأزمة، لأنهم يتولون وزارات على صلة بما يجري".
وقال علي حمية في تصريح: "بالنسبة الى جلسة مشكلة الوزراء تم النقاش في مسألتين، الاولى تتعلق بالمرافق التابعة لوزارة الاشغال، والموضوع المتعلق بمطار رفيق الحريري والمرافق البحرية. مجلس الوزراء اتخذ قرارا يتعلق بموضوع شركات التأمين التي تتعامل مع طيران الشرق الوسط ومع الشركات العالمية التي تأتي الى مطار رفيق الحريري. القرار يتعلق بالتغطية لموضوع التأمين لـ"طيران الشرق الوسط" لكي تتواصل الشركة مع شركات التامين المؤمنة لديها كي تستمر رحلات "الميدل ايست" من بيروت وإليها وإلى كل عواصم العالم تقريبا، باعتبار أن هذا الموضوع أساسي لان الهاجس عند وزارة الاشغال العامة ان يستمر هذا المرفق مفتوحا كي تستطيع الناس المجيء الى لبنان والمغادرة منه، على الرغم من ان عدد الطائرات قليل. أضف الى ذلك ففي حال وجود خطط للاجلاء او للمساعدات، فإن أي طائرات عسكرية او كل ما يختص بالوضع العسكري يخضع لموافقة قيادة الجيش قبل اتخاذ أي إجراءات من قبل وزارة الاشغال والنقل، وبالتالي نحن في حالة تنسيق دائم مع الجيش والشركات الخاصة التي تعمل في المطار".
وأضاف: "اما بالنسبة الى المرافق البحرية، نحن عقدنا اجتماعات عديدة والهدف الأساسي هي عملية تسريع اخراج البضائع للتجار من المرافئ البحرية خصوصا من مرافئ بيروت وصيدا وطرابلس، فكل المرافق التابعة وزارة الاشغال تعمل على مدار الساعات الاربع والعشرين. كما اننا تواصلنا اليوم مع مديرية المخابرات والجيش بحيث يستمر العمل حتى المساء كي يكون جميع المعنيين يعملون على قدم وساق، كما اننا نعمل مع الجمارك والوزارات الأخرى المعنية بالفحوصات لاننا بطبيعة الحال لا نريد ان نتسرع بالنسبة لسلامة الغذاء والصحة كي لا تدخل البضائع بشكل عشوائي من اجل المحافظة على سلامة الغذاء.
اما بالنسبة لإجلاء الرعايا، فقال حمية: "الدول المعنية تتواصل مع وزارة الاشغال والاجلاء يخضع عبر كتاب يرسل الى وزارة الخارجية ومباشرة يصل لنا كتاب من الوزارة او السفارات ونعطي التوجيهات الكاملة في هذا الخصوص للمطار".
وردا على سؤال عن موضوع تطبيق القرار 1701، قال حمية: "بالنسبة للمفاوضات فان هناك تنسيقا كاملا بين الرئيس نبيه بري و"حزب الله"، كذلك هناك تنسيق بين الرئيسين ميقاتي وبري، وهم دولة الرئيس بري هو وقف اطلاق النار وبالتالي الحزب هو في الميدان. هناك مسار عسكري ومسار ديبلوماسي وما اعلنه الرئيس بري متفق عليه مع الحزب وهو ما قاله رئيس مجلس النواب".
وقال ناصر ياسين: "في ما يتعلق بما نقوم به لايواء أهلنا فاننا نعمل بشكل دائم لإيجاد مراكز للإيواء، ويتم البحث بخيارات إضافية عن المدارس لان معظمها في بيروت وجبل لبنان بات ممتلئا بالنازحين، وهناك بعض المدارس التي قدمتها وزارة التربية مشكورة، ونحن نحاول ان نوجه النازحين الى منطقة الشمال ونحن نبحث عن كل الخيارات بالنسبة لموضوع الايواء، كما ان هيئة الإغاثة تعمل بشكل متسارع لتقديم كل ما يلزم بالتعاون مع البلديات والمحافظين لتوزيعها، وسيتم العمل على تحسين موضوع توزيع الأمور الأساسية.
أما بالنسبة للمنظمات الدولية فقد وصلنا في الأيام الماضية عدد من المساعدات ويتم توزيع اكثر من 150 الف وجبة بشكل يومي على النازحين في مراكز الايواء ونحن مستمرون في عملنا معهم، لا سيما في ما يتعلق بموضوع النظافة وغير ذلك."
وأضاف: "كما تم النقاش مع عدد من الدول العربية وسيتم تحريك هذا الملف بالتعاون مع مكتب الشؤون الإنسانية حيث تم طلب مبلغ 427 مليون دولار وهناك بعض الوعود، ونحن مستمرون في التواصل بشأن هذا الموضوع .وفي خلال النقاش داخل مجلس الوزراء تمت تم الموافقة من قبل الجميع على تعيين مدقق حساب من خلال شركة لبنانية او عالمية للتدقيق بكل الحسابات المتعلقة بالهبات والمساعدات التي ستأتي لإغاثة النازحين ولاحقا في إعادة الاعمار، فأي أمر سيكون ضمن اليات المراقبة كي تكون هناك شفافية مطلقة، كما اننا نعمل حاليا على منصة لوضع كل ما نحتاجه، وللاعلان عن كل المساعدات المادية والعينية التي وصلتنا لكي يكون هناك شفافية".
وتابع: "اما بالنسبة الى السوريين الموجودين في الساحات والطرق، فان نقاشا حصل اليوم في هذا الخصوص، كما سيعقد اجتماع مع مفوضية اللاجئين في هذا الخصوص ومع منظمات الأمم المتحدة لإيجاد حل سريع اما لنقلهم الى بعض المخيمات او تسهيل عودتهم خاصة ان الحكومة السورية رفعت كل القيود عن العودة".
وردا على سؤال، قال: "الدولة تتحمل كل مسؤولياتها وهناك حاجة للتعاون مع المجتمع المدني بسبب الاعداد الكبيرة للنازحين".
أما بالنسبة الى فتح المدارس الخاصة، قال ياسين: "إذا تطوعت مدارس خاصة للايواء فسيتم اعتمادها، ولكن نؤكد ان هناك عاما دراسيا يجب العودة اليه قريبا لأننا لا نريد ان يستمر طلابنا خارج المدارس، فكل الشعب اللبناني متضامن مع النازحين ولكن فور توقف الحرب يجب إعادة فتح المدارس لانطلاق العام الدراسي".
وقال: "هناك خيارات كثيرة لفتحها كمراكز إيواء ومنها المدينة الرياضية وغيرها ونحن سنقرر هذه الأماكن خلال الساعات المقبلة".
وقال وزير الصناعة جورج بوشكيان: "إن الحكومة تبذل أقصى جهودها لإدارة هذه الأزمة، ونتمنى ان نتعاون جميعا في هذه المرحلة الدقيقة ونضيء على الأمور الابجابية التي تحصل".
وأشار إلى "بلبلة في السوق تتعلق بادخال البضائع اللبنانية وتصديرها، وما أثير بشأن معهد البحوث الصناعية، وهذا ليس بصحيح، فنحن وضعنا خطة طوارئ من أجل إدخال البضائع واخراجها وفتحنا مكتبا في غرف الصناعة والتجارة والزراعة في الصنأئع وزدنا عدد الموظفين لتسهيل معاملات استيراد البضائع اللبنانية وتصديرها، وتمت المكننة، وبات من الممكن متابعة الملفات "اونلاين" والدفع عبر شركة OMT، إضافة الى امكان القيام بنوع من التعهدات التي يتابعها معهد البحوث لتسهيل الإجراءات في المرفأ والمرافئء البرية والمطارات. أتمنى ألا يستغل احد هذا الظرف الاستثنائي، فمكتب معهد البحوث الصناعية مفتوح في غرفة الصناعة في الصنائع على مدار الساعة، وانشأنا فريق عمل له، فلا يستغلن احد الظروف لاثارة البلبلة. هذه الإجراءات هي لتسهيل الاستيراد والتصدير في هذا الظرف الاستثنائي".
وشكر الوزير أمين سلام الدول التي تتعاون من أجل إرسال المساعدات للنازحين داخل لبنان. وقال: "قمنا بجولة الأسبوع الماضي وحصلنا على إجابات في أقل من 72 ساعة من عدد من الدول العربية وأتانا رد من جمهورية باكستان التي سترسل شحنة مساعدات غدا الى مطار بيروت تتضمن نحو 16 طنا من المساعدات الطبية على انواعها، وهناك تركيز كبير على معدات الإيواء والفرش، ولدينا معلومات بأن هناك مساعدات ستصل في الأيام المقبلة من عدد من الدول العربية والأجنبية بشكل أكبر من السابق".
ووجّه سلام تحية كبيرة إلى طيران الشرق الأوسط، طيران الصمود لانه يتعرض لضغط كبير، ولقد شكرتنا اليوم كل الدول لان طيران الشرق الأوسط لا يزال يفتح المجال للمواطنين الدول الذين يساعدون لبنان بالعودة إلى بلدانهم.
وأشار إلى الاخبار التي تفيد بأن بعض شركات التأمين ستوقف التأمين، وهذا سيؤدي الى وقف عمل الشركة، فاليوم عاد مجلس الوزراء واخذ على عاتقه حماية وتغطية الشركة تحت كل الظروف حتى لا توقف الرحلات ويبقى هذا المنفذ للدول الاجنبية وللبنانيين الذين يريدون السفر.
ولفت إلى أن "الاخبار التي تتداول من ان بعض الشحنات الغذائية لم تستطع الدخول الى لبنان غير صحيحة، والصحيح ان هناك باخرتين فقط من المواد الغذائية رفضتا الدخول الى مرفأي صيدا وصور وفورا تم تحويلهما الى مرفأي بيروت وطرابلس وبدا التفريغ، كما انه تم تفريغ خلال 48 ساعة لأكثر من 13 ألف طن من القمح والحبوب، فالمواد الغذائية متوافرة ووزارة الاقتصاد أعادت توزيع الكميات حسب المناطق حتى لا يحصل نقص لا في الخبز ولا في المواد الاستهلاكية".
وقال: "إن هناك عملا كبيرا في معرض رشيد كرامي حيث يحتوي الفندق نحو ألف نازح، شاكرا تركيا على تجاوبها السريع لتامين المياه. كما شكر الجمعيات للمساعدة في هذا المجال".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك