أكد وزير الاتّصالات شارل الحاج أن لبنان يواجه مرحلة مفصلية، ويسعى للنّهوض من سلسلة أزمات متداخلة، تفاقمت مع الانهيارات الاقتصادية والمالية الحادة، وتداعيات جائحة كورونا، وانفجار مرفأ بيروت، وحرب مدمّرة، آملاً في أن يستمرّ وقف إطلاق النار وأن يشكّل خطوة نحو سلام دائم، على قاعدة تفعيل اتّفاق الهدنة سنة 1949 بين لبنان وإسرائيل.
وأكد الحاج، في كلمة ألقاها في المؤتمر العالمي للاتّصالات المتنقلة (MWC) في برشلونة، أنّ "التزام الحكومة اللبنانية بالإصلاح ثابت لا يتزعزع"، مشيرًا الى "أنّنا في وزارة الاتّصالات نعمل على مسارين متوازيين: الإصلاحات التنظيمية والاستثمار في البنية التحتية. ويشمل ذلك تطبيق قوانين الاتّصالات التي تنص على تشكيل الهيئة النّاظمة للاتّصالات، وتأسيس شركة ليبان تيليكوم كمؤسسة قادرة على قيادة قطاع الاتّصالات نحو مستقبل أكثر تطورًا وكفاءة".
وأضاف الحاج: "نحرص على تحسين البنية التحتيّة الرقميّة في لبنان عبر توسيع شبكة الألياف البصرية لتشمل كافة المناطق، مع تعزيز شبكة 4G لضمان تغطية شاملة وعالية الجودة. وعلى المستوى الدولي، سندشن كابلًا بحريًا جديدًا يربط لبنان بقبرص وأوروبا بحلول نهاية هذا العام، إضافة إلى ذلك سنسعى لتحديث الكابل البرّي الذي يربط بيروت بدمشق وعمان، ممّا يعزّز التّرابط الرّقمي بين الدّول العربيّة والبحر الأبيض المتوسط، ويفتح أمام لبنان آفاقًا أوسع للاتّصال بالأسواق العالمية."
ولفت الى أنّ "رؤيتنا تتجاوز التعافي؛ طموحنا أن يستعيد لبنان مكانته الطّبيعية ضمن النسيج العربي وأن يكون جزءًا فاعلًا في التّحول الرّقمي والصّناعي الذي تشهده المنطقة".
وكان الحاج التقى على هامش مشاركته في المؤتمر، نظيره الأردني، سامي صميرات، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في قطاع الاتصالات، حيث ناقش الطرفان المشاريع الحالية والتحدّيات القائمة، بالإضافة إلى آفاق التعاون المستقبلي. كما تم التطرق إلى سبل تطوير الشراكة وتبادل الخبرات لتعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي.
كما كانت للحاج جولة على قاعات المعرض، حيث زار أجنحة الشركات اللبنانية المشاركة في المؤتمر، واستمع لشروحات مسؤولي الشركات حول الخدمات التي تقدّمها والتحديات التي تواجهها شركات الاتصالات في لبنان واستمع لمقترحات الحلول لديهم، واعدًا بتقديم الدعم من خلال التحسُّن الملموس الذي سوف يبدأ بالظهور، تباعًا، لتأمين بيئة محفِّزة على الإبداع والتنافسيَّة للشركات اللبنانية العاملة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، الذي يشهد ثوراتٍ تكنولوجية متواصلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك