كتبت لورا يمين في "المركزية":
وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى العاصمة السورية دمشق عصر امس الاحد والتقى الرئيس السوري بشار الأسد.
عشية زيارته سوريا، اعتبر عراقجي، السبت، التحركات الأخيرة للفصائل المسلحة في سوريا، جزءا من مخطط "اسرائيلي - أميركي" يهدف لزعزعة الأمن في منطقة غرب آسيا. وقال "أتوجه إلى دمشق حاملاً رسالة دعم كامل من إيران للحكومة والجيش السوريين، وأضاف أن إسرائيل تسعى إلى ضرب الأمن والاستقرار بعد فشل سياساتها في المنطقة".
مواقف عراقجي جاءت في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث تشاور الطرفان حول آخر التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع التركيز على المستجدات الأخيرة في سوريا. وأكد لافروف وعراقجي خلال الاتصال على دعم إيران وروسيا الحازم للسيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية إزاء تهديدات "الجماعات الإرهابية". وشدد الوزيران على متابعة الوضع وفق آلية المفاوضات بصيغة أستانا، وضرورة التنسيق بين الثلاثي الإيراني والروسي والتركي الضامن لهذه الآلية. وأكد عراقجي على ضرورة تحلي إيران وروسيا ودول المنطقة لاسيما تلك المجاورة لسوريا "باليقظة ومزيد من التنسيق لإفشال هذا المخطط، والتصدي لتحركات الإرهابيين بسوريا والمنطقة".
المجتمع الدولي بأسره، من الدول الغربية الى العربية والخليجية مرورا بأوروبا، يقف اليوم بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، في موقع المدين او الحذر او القلق من التحرك المفاجئ والسريع للفصائل المتشددة في سوريا. وبغض النظر عما اذا كانت هذه الدول مع او ضد نظام الاسد، وهي في معظمها ضده، فإن ثمة اجماعا على ان البديل من الاسد لا يمكن ان يكون هذا النموذج المتطرف.
لكن في وقت تتهم ايران الحلف الاميركي الإسرائيلي بتحريك هذه الفصائل، فإن مسارعة مسؤوليه الى الشام يدل الى ان طهران تشعر بتهديد لوجودها في سوريا، خاصة ان الفصائل تخوض معارك وتبسط سيطرتها على مناطق كانت واقعة تحت سيطرة الاسد وايضا الفصائل الايرانية.
هذه الخشية في مكانها خاصة ان حلفاء الاسد، وعلى رأسهم روسيا، قد يساعدون قواته على الصمود، الا انهم بطبيعة الحال لن يساعدوا الايرانيين على ذلك. ما يعني ان في هذه المعركة المستجدة، قد ينتصر الاسد او الفصائل المعارضة، لكن الاكيد ان ايران في سوريا خاسرة، ولن تتمكن من تعويض هذه الخسارة، لان الاسد اذا اجتاز هذا القطوع، سيكون أحرص على نظامه من اي وقت مضى، وهو يعرف ان بقاء الإيرانيين في أرضه بات اكبر تهديد لهذا النظام، تختم المصادر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك