عُقد في المستشفى التركي في صيدا، لقاء جامع ضم وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض والسفير التركي الجديد في لبنان مراد لوثيم وحشد من فاعليات المدينة السياسية والصحية والاجتماعية، تأكيدا على الدور الحيوي الذي اضطلع به المستشفى خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان حيث تم افتتاحه جزئيا في تشرين الأول الماضي، تنفيذا لخطة الطوارئ التي وضعتها وزارة الصحة العامة بهدف رفع الجهوزية وضمان تقديم العلاجات اللازمة لأهالي الجنوب.
يذكر أن المستشفى منذ وضع حجر الأساس له عام 2010 بقي مقفلا 14 سنة، وتم افتتاح أجزاء أساسية فيه بموجب خطة وزارة الصحة العامة على أن تفتتح أقسامه المتبقية في المرحلة القريبة المقبلة ليقدم المستشفى المزيد من الخدمات للأهالي.
وتخلل اللقاء جولة قام بها السفير التركي في المستشفى الذي تم إنشاؤه بدعم من الدولة التركية فاق عشرين مليون دولار. واطلع لوثيم على الخدمات يتم تقديمها، وكانت مناسبة أعلن فيها تسليم المستشفى سيارة إسعاف مقدمة كهبة من الدولة التركية، بالتعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (Tika) ووزارة الثقافة والسياحة التركية، في سياق استراتيجية دعم المستشفى وتجهيزه بهدف تعزيز دوره الخدماتي في مدينة صيدا والجنوب.
حضر اللقاء النواب: ميشال موسى، علي عسيران، اسامة سعد، عبد الرحمن البزري وغادة ايوب، النائبة السابقة بهية الحريري، نائب رئيس المكتب السياسي "للجماعة الاسلامية" في لبنان بسام حمود، رئيسة اللجنة الإدارية في المستشفى منى ترياقي، السفير عبد المولى الصلح، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف وعدد من اعضاء مجلس بلدية صيدا وممثلي الجمعيات الاهلية في المدينة وممثلين عن مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين وشخصيات اقتصادية وتربوية وصحية واجتماعية.
وقال وزير الصحة: "إن الخدمات التي بات المستشفى يقدمها والتي ستتوسع أكثر في المرحلة المقبلة، ستجعل منه ليس فقط حكوميا عاما بل مستشفى مرجعيا خصوصا في موضوع الحروق والترميم بالتعاون وتوقيع الإتفاقات مع مستشفيات جامعية بهدف تعزيز الخدمات لأهلنا ومجتمعنا، وخصوصا خدمة علاج الحروق والترميم حيث لا يوجد في الجنوب مستشفى متخصص في هذا الموضوع".
أضاف: "هذا الحلم لم يكن ليتحقق لولا الجهود الحثيثة من دولة تركيا التي نشكرها شعبا وقيادة ممثلة بسعادة السفير، حيث دأبت على التضامن مع لبنان خلال المحن والأوقات الصعبة التي مر بها سواء عبر إرسال الأدوية والمستلزمات لقطاع الصحة في أكثر من أزمة عرفها لبنان ولا سيما خلال كارثة انفجار مرفأ بيروت وخلال العدوان الأخير، أو من خلال هذا المستشفى الذي زادت كلفته عن عشرين مليون دولار، في ظل إصرار الدولة التركية على أن يكون المستشفى على درجة عالية من الجودة".
ووجه "الشكر الكبير لأهل صيدا وبلديتها التي قدمت الأرض القائم عليها المستشفى واستمرت بتقديم الدعم ولولا الإحتضان الذي حظي به المستشفى".
ونوه بالدعم المقدم من "الشركاء في المجتمع الدولي وعلى رأسهم تيكا وغيرها من المنظمات الدولية والمتطوعين من الأطباء"، لافتا الى أن "العبرة دائما بالإستمرارية"، مؤكدا أن وزارة الصحة العامة ستبقى إلى جانب المستشفى وقد أمنت له السقوف المالية والتجهيزات لقسم غسيل الكلى الذي سيتم افتتاحه قريبا.
كما شكر "القيمين على المستشفى سواء لجنة الإدارة أو رؤساء الأقسام والأطباء والممرضين والموظفين والذين أثبتوا جميعهم أمانة في التعامل مع هذا المرفق العام".
وأشار إلى أن الصدف شاءت أن تكون هذه الزيارة لمستشفى صيدا التركي من الزيارات الأخيرة التي قد يقوم بها كوزير للصحة مع بداية عهد جديد يطرح أملا جديدا، آملا أن تكون زيارته الأخيرة إلى هذا المرفق الذي كان قد وعد في زيارته الأولى إليه لدى تسلمه مهامه الوزارية بإفتتاحه بعدما بقي مقفلا منذ وضع حجر الأساس قبل 14 سنة. وقال: "أحمد الله أنني نفذت الوعد خدمة لأهلنا ومجتمعنا وتم افتتاح المستشفى بشكل تدريجي، وهذا أيضا جزء من الشكر والعرفان بالجميل الواجب أن أقدمه لأهل صيدا ولا سيما الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان له دور أساسي في تعليمي ووصولي إلى حيث وصلت".
وكان الحفل افتتح بالنشيد الوطني، فكلمة لفتت فيها ترياقي إلى أن "المستشفى كان حلما وأصبح واقعا في تميزه وريادته في تقديم الخدمة الطبية وفق أعلى المعايير العالمية"، مشيرة الى أن "المستشفى تمكن خلال الأزمة الأخيرة من تأمين الخدمات الطبية ومعالجة جرحى الحرب والإصابات الناتجة عن الحروق الفوسفورية. وتبعا لذلك وبدعم وإشراف من الدكتور الأبيض المقدر دائما ونتيجة اتصالاته الحثيثة مع الجهات الداعمة والمنظمات الدولية غير الحكومية المشكورة جدا، تم افتتاح جزء من أقسام المستشفى التركي وإعادة تصليح الأجهزة الطبية والبنية التحتية وتجهيز المستشفى بالمستلزمات الطبية".
اضافت: "في الأسبوع الاول من شهر تشرين الثاني، تم البدء بتجهيز غرفتي عمليات وأربعة أسرة لمعالجة الحروق وعشرة أسرة للجراحة وعشرة أسرة للطوارئ. واستقبلنا خلال الأشهر الثلاثة الماضية 217 حالة طوارئ، 67 جرحى يلزمهم تغيير على الجروحات، 56 دخول، 105 استقبال مرضى لإعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي و117 عملية منها 98 ترميم و19 عملية حالة طارئة".
وأوضحت أنه "بالنسبة لنطاق الخدمات، يسعى المستشفى إلى تقديم مجموعة متكاملة من الخدمات الطبية المتخصصة وأبرزها وحدة متطورة لمعالجة الحروق بأحدث التقنيات الطبية، وقسم متخصص للإصابات والكسور، ووحدة العناية المركزة لضمان أعلى مستوى للرعاية الحرجة حيث تم استلام التجهيزات اليوم، وخدمات إعادة التأهيل لمساعدة المرضى على استعادة وظائفهم الأساسية بعد الإصابات إضافة إلى العلاج الكيميائي النهاري الذي يستفيد منه حاليًا أكثر من 125 مريضا".
وأكدت أن "المستشفى قطع شوطا كبيرا في المسيرة ويقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التوسع متوجهة"، شاكرة "كل من أسهم في دعم المشروع، ولا سيما الوزير الأبيض والدولة التركية والكوادر الذين يعملون بتفان وإخلاص".
بدوره، لفت السفير التركي إلى أن هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها إلى الجنوب منذ تسلمه منصبه في كانون الأول الماضي. وقال: "أتيحت لي الفرصة لرؤية بأم عيني الدمار والقسوة التي خلفها العدوان الإسرائيلي. إن قراءة الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في الأخبار أمر، ولكن رؤية هذه الإنتهاكات على أرض الواقع أمر آخر".
أضاف: "يعتبر مستشفى صيدا التركي للإصابات والتأهيل أحد رموز تضامن تركيا مع الشعب اللبناني الصديق والشقيق، حيث افتتح الرئيس التركي هذا المبنى شخصيا مع رئيس الوزراء آنذاك سعد الحريري خلال زيارته للبنان في العام 2010. وقد لعب المستشفى دورا مهما في علاج المصابين في الهجمات حيث تمت زيادة الطاقة الإستيعابية للمستشفى نظرا لتزايد أعداد المصابين نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي أدى كذلك، إلى تضرر أكثر من 160 سيارة إسعاف و50 مستشفى".
وتابع: "عندما أكد الوزير الأبيض أن لبنان بحاجة ماسة إلى سيارات إسعاف، قامت وكالة تيكا بتجهيز سيارة إسعاف بالمعدات الطبية اللازمة للتدخل في حالات الطوارئ وجعلتها جاهزة للخدمة. ونتمنى أن تقدم سيارة الإسعاف هذه خدمات صحية لأبناء المنطقة الصامدين والفخورين الذين يعانون من العدوان الإسرائيلي منذ زمن طويل".
وشكر الأبيض على "التسهيلات التي قدمها في عملية التنسيق مع السلطات اللبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك