خاص موقع mtv:
في ظلّ الأخذ والردّ الذي يشهده ملفّ تشكيل الحكومة، وخصوصاً بعض الحقائب الوزاريّة، أطلق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان موقفاً منذ أيّام تحدّث فيه عن المقاربة التقليدية في التشكيل وعدد من الملاحظات. أرسلان شدّد على أنّه لا يجوز إلا اعتماد المداورة في الحقائب الوزارية وكسر بدعة وجود أربع وزارات سياديّة محتكرة لأربع طوائف، بالإضافة إلى إقرار نظام داخلي جديد ينظّم عمل مجلس الوزراء بطريقة حديثة ومتطوّرة.
في هذا السياق، يُشدّد أرسلان، في حديث لموقع mtv، على أنّ "الأجدر بنا أن نفهم أنّنا لم نستطع بناء دولة ضمن معايير المواطنة في الانتماء والممارسة، وهذه لا تأتي بالأمنيات والبيانات والخطابات الرنّانة والمزايدات، إنّما تتطلب منّا الجهد والعمل الدؤوب بالممارسة بتنظيم شؤون الدولة على معايير حديثة ومتطوّرة. وإذا كان لا يزال هناك خوف من بعضنا البعض، طوائف ومذاهب، فلنذهب علنًا الى إنشاء مجلس للشيوخ يضمّ الجميع ونعطيه الصلاحيّات التي تُطمئن الجميع".
ويضيف: "لنترك السلطات الإجرائيّة والتنفيذيّة والتشريعيّة والقضائيّة تمارس دورها على قاعدة واحدة، وهي مبدأ فصل السلطات والإنسان المناسب في المكان المناسب على قاعدة الكفاءة والشفافية وليس على قاعدة الانتماء الطائفي والمذهبي والشخصي لفلانٍ أو فلان، وإلّا سنبقى ندور في حلقة مفرغة لا رجاء فيها ولا أمل".
ويُتابع: "نودّ أن نقول للجميع كفى خطابات وبيانات انطلاقاً من مواقف وخلفيات مذهبيّة وطائفيّة، فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما في قناعتنا، وهما إمّا الاستمرار في الاستنسابيّة في المقاربات الدستوريّة التي اعتدنا عليها بعد ما يسمّى بالدستور الجديد أو الطائف المنتهك منذ إقراره أو الذهاب إلى نمط جديد ومتطوّر يُحاكي اللبنانيّين وطموحاتهم وطموحات أجيالنا الصاعدة لكي نذهب نحو الدولة المدنيّة".
وتوجّه أرسلان إلى كلّ من يعتبر نفسه مسؤولاً كبيراً بالقول: "أين الكاثوليك والأرمن والطائفة العلويّة والأقليّات والدروز في حساباتكم لا تريدون مشاركتهم إلا من باب حفظ مياه وجوهكم؟"، مضيفاً: "بالنسبة الى ما نمثّل من شريحة وطنيّة عروبيّة قدّمت الكثير من التضحيات واستبسلت في قيامة هذا البلد على مرّ التاريخ القديم والحديث ولم تكن ممارساتها السياسيّة إلا من خلفيّات وطنيّة جامعة للوطن بكافة شرائحه".
ويلفت إلى أنّ "الدروز كطائفة أساسيّة ساهمت مع المكوّنات في تأسيس هذا الوطن وكان لها الدور الأبرز في مختلف المحطات التاريخيّة المفصليّة، وقد نبّهنا مرارًا وتكرارًا بأنّ هذا التعاطي معنا من خلفيّة بأنّنا لم نكن يومًا معرقلين أو حجر عثرة أمام أيّ توافق وطني جامع لكنّ بصراحة أقولها.. طفح الكيل ففي كلّ مرة نترفّع عن مطالب محقّة احترامًا منّا لتسهيل التوافق الوطني ونتعاطى كأمّ الصبي في مختلف الاستحقاقات، ونرى أمام أعيننا وبتجربتنا المتواضعة من ثلاثين سنة كيف يجري التعاطي على قاعدة الفاجر بياكل مال التاجر".
وإذ حذّر من "التعاطي المريب والمستخفّ"، ختم أرسلان: "لن نسكت عن هذا الظلم والتمادي منذ سنوات، آملاً أن تصل رسالتي هذه الى فخامة الرئيس جوزاف عون ودولة الرئيس نبيه بري ودولة الرئيس نواف سلام مع تأكيدنا بأن الأمل بالتغيير الجدي موجود خاصة بعد الانتخابات الرئاسية وبعد تكليف الرئيس سلام بتشكيل الحكومة العتيدة لكن العبرة تبقى في التنفيذ".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك