كتبت لارا يزبك في "المركزية":
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن لبنان يواجه مرحلة صعبة ومعقدة، لكنه أشار إلى أن المقاومة قادرة على تجاوز هذه التحديات بفضل قوتها وصلابتها. وأضاف "العدو الإسرائيلي اليوم يُمارس اعتداءات على لبنان ويخرق الاتفاقات الموقعة، وهو لا يتوقف عن استغلال الفرص لتنفيذ اعتداءات واغتيالات، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف اللبنانية أن تكون يقظة ومستعدة للتعامل مع هذه الخروقات". وأشار إلى أن المقاومة كانت حريصة على الحفاظ على بنود الاتفاقات، لكنها لم تقبل بوقف الحرب "كيفما كان".
وأوضح فضل الله أن المقاومة رفضت الورقة التي تم تقديمها في بداية النزاع، وأجرت تعديلات على البنود التي كانت تعتبرها غير كافية لتحقيق حماية لبنان وضمان استقرار الأوضاع. وفي سياق حديثه عن دور المقاومة، أكد فضل الله أن لبنان لا يمكنه الاعتماد على أي طرف آخر لحمايته غير المقاومة وسلاحها. وقال "نحن لا يحمينا غير مقاومتنا وسلاحنا، لكن أمام الدولة اليوم، وأمام كل من كانوا يتحدثون عن إمكانية حماية لبنان من دون المقاومة، أتمنى أن يجربوا حظهم في هذا الموضوع".
هذا الموقف يأتي غداة تأكيد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان الحزب سيطبق اتفاق وقف النار، وسينسحب الى شمال الليطاني. واذا سلّمنا جدلا بأن الاتفاق محصورة مفاعليه بهذه البقعة الجغرافية وأنه لا يشمل لبنان ككل، وهو ما يقوله قاسم منذ اقرار الاتفاق، فإن هذا الامر يدفع الى السؤال عما يتّكل عليه الحزب، والحال هذه، للاعلان ان "المقاومة وسلاحها، وحدهما، ما يحمي لبنان" كما قال فضل الله. فهل مثلا سيتحرّك الحزب ضد اسرائيل، مِن بيروت؟ أو مِن البقاع؟
ففي "ايام عزّه"، وخلال وجوده في الجنوب، تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، وخلال قتال عناصره ضد الجيش الاسرائيلي، بالمباشر، هم لم يتمكّنوا من حماية الارض والقرى والاهالي، فكيف سيفعلون من شمال الليطاني كما يدعي فضل الله او سواه من كوادر الحزب؟ وألم يفهم الحزب بعد، أن تفوّق اسرائيل في الجو وايضا في البر، لا يمكن للحزب ان يعوّضه بعناصره البشرية ولا حتى بصواريخه الذكية "المزعومة" التي لم يستخدمها؟ ألم يتّعظ من تجربة الحرب الاخيرة وكل ما رافقها من خسائر ودمار؟
الجواب هو "كلا"، على ما يبدو"، تتابع المصادر، لأن اللهجة لا تزال ذاتها والخطاب لا يزال ذاته في صفوف حزب الله: "لا يحمي لبنان الا السلاح". لكن وفق المصادر، هذه اللغة موجّهة فقط الى بيئة الحزب وشارعه، وقد بات واضحا وامرا لا يحتمل نقاشا، ان لا حماية للبنان الا عبر الشرعيتين اللبنانية والدولية اللتين في الواقع، عاد اليهما الحزب بعد حرب الاسناد. اما مسألة السلاح ووظيفته ودوره في الحماية، والتي شنّف الممانعون آذاننا بها لعقود، فباتت روايات بائدة أسقطتها الحرب الاخيرة بالضربة القاضية، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك