كتبت مريم حرب في موقع mtv:
افتتح الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اليوم الأوّل من العام 2025 بإطلالة سريعة، أعلن فيها أنّ "المقاومة استعادت عافيتها". بعيدًا عن المطوّلات والجولات الإقليمية، دخل الشيخ قاسم في صلب حديثه؛ اعتبر أنّ "الدولة اللبنانية أمام فرصة لتُثبت نفسها بالعمل السياسي"، واصفًا أي اعتداء على جنوب لبنان على أنّه اعتداء على الدولة والمجتمع الدولي. كل هذا الكلام يأتي على وقع استمرار الخروقات الإسرائيليّة، وترقّب انقضاء مهلة الـ60 يومًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وكأنّ قاسم يرفع العتب عن "حزب الله"، الصابر في هذه المرحلة، لما قد يحصل في اليوم 61.
"كلام قاسم مجرّد كلام لأنّ قدراته ضعفت"، كما رأى العميد المتقاعد ناجي ملاعب، فالحزب تلقى ضربة كبيرة نتيجة سقوط نظام الأسد في سوريا وانهيار الجيش السوري وغارات الجيش الإسرائيلي على مخازن أسلحة ومراكز له في سوريا. انقطع شريانه الحيوي الذي يمرّ عبر سوريا فصعبت مهمة تأمين السلاح، خصوصًا أنّه خسر الكثير من عتاده في الحرب التدميريّة التي شنّتها إسرائيل عليه، إضافة إلى قياداته وكوادره.
ينتظر "حزب الله" انتهاء مهلة الـ60 يومًا للردّ و"متابعة المقاومة" خصوصًا أنّه، وفق ما قاله ملاعب في حديث لموقع mtv، "أعطى مجالًا للقرارات الدولية التي حتى الساعة لم تمنع الخروقات الإسرائيلية ولم تتمكنّ الدولة اللبنانية من فعل شيء يلجم إسرائيل. لكنّ مهمة "حزب الله" صعبة جدًّا وإن كابر الشيخ قاسم، واكتفى بكلمتي "نحن نصبر".
تعمل إسرائيل خلال مهلة الـ60 يومًا على إنجاز ما لم تنجزه خلال الحرب. وهنا أشار ملاعب إلى أنّ "ما تقوم به إسرائيل جنوبًا قد يكون بنسبة كبيرة وفق ضوء أخضر أميركي واتفاق بينهما من تحت الطاولة، وإذا لم تحقق كلّ غاياتها ضمن المهلة المحدّدة، خصوصًا لناحية تأمين مسافة آمنة لا تقلّ عن 5 كلم، ستقع المشكلة مع بقاء الجيش الإسرائيلي المحتلّ في بلدات جنوبية". وأمام واقع بقاء الجيش الإسرائيلي في بلدات جنوبية، أوضح ملاعب أنّ "مقاومة وطنية ستنشأ والجيش اللبناني والدولة اللبنانية ليسا بعيدَين عن هذا الجوّ"، و"ما يربحنا جميلة حزب الله".
ما سيحصل في اليوم 61 يبقى في إطار قراءة المعطيات والتطوّرات الميدانية، وهو رهن ما ستؤول إليه عملية شدّ الحبال بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران التي ترعى "حزب الله" وتسلّحه. ومع خسارة إيران ما بنته خلال الأعوام الماضية في "محور المقاومة"، خرج المرشد الإيراني علي خامنئي ليُكابر إلى جانب الشيخ قاسم بقوله "لبنان واليمن هما رمز المقاومة وسينتصران". لم يبق لإيران غير "حزب الله" والحوثيين، وستلعب الجولة الأخيرة بهما حتى النهاية ريثما تقبض ثمن تخليها الكامل عنهما.
صبر "حزب الله" سيتحوّل قريبًا إلى حرج أمام بيئته المؤيّدة، وموقف صعب تجاه جميع اللبنانيين، فإذا بقيت إسرائيل في لبنان كيف سيبرّر ذلك وهل سيكون حينها قادرًا على الردّ؟ في مختلف الأحوال ردّه سيكلّف لبنان غاليًا، وعدم ردّه سيكلّف "الحزب" انهيار ما تبقى من صورته المقاومة لتحرير الأرض.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك