كتب نادر حجاز في موقع mtv:
ظهرت إلى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري، على هامش ترؤسه إجتماع كتلة التنمية والتحرير في عين التينة، خريطة كبيرة للبنان كُتب عليها "Israeli attacks on lebanon". فما قصة هذه الخريطة ولماذا وُضعت في مقرّ الرئاسة الثانية؟
علم موقع mtv أن هذه الخريطة تكون موجودة في مكتب الرئيس بري خلال استقبال كل الوفود، لا سيما الأجنبية، التي تلتقيه للبحث في أوضاع الجنوب ومساعي خفض التوتر الحدودي، للإضاءة على حجم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
صدرت الخريطة عن مركز البحوث العلمية، وتظهر بالتفاصيل الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان منذ عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول الماضي حتى الخامس من حزيران الماضي.
كما تحدّد الأماكن التي تتعرض في الجنوب للقصف الفوسفوري وحجم الخسائر في القطاعات المختلفة.
فعلى طريقته، يستحضر بري في مكتبه كل نقاط القوة والدعم ويخلق الأجواء المناسبة للمفاوض الوحيد في الجمهورية اللبنانية، في ظل غياب رئيس الجمهورية وحكومة تصريف أعمال، كونه جسر العبور الوحيد بين دول العالم وحزب الله، ونقطة الوصل الإلزامية لعقد أي اتفاق محتمل في المستقبل.
فهي ليست مجرّد خريطة، إنما ورقة ضرورية في المفاوضات المكوكية التي يخوضها بري، ليقول إنّ لبنان في موقع المعتدى عليه وهو في حرب فعلية وهناك خسائر كبيرة جداً، وبالتالي الجنوب منطقة منكوبة وستكون بحاجة لإعادة إعمار في اليوم التالي للحرب.
يعقّد وجود هذه الخريطة مهمّة الوفود التي غالباً ما تحمل رسائل هجومية من إسرائيل، التي تصوّر نفسها دائماً أنها في موقع المظلوم والمدافع عن النفس، في حين أن الواقع على خلاف هذه الإدعاءات.
اطّلع الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين على هذه الخريطة طبعاً، ومثله الموفد الفرنسي جان إيف لو دريان، وأخذا علماً بأنه وفق تقرير المركز الوطني للبحوث، وحتى تاريخ 5 حزيران، نُفّذ أكثر من 5 آلاف هجوم على الجنوب نتج عنه ما فوق الـ400 قتيل وأكثر من 1500 جريح، في حين دمّرت القنابل الفوسفورية 1682 هكتار من الأراضي اللبنانية. أما عدد النازحين من الجنوب فبات أكثر من 90 ألف نازح، في حين توقفت 75 مدرسة عن التعليم.
الأرقام وحجم الخسائر إلى ارتفاع بطبيعة الحال، والمؤكّد أن الأضرار أصبحت كبيرة جداً ويبقى السؤال البديهي: مَن سيعوّض؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك