خاص موقع mtv
سرق شارع الجمّيزة الأضواء مساء الأحد، بعد أن جابت مواكب سيّارة ترفع أعلام "حزب الله" وتُطلق شعارات حزبيّة، الشّارع، بالإضافة إلى عين الرّمّانة وفرن الشباك وبرج حمود وساقية الجنزير وغيرها. ما حصل يُعَدّ استفزازاً لمناطق استقبلت النّازحين خلال الحرب الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، لكن، في هذه السّطور، سنُعرّفكم على الجمّيزة، أحد أشهر الشوارع في العاصمة بيروت.
أُطلِقَ إسم الجمّيزة على أطول شارع في بيروت، تيمّنًا بشجرة "الجمّيز"، ويُحكى أيضاً أن الاسم القديم للجمّيزة كان "البيارة" باللّهجة البيروتيّة، بسبب وجود عدد من آبار الماء في المنطقة.
يتميّز هذا الشّارع بالمباني التّراثيّة، فغالبيّتها لا تزال كذلك، رغم انفجار مرفأ بيروت الذي دمّرها بكاملها، إلا أنّ إعادة الإعمار ركّزت على إظهار هذه الميزة العمرانيّة من جديد.
بالعودة إلى تاريخ الشّارع، في عام 1845، افتتح خطّ قطار بيروت – الشّام الذي يمرّ في الجمّيزة، أمّا في عام 1964، فانطلق خطّ الترامواي الذي كان يمرّ أيضاً بهذا الشّارع، الذي أصبح ممرّاً أساسيّاً للشّمال.
ويشتهر شارع الجمّيزة حالياً، باعتباره المقصد الأهمّ والأشهر لروّاد السّهر، حيث تنتشر الحانات، بالإضافة إلى المقاهي والمطاعم المتنوّعة التي تُناسب مُختلف الروّاد. وفي الشّارع أيضاً، درج مار نقولا، الأشهر من أن يُعرَّف، ومدارس عدّة.
وما لا يعرفه كثيرون، أنّ المسرح الأوّل في الشّرق، مسرح مارون نقاش، انطلق من الجمّيزة، كذلك النّادي الأوّل للسّباحة في لبنان، انطلق من المنطقة.
يستقطب شارع الجمّيزة عدداً كبيراً من السيّاح الأجانب الذين يتمركزون في فنادقه التّراثيّة، ولا عجب بذلك، فالشّارع الأطول في بيروت، يُمكن أن يرضي مختلف الأذواق، لتنوّع المحال فيه.
إذاً، الجمّيزة شارعٌ مميّز، تاريخه يدلّ على مدى عراقته، وحاضره يدلّ على مدى أهمّيّته في جذب السّيّاح والمغتربين، وحتّى اللّبنانيّين، وهو ليس بحاجة إلى ترويع روّاده وسكّانه، من قبل مجموعة ممّن يريدون "الاحتفال بانتصار واهم"، بطريقة غير حضاريّة، على أمل ألا تتكرّر هذه الحادثة المؤسفة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك