كتب عامر زين الدين في "الأنباء" الكويتية:
أثار رصد جرافة تابعة للجيش الاسرائيلي تعمل اخيرا بالقرب من سفوح جبل الشيخ على سلسلة لبنان الشرقية الحدودية مع سورية بشكل واضح على شق أحد الطرق وسط الجبل من الجهة اللبنانية، انتباه الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في الدولة، خصوصا في المنطقة القريبة لبلدة عين عطا الواقعة بين قضاءي حاصبيا وراشيا (البقاع).
الطريق المستحدث يقع على مرمى حجر من سفوح جبل الشيخ حتى أعلى قممه على ارتفاع 2814 مترا. ومع سقوط النظام السوري والتوغل الإسرائيلي في المنطقة، بات الأخير يحكم قبضته على كامل السلسلة الممتدة من شبعا حتى بوابة المصنع الحدودية بين لبنان وسورية، والتي يبتعد الجيش الإسرائيلي عنها بضعة كيلومترات، قدرتها إسرائيل بمسافة 12 كيلومترا فقط.
خبير عسكري متقاعد في الجيش اللبناني معني بالمسألة، قال لـ«الأنباء»: «هذا الواقع مؤشر كبير في الجغرافيا، لتوسيع الاحتلال نحو مساحات اشمل نحو الطريق الدولي بين البلدين. وانطلاقا من فهم الخطط العسكرية لإسرائيل».
وذكر في هذا المجال انه «عندما احتلت اسرائيل لبنان عام 1982 وسيطرت على سفوح جبال الشوف من جزين-نيحا إلى ضهر البيدر مرورا بمنطقة «الرادار»، شقت طريقا مشابها حتى الاوتوستراد الدولي».
وأضاف: «اليوم، وفي مقابل الطريق الذي شقته من الجانب السوري، بعد افراغ المنطقة من الجيش السوري بالقرب من منطقتي حضر وعرنة، تعمل على الجهة اللبنانية في استحداث هذا الطريق».
وأشار الخبير العسكري إلى ان «الطريق المستحدث كان يعرف سابقا بطريق تهريب البشر والبضائع. ينطلق من بلدة عين عطا ويصل مع الحدود السورية، لكنه لم يكن صالحا للسير عليه بواسطة السيارات والآليات. وثمة طرق عدة للتهريب من شبعا والهبارية وكفرحمام وبيت جن عبر الجبل. وتلك المنطقة حيوية بامتياز. فعدا اهميتها الاستراتيجية على المستوى الامني، تتمتع أيضا بأهمية سياحية».
الطريق المستحدث يمر خلف موقع لـ«قوات الطوارئ الدولية» المتمركزة منذ حرب 1973، وهو على درجة عالية من الاهمية الاستراتيجية، كونه يشرف على العاصمة السورية دمشق وريفها وصولا إلى العمق السوري شمالا وشرقا. كما يطل على كامل البقاع والجنوب اللبناني حتى الشاطئ اللبناني. وتشكل الخطوة الإسرائيلية خرقا حدوديا للأراضي اللبنانية، كون الطريق يمر في المقلب الغربي من جبل الشيخ الذي يعتبر ملكا للجمهورية اللبنانية».
وعاد الخبير في معرض سرد اهمية الطريق المباشر عسكريا، فقال: «من جهة هو لحماية الانتشار الإسرائيلي على قمم جبل الشيخ، وأكثره الاستفادة منه مستقبلا لأي توسع جديد، وفرض سيطرة متوقعة، نظريا وعمليا لبنانيا على معبر المصنع وسورية للسيطرة بالنار على كامل جنوبها حتى عمق دمشق».
وختم: «انه مؤشر حتمي لتوسيع الخطط العسكرية الإسرائيلية مستقبلا، كما يضع اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل ومهلة الـ60 يوما مجددا على محك صدقية التنفيذ».
ومع توقف عمليات التهريب بشكل نهائي في المنطقة، بسبب المراقبة الإسرائيلية واحتمال توسيع هذه المناطق مستقبلا، وفقا للتطورات الراهنة، يكون الجبل المسمى من قبل إسرائيل «عيون الأمة» في إسرائيل، نظرا إلى ارتفاعه كمكان استراتيجي ووضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي على علو 2280 مترا، محورا عسكريا وجغرافيا مهما.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك