كتب معروف الداعوق في "اللواء":
لا يمكن فصل نتائج الرد الإسرائيلي على ايران، عن الحرب الدائرة بين حزب لله وإسرائيل في لبنان، كما في قطاع غزّة، بعدما ربط حزب لله بقرار ايراني المواجهة العسكرية التي اشعلها مع قوات الاحتلال الاسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، بعد عملية طوفان الأقصى، بحجة التضامن ودعم الشعب الفلسطيني بمواجهة الحرب الإسرائيلية الوحشية ضده، وفشلت كل محاولات فصل المسارين محليا، وتلك التي قام بها المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكستين طوال العام الماضي. تحولت الحرب بعد ذلك الى مواجهات مباشرة ومحدودة بين إسرائيل وايران، بعد قيام سلاح الجو الإسرائيلي باستهداف مقر القنصلية الايرانية في دمشق بشهر نيسان الماضي، واغتيال عدد من مسؤولي وضباط الحرس الثوري الايراني البارزين، وردت ايران بقصف صاروخي على إسرائيل، منسق مع الاميركيين. ومن يومها تصاعدت المواجهة العسكرية الدائرة بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي جنوبا، وتطورت بعد ذلك إلى حرب واسعة النطاق بين الطرفين، وشملت مناطق بعيدة عن خط المواجهة، واغتيالات، طالت قادة الحزب البارزين وفي مقدمتهم الامين العام للحزب حسن نصرلله بالضاحيةالجنوبيةلبيروت، وقبله تم اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية بطهران، وردت طهران بإطلاق دفعة من الصواريخ على إسرائيل،لم تخرج عن آلية التنسيق المسبق مع الإدارة الاميركية والضوابط المعهودة.
وأتى الرد الإسرائيلي هذه المرة مباشرة على ايران، ولم يخرج عن نطاق التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما اعلن أكثر من مسؤول اميركي بهذا الخصوص، وإبلاغ الجانب الايراني بذلك مسبقا، وباختصار، كان الرد الإسرائيلي مضبوطا من قبل الاميريكيين، بالرغم من كل محاولات نتنياهو التفلت من هذه الضوابط.
ويبقى السؤال عن تأثير الرد الإسرائيلي على ايران، لبنانياً، واي اتجاه للحرب الدائرة حالياً مع الحزب؟
النتيجة الاولية، ان إسرائيل وايران، لا يرغبان، بتأجيج الحرب بينهما، بالرغم من سخونة المواقف والتصريحات الصادرة عنهما، والدليل على ذلك، ما صدر على لسان المسؤولين الإيرانيين، بالتقليل من أهمية الرد الإسرائيلي، الى حدود العدم في احيان كثيرة، واستعمال تعابير عدم التسرع للرد على الإسرائيليين، مقابل اعتبار المسؤولين الإسرائيليين، بأن العملية العسكرية نجحت باستهداف ممنهج لأهداف محددة سلفا، منها مواقع ومراكز تصنيع مكونات الصواريخ والمسيرات الايرانية، بينما الراعي الاميركي يبدو مرتاحا، لعدم خروج اللعبة عن الخطوط المرسومة لها.
ويحاول رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، توظيف ماحققه بالرد على ايران، ومستندا الى الدعم الاميركي الذي حظي به، لتسويق الشروط الإسرائيلية الجديدة، في اي اتفاق اوتفاهم يتم التوصل اليه لوقف اطلاق النار بين حزب لله وإسرائيل، وسط المساعي والجهود الديبلوماسية التي يقوم بها هوكستين، وهي شروط يتجاوز بعضها القرار الدولي رقم١٧٠١، الذي يتمسك لبنان بتنفيذه، في حين يعني التجاوب الاميركي مع شروط نتنياهو، إطالة امد المفاوضات بسبب اعتراض لبنان على هذه الشروط، او حتى رفضها، ما يعني استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان، الى بعد موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، الا اذا نجح هوكستين بتلطيف هذه الشروط، لتلاقي التأييد من الجانب اللبناني، وان كان ذلك مستبعد حتى الآن.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك