كتب أندريه مهاوج في "نداء الوطن":
يبدأ وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان جان نويل بارو وسيباستيان لوكورنو اليوم زيارة مشتركة للبنان. وستطلق باريس في المناسبة مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي الدؤوب من أجل إكمال الاستحقاقات الدستورية الممثلة بانتخاب رئيس للجمهورية، وتكليف شخصية بتشكيل الحكومة، واستكمال الخطوات الإجرائية المتعلقة بتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على تنفيذها بالكامل وفقاً لما نص عليه الاتفاق الموقع بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية.
تتزامن هذه الزيارة مع أعياد نهاية السنة، وتأتي وفق تقليد فرنسي يقضي بأن يمضي مسؤولون حكوميون «بعض الوقت» مع العسكريين المنتشرين خارج الحدود. كما تهدف الزيارة إلى تحقيق هدفين: متابعة جهود وضع لبنان على سكة الحلول لمشاكله السياسية والامنية، وإعطاء زخم لعمل اللجنة الخماسية المكلفة بالإشراف على وقف النار.
وتؤكد الخارجية الفرنسية أن التنسيق الفرنسي - الأميركي لإنجاز هاتين المهمتين جار على قدم وساق، وأن لا تخاذل بشأن حث اللبنانيين على انتخاب رئيس جمهورية لبلدهم، واستكمال الاستعدادات والتجهيزات العسكرية لتمكين الجيش اللبناني من القيام بما هو مطلوب منه وفقاً لاتفاق وقف النار، كي يصبح القوة العسكرية الوحيدة على الساحة اللبنانية، والعمل بالتالي على الزام إسرائيل باحترام السيادة اللبنانية.
وأوضح مصدر دبلوماسي في الخارجية الفرنسية رداً على أسئلة «نداء الوطن»، أن باريس رحّبت بإيجابية بالإعلان عن عقد جلسة للتصويت على الانتخابات الرئاسية في 9 كانون الثاني المقبل. وأضاف المصدر: «كما تعلمون، يزور المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية، جان إيف لودريان بيروت بانتظام، ويتواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين. والرسالة التي يحملها واضحة تماماً: من الضروري أن ينتخب اللبنانيون، وفق الجدول الزمني المحدد، رئيساً قوياً للجمهورية، قادراً على توحيدهم من أجل تحقيق انتعاش مستدام للبلاد، واستعادة سيادة الدولة اللبنانية. إن الوضع الراهن يتطلب ذلك أكثر من أي وقت مضى، سواء على الصعيد الداخلي لاستقرار لبنان، أو لدعم سلام دائم في المنطقة».
وعن الوضع الأمني، قال المصدر الدبلوماسي في الخارجية الفرنسية: «نحن على تواصل دائم مع السلطات الأميركية بشأن الملف اللبناني، كما هي الحال مع جميع الملفات الأخرى في المنطقة. وفي لبنان، تعزز تنسيقنا مع الشريك الأميركي في إطار آلية مراقبة وقف إطلاق النار التي دخلت حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي. وتضمن هذه الآلية، بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، وقوات الدفاع الإسرائيلية، والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان، متابعة تنفيذ وقف إطلاق النار. ونواصل بذل كل الجهود لضمان احترام الأطراف التزاماتهم في إطار الاتفاق المبرم».
وسيبحث وزير الدفاع الفرنسي مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون حاجات الجيش من العتاد واللوجستي بما يتناسب مع مبلغ 200 مليون دولار الذي أقره مؤتمر باريس في 24 تشرين الأول الماضي. كما من المقرّر أن يلتقي لوكورنو بعد غد الأربعاء الجنرال إدغار لاوندوس، قائد قطاع جنوب الليطاني. وسيتوجه الوزيران الفرنسيان إلى جنوب لبنان لتمضية عيد نهاية السنة مع أفراد القوة الفرنسية العاملين ضمن «اليونيفيل».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك