كتبت كارول سلّوم في "اللواء":
في اللقاء الذي كان مرتقباً اليوم بين وفد المعارضة وكتلة التنمية والتحرير، وأرجئ كانت الأنظـار تتجه الى عرض الملاحظات من خارطة الطريق التي تطرح، وباتت قوى الممانعة على علم بها، ولن يكون الاجتماع لو عقد «سمناً على عسل»، أو «مجاملة» أو حتى ضمن جو «سجال أو تشنج»، ذلك أن الهدف منه واحد: تقديم هذه الخارطة، خصوصا أن المعارضة ليست في وارد فتح جبهة كلامية مع أحد أو ترداد انتقادات، والمهمة اليوم محددة بتقديم المقترحين وإعادة جس النبض، حتى وإن كان القيِّمون عليها يدركون مسبقا الجواب. ما ينتظر من الاجتماع ليس خلاصة أو نتيجة نهائية تتيح التقدم في الملف الرئاسي، بل انطلاق تشاور لا يرتقي إلى حوار، لعله يفتح الطريق أمام توسيعه. يعتمد فريق المعارضة في الخارطة كما هو معلوم على اقتراحي التشاور وجلسة انتخاب بدورات متتالية، هي مسألة لم ولن تنضج عند الثنائي الشيعي قبل الحوار المنشود. قد يسأل أحدهم ما لزوم انعقاد اللقاء بين هذين الفريقين ، وهما على ابعد استعداد لتقديم أية تنازلات في ما خص رؤيتهما لحل هذا الملف، ومن المقرر أن يكون الاجتماع فرصة للكاميرات لالتقاط الصور فقط لا غير.
لم ينسحب أي منهما من عملية التواصل ولا يزال الاجتماع بين المعارضة وكل من الثنائي الشيعي قائما وفق ما تم الإعلان عنه، وهذا دليل يقرأ بايجابية ، بغض النظر عن أي أمر آخر.
وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن هذا الاجتماع اذا انعقد سيكون الأخير وقد تكون له تتمة بمعنى تواصل آخر، انما المسألة تتوقف عند الجو الذي يسود اللقاء الرئيسي، ومعلوم أن المواقف المسبقة جعلت الفشل من سمته، وتوضح أن الثنائي الشيعي ليس في وارد منح أي جواب شافٍ للمعارضة، لأن أي موقف وسطي منه يظهر ينسف التمسك بمبدأ الحوار الذي يعد موقفا مبدئيا لا خروج عنه، وبالتالي هي جلسة استماع، ولا يمكن القول أن اللقاء مع كتلة التنمية والتحرير قد يكون مرناً أكثر من لقاء المعارضة مع كتلة الوفاء للمقاومة، إذ ما من مجال لفصل الموقف الواحد لهما أو التكامل بالنسبة إلى الملف الرئاسي.
وترى هذه المصادر أن المعارضة لم تميز في لقاءاتها وهي عقدت اجتماعات مع معظم الكتل النيابية وشرحت خارطة الطريق التي وضعتها ولم تفرضها على أحد ولن تفعل مع الثنائي الشيعي، لكن من حقها توجيه أسئلة محددة للفريق الذي ترى أنه لا يريد إتمام الاستحقاق الرئاسي، مكررة القول أن الوفد لن يطرح في الوقت نفسه ملفات خارج سياق عنوان الزيارة لأن حراكه محدد ببرنامج عمل، معربة عن اعتقادها ان كتلتي التنمية والتحرير والمقاومة قد تطرحان ما تعتبرانه الحل الأمثل في ملف الرئاسة، ولا يمكن وضع اللقاء في إطار اعتباره مفصليا أو ان الفريقين يغوصان في الملف والأسماء والترشيحات وهذا أمر من سابع المستحيلات.
اما بالنسبة إلى الكلام عن محاولة المعارضة دفع الكتلتين إلى تبديل خياراتهما الرئاسية، فإن ذلك مستبعد، وفق المصادر التي تشير إلى أن النقاط التي تبحث واضحة وليس هناك من التباس في النقاش.
مهما جاءت خلاصات الاجتماع بين قوى المعارضة والممانعة، فإن الملف الرئاسي لم يحن اوانه بعد لا محليا ولا خارجيا، وبالتالي أي حراك لن يتقدم خطوة واحدة في ظل القناعة التامة بأن الرئاسة معلقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك