أفادت مراسلة الـmtv في باريس ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اجرى اتصالا برئيس الوزراء المكلف نواف سلام لتهنئته كما فعل بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون الخميس الماضي.
واكدت المصادر ان تعيين نواف سلام يمثل أملا حقيقيا للتغيير في لبنان باعتبار انه "تمّ تكليف شخصية معروفة بنزاهتها وكفاءاتها، وشخصية عبرت في الماضي عن ارادتها في قيادة الاصلاحات التي ينتظرها اللبنانيون والمجتمع الدولي من السلطات اللبنانية لاستعادة سيادة لبنان بشكل كامل في اطار احترام وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه، ولكن ايضا على طريق تحقيق الاصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي".
ورأت المصادر ان التحدي الذي يواجه لبنان يكمن في حل الازمة الاجتماعية - الاقتصادية القائمة منذ سنوات من اجل دفع وحشد المجتمع الدولي للتعهد لاعادة الاعمار بعد الحرب، مشيرة إلى أن تعيين رئيس الوزراء سلام وانتخاب الرئيس عون يشكلان املا كبيرا للبنان وان ماكرون عبّر عن دعمه للرئيس عون ولنواف سلام حتى يتمكن بسرعة من تشكيل حكومة قوية تجمع كل تنوع في المجتمع اللبناني.
واشارت المصادر الى ان النتيجة جاءت بعد المشاورات في بيروت ولكنها اتت ايضا نتيجة جهود المجتمع الدولي وقد اجرى ماكرون في الايام والساعات الاخيرة سلسلة اتصالات ومشاورات من بينها اتصال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ونجيب ميقاتي وصباح اليوم مع وليد جنبلاط لمساندة المشاورات الجارية مع الرئيس عون.
ووصفت المصادر الوضع اليوم بالجيد رغم وجود تحديات كبيرة وهامة امام رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية فلا بد الان من تشكيل حكومة، لافتة إلى ان سلام حصل على ٨٥ صوتا وهذا يعكس مشاركة واسعة جدا تتجاوز الغالبية التي تم الحصول عليها بمساندة السنة وامتناع من قبل الشيعة وهذا الامر سيكون تحديا امام رئيس الوزراء حتى يتمكن من تشكيل حكومة تمثل كل تنوع الفئات اللبنانية لخدمة مصلحة اللبنانيين.
ورأت المصادر أن انتخاب الرئيس وتعيين رئيس الوزراء يفتح آفاقا واعدة لدعم المجتمع الدولي وتوقعت المصادر، من خلال متابعة الاتصالات الفرنسية-السعودية التي انعقدت أخيرا مع المسؤولين السعوديين، ان يتم ترجمة تعهد المملكة بمساهمتها في اعادة الاعمار وكذلك دعم لقوات الجيش اللبناني.
ويرى المراقبون ان هذه العناصر تجعل فرنسا متفائلة جدا وبأن شركاءها السعوديين سينخرطون في تقديم الدعم، مع الإشارة إلى وجود اشارات ايجابية جدا تسمح للبنان ان يتقدم في الاتجاه المرغوب فيه، ومن بين هذه العلامات الفارقة التي تم التوقف عندها اليوم الرغبة في التغيير التي عبّرت عنها معظم فئات المجتمع اليوم.
واشارت المصادر الى انها ستواصل تحركها على اصعد عدّة ومساهمتها في آلية مراقبة وقف اطلاق نار وتطبيقه قبل انتهاء تاريخ وقف الهدنة وفقا للاتفاق وهذا يفترض ان ندعم قوات الجيش وقد وضعت باريس مركزا للتدريب لتجنيد قوات اضافية. وهذا العمل تقوم به فرنسا وشركاء آخرون واشارت المصادر الى احتمال ان يلتحق السعوديون بمساعي التدريب.
وبالنسبة للتجهيزات قدمت باريس تجهيزات اضافية لقوات الجيش وستكون لها مساهمات اخرى لدعم القوات العسكرية.
وكشفت المصادر انه على الصعيد السياسي كانت هناك تحفظات من قبل بعض دول الخليج تجاه الانخراط ماديا في لبنان بسبب الوضع، وكانوا يعتبرون الوضع غير مستقر وكانت لديهم عدة اسئلة حول شفافية التمويل الذي سيقدم الى لبنان بالنسبة لاعادة الاعمار وكان لا بد من اعادة بناء الثقة واليوم هناك اطار بفضل انتخاب الرئيس عون ورئيس الوزراء نواف سلام وسيسمح ذلك بطمأنة الممولين الدوليين ولقيادة الاصلاحات المنتظرة منذ زمن بعيد وبناء اطار تمويل يسمح بتأمين المساعدات الانسانية الضرورية وإطلاق في وقت لاحق اعمال اعادة البناء في لبنان خصوصا في الجنوب.
واكدت ان فرنسا ماضية مع اللجنة الخماسية لدعم لبنان ولطلبات الرنيس عون ورئيس الوزراء ولا بد من لفت النظر الى وجود توافق كبير في الاراء حول لبنان في اللجنة، وخصوصا بين المملكة العربية السعودية فرنسا والولايات المتحدة الذين حملوا رسائل متطابقة سمحت بقيام عدة تحركات مع اشارة اخيرة الى متابعة الرئيس ماكرون بنفسه وعن قرب التطورات الاخيرة .
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك