أسف وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام "لهذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى الذين سقطوا في الـ 24 ساعة الاخيرة من العدوان الاسرائيلي على لبنان، في حين ان حرب تموز 2006 والتي استمرت 33 يوما، كان عدد الشهداء وقتها أقل مما سقط أمس واليوم".
وتوجه سلام، بعد اجتماع طارئ عقده مع النقابات المعنية بموضوع النزوح، بما فيها المواد الغذائية والمحروقات وجميع المواد الاساسية ولا سيما بعد الارتفاع التي تشهده أسعار تلك السلع، بالتحية الى اهالي الجنوب كما توجه بالتعازي الى "اهالي الشهداء في ظل ما يشهده لبنان من عدوان غير مسبوق، وهو اليوم يتعرض لحملة اسرائيلية تدميرية وتهجيرية واجرامية".
ودعا سلام الجميع "للتمسك بالوحدة الوطنية"، مشدّداً على أن "الأمر واجب وطني، لجهة فتح القلوب والمنازل والمناطق لاستقبال نازحي الجنوب والبقاع وكل المناطق التي تتعرض للعدوان"، مؤكدا "التزام الدولة اللبنانية بأجهزتها الامنية واداراتها، تسهيل امور النازحين على الطرقات وفي اماكن الايواء، مترافقا مع قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالتوجه الى الامم المتحدة في نيويورك لانقاذ البلد". وقال: "تسقط كل الحسابات السياسية عندما يشن العدو عدوانه على لبنان، فيتوحد اللبنانيون في مواجهته، وان ما شهدناه خلال الساعات الـ 24 الماضية يدمي القلب وسنتصدى له بكل الوسائل الاجتماعية من القطاع الخاص الى الدولة والشعب".
وقال: "انها لحظة تاريخية للبلد، فإما يترسخ انقسام وضعف لبنان في المرحلة المقبلة، او إثبات وحدة وتعاضد وتكاتف اللبنانيين للمفاوضة على أساسه في المرحلة المقبلة. فإما لم نقدر هذه الفرصة، فإننا نكون نفتت ونقسم البلد ونلغي وجود لبنان بكرامته على خارطة العالم العربي".
وفي الموضوع المعيشي والأمن الغذائي، لفت سلام إلى أنّ "الايام الثلاثة الماضية شهدت تهافتا كبيرا على الافران وعلى محطات المحروقات في حين ان الامور لا تزال مضبوطة نوعا ما في السوبرماركت، وهذا مرده الى طمأنة وزارة الاقتصاد للمواطنين تجاه توفر السلع الاساسية"، قال: "نحن قادمون الآن على موسم شتاء ولا يمكننا ان نلوم احد على تأمين المحروقات لمنزله ولاهله، والذي نقوله فقط ان الكميات في البلد متوافرة ولنكن واقعيين فان الكميات متوفرة لمدة ثلاثة او اربعة اشهر وكما قلنا سابقا فان القطاع الخاص ما زالت طلبياته سارية والاستيراد والتصدير لم يطرأ عليه اي طارىء ونامل الا نصل الى مرحلة يكون هناك خطر على المرافق البحرية التي يدخل منها معظم المواد الغذائية وكذلك الامر بالنسبة للمحروقات، فقد طمأن المستوردون انه لا حاجة للهلع لان الخوف اليوم هو الذي يخلق المشاكل ويجعل التهافت كبير على المحروقات وعندها يخاف اصحاب المحطات ومن الممكن ان يقفلوا وهذا الامر ما زلنا نعيشه منذ ثلاثة او اربعة سنوات. واكرر طالما هناك تطمينات فالرجاء الا يشتري المواطن اكثر من حاجته وليكتفي بحاجته من دون اللجوء الى التخزين والتهافت لكي لا تفقد الامور الاساسية ويصبح هناك انقطاع للمواد الاستهلاكية وهذا الامر يضر كثيراً وعلينا ان نتقاسم المواد لكي لا يتم تلفها بعد حين وتصبح من دون قيمة، في حين غيرنا بحاجة اليها في هذه الظروف"، وأكد أن "النقابات كلها موجودة اليوم معنا وسنتابع اجتماعنا بعد هذا المؤتمر لكي نضع خطة وقائية حتى لا نصل الى نرحلة يصير فيها انقطاع لا للمواد الغذائية ولا للمحروقات ولا للمواد الاساسية في البلد".
أضاف: "ان وزارة الاقتصاد تعمل على الاخذ في الاعتبار المناطق التي فيها نزوح لاسيما وان هناك مشكلة كبيرة في الجنوب وهي ان هناك تخوف من وصول المحروقات الى ما بعد منطقة صيدا في ظل القصف العشوائي الإسرائيلي الذي لا يميز مدني من عسكري وهو يستهدف طواقم طبية وشاحنات نقل وغيرها والذي نقوله انه في هذا الاجتماع وغيره من الاجتماعات المتتالية والمفتوحة اليوم وغدا، سيتم التواصل مع الامم المتحدة ومع اليونيفيل ومع عدة جهات ومع الاجهزة الامنية اللبنانية والجمارك وامن الدولة والجيش اللبناني لتسهيل مرور او مؤازرة بعض الشاحنات التي تنقل المواد الغذائية او مشتقات نفطية من بنزين ومازوت وغيره الى مناطق في الجنوب لانه لا يمكننا ان نقطع منطقة الجنوب من الإمدادات وطبعا يوجد خوف وخطر ولكن علينا ان نجد الحلول لهذه المشكلة. وهنا اود ان اطمئن اهل الجنوب واهل المناطق الذين لا تصل اليهم المحروقات اننا لن نترككم ونحن سنجد الحلول مع المعنيين لانكم اليوم تقاومون ونحن نقاوم معكم لحماية البلد وتحصين الشعب".
وقال: "بالنسبة للمناطق التي يحدث فيها نزوح من الجنوب وكما شهدنا في الامس فقد تدفقت الآلاف من اهل الجنوب والبقاع على جبل لبنان وبيروت. واستكمالا لهذا الاجتماع سنتكلم على توزيع المواد الغذائية ضمن فروع السوبرماركت التي لديها في جبل لبنان وبيروت والتي نضطر ان تزيد البضاعة في هذه المناطق وتخفف البضاعة في المناطق التي حدث فيها نزوح او التي لا يوجد فيها سكان وطبعا ليس فيها استهلاك للمواد الغذائية. ولذا يجب ان يكون هناك توزيع جغرافي تبعا لارقام النزوح التي نتبعها مع لجنة الطوارئ فالمنطقة التي كان يوجد فيها مئة الف شخص اصبح فيها الآن 125 الف شخص ويجب ان تتامن المواد للاشخاص الزائدة من مواد غذائية واولية ولاسيما المواد الكبية والحاجات الاساسية".
وأردف: "هذه هي الخطة ومشروع العمل القائم والذي يتطور ساعة بساعة واليوم الاهم من كل ذلك ونحن نطمئن ان الدولة والوزارات المعنية تتابع ساعة بساعة موضوع الامن الغذائي وموضوع المحروقات وهو امر حياتي اساسي وسنبذل كل جهد لكي لا تنقطع هذه المواد في اي مكان ولا عن اي مواطن وستسير الامور رهن الظروف. وهدف المؤتمر ان نطمئن الجميع وان نهدي البال ورجاء حتى عن موضوع ربطة الخبز وقد صار في الامس تهافت كبير على الافران وتم شراء العشرات من الربطات وهذا غير ضروري فلدينا احتياط لمدة شهرين واكثر لصناعة الخبز من قمح وكل لوازم صناعة الخبز ولا داعي للهلع ورجاء يجب على كل شخص اخذ حاجته فقط".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك