كتب أنطون الفتى في "أخبار اليوم":
قبل عام تحديداً، كانت معظم الأصوات المحليّة الرسمية تستخفّ بالتحذيرات الدولية "المحمولة" في حقائب الديبلوماسيين الأجانب الذين كانوا يزورون لبنان، ومنهم المبعوث الأميركي آموس هوكستين، والتي كانت تحذّر السلطات اللبنانية من أن عدم تبريد الجبهة الجنوبية سيُشعل حرباً مدمّرة تطال مفاعيلها مناطق لبنانية خارج نطاق القرار الدولي 1701.
دمار وركام...
وها نحن اليوم بعد عام من تلك التحذيرات، وعلى مسافة مرور شهرَيْن من عمليات عسكرية دمّرت مناطق لبنانية واسعة، وهجّرت آلاف اللبنانيين من قراهم ومناطقهم ومنازلهم.
ومن الآن والى انقضاء مدّة الـ 60 يوماً لوقف إطلاق النار، لا تزال المخاوف هي نفسها، بسبب عجز الدولة اللبنانية عن الإمساك بالأوضاع بشكل جذري. وما خرق الأجواء المحليّة المُقلِقَة تلك، كان تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس، الذي قال فيه إنه إذا انهار وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، فإن الجيش الإسرائيلي لن يفرّق في تلك الحالة بين لبنان و"الحزب"، ولن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية.
وأمام هذا الواقع، وبعدما أظهرت الأشهر الـ 14 الأخيرة أن لا شيء مُستبعداً، وأن التهديدات والتحذيرات قادرة على أن تتحوّل الى ملموسات في أي وقت، ماذا يتوجّب على السلطة اللبنانية أن تفعل حتى لا تنزلق الأوضاع في لبنان الى مزيد من التدهور الذي قد لا يترك مجالاً في النهاية سوى للرّكام والدمار؟
وصولاً الى العراق...
أكد مصدر سياسي أنه "يتوجّب أولاً أن يكون هناك حكومة فعلية في لبنان. حكومة قادرة على أن تأخذ قرارات، وعلى تفعيل المسار الديبلوماسي. فلا يمكن الاستمرار بالحالة الديبلوماسية المحليّة الحالية. كما لا بدّ للسلطة اللبنانية من أن تراقب ما يجري في المنطقة ككلّ، ومن أن تعمل على هذا الأساس. فما يحصل في سوريا الآن كبير جداً، وحتى إنه أكبر ممّا لدينا محلياً".
ودعا في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "ضرورة إعادة ترتيب الوضع الداخلي، والتواصُل الفعّال مع دول الخارج، واستعادة الاتصالات مع دول العالم بشكل مُنتِج. فلبنان بحاجة الى حماية فعّالة في الظروف الراهنة، ولا بدّ من ديبلوماسية نشيطة توفّر له ذلك، خصوصاً من خلال التواصل مع الأميركيين والأوروبيين. كما لا بدّ من التشديد على جدية عمل لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار. وهذه المساعي كلّها يجب أن تتمّ الآن، أي في أسرع وقت، ومن دون أي تأخير".
وختم: "ما يجري في سوريا هو الأهمّ على مستوى المنطقة في الوقت الراهن. فالتوتّر السوري سيُكمِل طريقه نحو العراق كمحطّة لاحقة. وبالتالي، لا خواتيم عسكرية نهائية قريبة لما يجري في الشرق الأوسط منذ العام الفائت، أي منذ 7 أكتوبر 2023، لسبب رئيسي واحد، وهو أن العمل جارٍ على إقفال الممرّ المفتوح من إيران، مروراً بالعراق وسوريا، وصولاً الى لبنان وحركة "حماس".
الدمار من غزة ولبنان إلى سوريا والعراق... الحلّ بعيد
الــــــســــــابــــــق
- الخارجية الروسية: وزيرا خارجية روسيا ومصر أكدا دعمهما لوحدة أراضي سوريا وسيادتها
- بين "القوات" و"التيار" بحث رئاسي أم انقطاع؟
- وزير الدفاع الإسرائيلي: الضغط على حماس يزداد وهذه المرة ثمة احتمال بأن نستطيع التقدم نحو صفقة تبادل
- "رويترز": حماس لديها معلومات تفيد بأن إسرائيل ستنفذ عملية لتحرير الرهائن وقد أصدرت تعليمات لعناصرها بتشديد إجراءات الاحتجاز
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك