جاء في "الديار":
الطقس البارد الذي حل على لبنان، تقابله حرارة متزايدة للحركة السياسية والديبلوماسية مع اقتراب موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني، وتوسع دائرة الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية لاتفاق وقف النار وارتفاعها الى درجة محاولة تمديد مهلة الستين يوما لانسحاب جيش العدو من الاراضي اللبنانية التي احتلها، وبالتالي تهديد واسقاط الاتفاق المذكور.
وفد سعودي رفيع في بيروت قريباً
وفي هذا الاطار علمت «الديار» من مصادر مطلعة ان وفدا سعوديا رفيعا ينوي زيارة لبنان قريبا، بعد ان تسلمت وزارة الخارجية الملف اللبناني بشكل مباشر في ضوء التطورات الاخيرة في المنطقة، لا سيما سقوط النظام السوري.
واضافت المصادر ان موعد الزيارة لم يتضح بشكل نهائي، مرجحة ان تحصل في 2 او 3 كانون الثاني المقبل على الرغم من تردد معلومات اخرى عن عدم استبعادها مطلع الاسبوع.
وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسي في لبنان عشية رأس السنة
وينتظر ايضا ان يزور لبنان وزيرا الخارجية والدفاع الفرنسيان في 30 و31 الجاري، في اطار الزيارة التقليدية للوحدة الفرنسية العاملة في اطار قوات اليونيفيل، وسيجريان لقاءات مع المسؤولين وقيادات سياسية، تتناول تطبيق اتفاق وقف النار والاستحقاق الرئاسي.
ابو فهد يواصل مشاوراته الرئاسية
وعلمت «الديار» ايضا ان الموفد القطري ابو فهد، يجري مزيدا من اللقاءات والمشاورات بشأن انتخاب رئيس الجمهورية، مع العديد من القيادات والشخصيات السياسية.
وتقول المعلومات ان هناك تباينا وتمايزا بين قطر والسعودية في هذا المجال، تحت سقف ان الخلاف لا يفسد في الود قضية.
هوكشتاين عائد للبنان في اول العام الجديد
وتضيف المعلومات ان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين ينوي زيارة لبنان في الخامس من كانون الثاني، في اطار ما هو متفق عليه مبدئيا في وقت سابق خلال انجاز اتفاق وقف النار من اجل متابعة وضمان تنفيذ الاتفاق المذكور. ولا يستبعد ان تتناول الزيارة الاستحقاق الرئاسي، وان كان غير مدرج اصلا على جدول اعمالها.
جلسة الانتخاب قائمة والسفراء شهود
وقبل عشرة ايام من موعد جلسة الانتخاب، فان المعطيات المتوافرة لـ«الديار»، استنادا لتاكيدات الرئيس بري المتكررة وما يرافقها من اجواء واجراءات، تؤكد انعقادها في موعدها بدورات متتالية من اجل انتخاب رئيس الجمهورية.
وعلمت «الديار» في هذا الاطار ان الدعوات وجهت الى السفراء المعتمدين في لبنان لحضور الجلسة، وان الترتيبات الادارية واللوجستية باتت مكتملة.
استعصاء رئيس التحدي
وقال مصدر نيابي لـ«الديار» امس ان المكونات الاساسية يقع على عاتقها الحفاظ على استمرارية الجلسة ونصابها، لافتا في الوقت نفسه الى ان اي فريق غير قادر على ايصال رئيس يشكل تحديا لفريق اخر، لكنه قادر على منع وصول مرشح الفريق الاخر ووضع فيتو عليه، لذلك من الصعب الحديث حتى الان عن رجحان كفة مرشح على الاخرين بشكل حاسم.
واضاف المصدر انه في ظل غياب التوافق او عدم حصول اجماع او شبه اجماع، تطرح علامات استفهام حول نتيجة جلسة 9 كانون الثاني وهوية او اسم الرئيس العتيد.
وردا على سؤال اكد المصدر ان الضغوط الخارجية يمكن ان يكون لها تاثير معين في الاستحقاق ومساره، لكنها لا تشكل عنصرا حاسما في المعركة الرئاسية، لان العوامل الداخلية تؤدي دورا مهما لا يمكن تجاهله او تجاوزه.
وقال ان التهويل او استقواء اي طرف بالخارج، لن يؤدي الى المجيء برئيس قسرا، وان الرهان على ان تغيرالمعطيات والظروف في المنطقة بات يفرض خيارا رئاسيا لمصلحة فريق على اخر، هو رهان خاطىء وفي غير محله.
الاجواء قبل الجلسة
ما هي الاجواء عشية جلسة الانتخاب، ومن هو المرشح الاكثر حظا للوصول الى بعبدا ؟
المعلومات المتوافرة لـ «الديار» تؤكد ان ايا من المرشحين لا يملك رصيدا واضحا ومرجحا حتى الان، اكان للفوز في الدورة الاولى بـ86 صوتا وما فوق ام في الدورات التي تليها ب ٦٥ صوتا وما فوق، مع الاشارة الى ان الحالات المتعلقة بموظفي الفئة الاولى او ما يوازيها تخضع لنص المادة 49 من الدستور، وبالتالي يحتاج اي مرشح من هذه الفئة ومن بينهم قائد الجيش العماد جوزف عون، الى تعديل دستوري او في احسن الحالات لـ86 صوتا للفوز بالرئاسة اذا ما عتمد نموذج انتخاب الرئيس الاسبق ميشال سليمان.
ووفقا لمصادر مطلعة لـ «الديار»، فان الاجواء والمعطيات القائمة حتى الان تؤشر الى ان المشاورات الجارية على الصعيدين الداخلي والخارجي لن تتبلور نتائجها قبل يومين او ثلاثة من موعد جلسة الانتخاب، وربما تبقى الاجواء على حالها حتى انعقاد الجلسة.
سيناريو الغربلة خلال جلسة الانتخاب
وتلفت الى ان هناك سيناريو يمكن ان يحصل. ويتمثل بغربلة الاسماء خلال الجلسة، لا سيما بعد الدورة الاولى، بحيث تنتهي هذه العملية الى بلورة اسمين او ثلاثة للدورة الحاسمة.
ووفقا لهذا السيناريو، من غير المستبعد ان ترفع الجلسة المفتوحة ليوم او يومين لانضاج انتخاب الرئيس في دورة حاسمة. لكن هذا الامر مستبعد بنسبة عالية، باعتبار ان حضور السفراء الجلسة يشكل مؤشرا مهما على انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني وانهم سيكونون شهودا على مجرياتها.
توسع دائرة المرشحين والاسماء المتداولة
وقبل عشرة ايام من موعد جلسة الانتخاب، توسعت دائرة المرشحين والاسماء بفرص متفاوتة، ودخلت بعض الاسماء الجديدة مؤخرا الى نادي المرشحين، وقد تدخل اسماء اخرى في الايام القليلة المقبلة. ووفقا للمداولات والترشيحات، فان الجدول يشمل الاسماء الاتية: قائد الجيش العماد جوزف عون الذي اعلن اللقاء الديموقراطي رسميا تاييده، عدا الحديث ايضا عن دعم اميركي وسعودي له. سليمان فرنجية الذي اكد استمرار خوضه السباق الرئاسي والمدعوم من الثنائي الشيعي وحلفائه. سمير جعجع الذي كثر الحديث عن ترشيحه بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان وسقوط النظام السوري. النائب ابراهيم كنعان الذي لوحظ ارتفاع نشاطه والتداول باسمه اكثر مؤخرا ولديه علاقات انفتاح على مختلف الافرقاء. المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري الذي دعمت ترشيحه قطر في وقت سابق ويقال انها ما زالت تضعه في الحساب الانتخابي بشكل جيد. النائب فريد هيكل الخازن الذي يمكن ان يكون مرشحا بديلا لفرنجية والذي على علاقة متينة ببكركي. نعمة فرام المنضوي في اللقاء التشاوري المستقل وتربطه علاقات جيدة مع عدد من النواب . سمير عساف المقرب من الرئيس الفرنسي ماكرون والذي نشط مؤخرا في جولاته على القيادات السياسية، وبرز اسمه في الاسبوعين الاخيرين. السفير السابق في الفاتيكان جورج خوري الذي يحظى برصيد في السباق الرئاسي. جهاد ازعور الذي عاد يتردد اسمه مؤخرا، خصوصا انه يحظى بتقاطع المعارضة والتيار الوطني الحر.
والى جانب هذه الاسماء، هناك اسماء مرشحة من جهات متعددة في الداخل والخارج منهم : زياد بارود، جان لوي قرداحي، ناصيف حتي، ناجي البستاني، وديع الخازن، فريد البستاني.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك