كتبت زينب حمود في "الأخبار":
أخيراً، «عدلت» الدولة مع أهالي بعلبك - الهرمل، و«ساوت» بينهم وبين بقية المواطنين، فحرمت الجميع بالسويّة. رغم ذلك، لهذه المنطقة المنكوبة حصة الأسد من تجاهل الدولة والجمعيات والمنظمات، إذ «لم يصل حتى فتات مساعدات من أي جهة حكومية أو دولية إلى أهالي المنطقة وإلى أبنائها النازحين الذين جاؤوا بأعداد كبيرة من الضاحية الجنوبية»، بحسب عضو خلية الأزمة في بعلبك صبحي بلوق، مشيراً إلى أن «حركة نزوح واسعة داخل المحافظة نحو المناطق التي تُعتبر آمنة مثل زحلة وشليفا ودير الأحمر... وحتى مدينة بعلبك نفسها شهدت نزوحاً داخلياً إلى الأحياء التي تُعتبر مُحيّدة بسبب تركيبتها الطائفية».وفيما غطّى «التلاحم الوطني غير المسبوق» على غياب الدولة واستطاعت المبادرات التي قامت بها جهات حزبية ودينية ومحلية وفردية أن تحلّ معضلة المآوي والفرش والبطانيات، «يبقى النقص في المواد الغذائية ضخماً ويتطلّب تدخلاً على مستوى الحكومة»، بحسب بلوق. فعدد النازحين كبير جداً ويصعب إحصاؤه، ومرجّح لمزيد من الارتفاع مع قدوم مزيد من النازحين من أبناء المنطقة ممن يسكنون في المناطق الشعبية في الضاحية بعدما دخلت أخيراً في دائرة الاستهداف من قبل العدو، فضلاً عن السكان المحليين الذين تضررت أعمالهم وتهدّدت لقمة عيشهم.
خلية الأزمة، بالتعاون مع حزب الله، تمكّنت من استيعاب كل النازحين في مراكز الإيواء، «وليس هناك نازح في الشارع بعد فتح 27 مركز إيواء بلغت طاقتها الاستيعابية القصوى باستثناء مركز في عرسال لا يزال يستوعب مزيداً من النازحين». كذلك فُتحت المساجد والكنائس والأديرة، إذ بادر مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي إلى فتح مكاتب دار الفتوى، فيما فتح الأب مروان معلوف نادي الشبيبة وديراً للمطرانية وكنيسة، وفتح الأب طوني رحمة ديراً في بشوات للنازحين. كما ظهرت مبادرات محلية وفردية لافتة، منها مبادرة رجل الأعمال المهندس شربل أبو شلهوب الذي استقبل عائلات نازحة في عدد من الشقق السكنية التي يملكها في زحلة، والياس الهاشم الذي نصب خيمة إلى جانب منزله في شليفا وأخرى بجانب كنيسة سيدة الزروع. وقدّم مختار بلدية برقا سامي جعجع عدداً من الشاليهات التي يملكها مجاناً. كما ظهرت مبادرات من قبل جمعيات أهلية، مثل مبادرة جمعية «سايف سايد» التي زوّدت عدداً من مراكز الإيواء بالكهرباء من خلال تأمين ألواح طاقة شمسية وبطاريات، ووزّع تجمع شباب بعلبك برئاسة علي حسن مواد غذائية وبطانيات في مراكز الإيواء في شليفا.
يلفت بلوق إلى أن التحدي الأبرز يتمثّل بتأمين الأدوية، ولا سيما أدوية الأمراض المزمنة كالقلب والضغط والسكري وغيرها، «فرغم أنّ الهيئة الصحية الإسلامية توزّع الأدوية على النازحين لكن يبقى ما توزّعه غير كافٍ»، إضافة إلى تكدّس أكوام النفايات على جوانب الطرق في القرى التي تشهد عدواناً، ولا سيما بعلبك، لعدم تمكّن عمّال النظافة في البلدية من جمع النفايات بعدما تمّ استهدافهم في منطقة دورس، ما يهدّد بأزمة صحية بيئية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك