تمرّ هذه الأيام مسجّلة الحوادث تلو الأخرى بوتيرة متسارعة، في فترة غير عادية أو غير تقليدية. تشهد حبكة معقدة واحدة بعد أخرى، ولا يُعرف أولها من آخرها.
أتت الحكومة بوجوه قسم منها جديدة وقسم آخر معروف من قبل الجمهور.
في أوّل دخولها شموع على طولها. حتى قبل أن تنجز بيانها الوزاري وتنال الثقة على أساسه.
تخطّى رئيسها مفرقعات أدرجت في طريقه خلال مشاورات تأليف الحكومة. زاد منسوب الضغط بحقن الشارع وأولاده ذوي الخبرة والمهارة والمسلّحين بالألغام وزرعها أمام المواطنين والقوى الأمنية. من يخرج عن عادته تقلّ سعادته. كأنّهم يمتهنون لعبة الروليت الروسيّة. عليّ وعلى أعدائي.
كيف يتمّ التطاول بهذه السهولة على حقّ اللبناني الطبيعي بالتنقّل بقطع الطرق بجرّافات وكميونات تنقل عشرات أطنان مخلّفات الدمار؟ عبر أيّ خط عسكري أو في أيّ أنفاق تعبر؟ لا شورى ولا دستور. هذه المخلّفات جرّاء العدوان الاسرائيلي ليست للاعتداء بها على سائر اللبنانيين وليست أداة تعذيب لهم. هذه المخلّفات يريدون أن يدفع الشعب ثمنها والتعويض على أصحابها. مهزلة مهولة ومسرحية سوداء.
لو أن هيبة الدولة موجودة. يكفي درّاج واحد من فصيلة الضاحية أن يوقف هذه الجحافل ويسطّر بسائقيها وأصحابها ومن يدعمهم ويقف أمامهم وخلفهم، محاضر ضبط، ويسوق المتمرّدين الى المخفر والحبس. هكذا يجري في الأيام العادية عندما تنشط قوى الأمن وتصمّم وتنجح بضبط مخالفات السير والبناء و...
الأنكى في الأمر الحديث من قبل رعاة المشاغبين عن عناصر غير منضبطة ذهبت بعيداً في الاعتداء على قوات الطوارىء العاملة في جنوب لبنان وأحرقت سيارة لليونيفيل على طريق المطار.
طريق المطار ليست ملكاً لأبيهم. هي ملك المطار والمسافر ذهاباً واياباً وملك الناس العاديين الذين يخشون ربّهم ويريدون العيش بسكينة.
يطالب اللبنانيون بتطبيق القانون وبفرضه بالقوّة على المخلّين به. هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم محصّنين في برجِ عالِ.
كفى تلاعباً بمصير وطن جريح وعهد جديد آثر على نفسه اعادة البناء والاعمار، وبثّ الطمأنينة والثقة في أبنائه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك