أقامت نقابة المحامين في طرابلس احتفالا لمناسبة يوم المحامي في قاعة المحاضرات الكبرى في النقابة، وكرمت كوكبة من المحامين الذين بلغوا الستين من العمر وأمضوا في ممارسة المهنة ثلاثين عاما، وذلك تكريسا للتقليد الذي أرساه أثناء ولايته النقيب الأسبق بسام الداية، كما تم إطلاق معهد حقوق الإنسان ومركز المعونة القضائية والمساعدة القانونية في النقابة، في حضور النائب جورج عطالله، الرئيس الأول لمحاكم الإستئناف في الشمال رضا رعد، نقيب المحامين في طرابلس والشمال محمد المراد، الوزيرين السابقين عمر مسقاوي ورشيد درباس، النائب السابق أسعد هرموش، نقيب الأطباء في الشمال سليم أبي صالح، نقيبة أطباء الأسنان في الشمال رولا ديب خلف، مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الفرع الثالث محمد علم الدين، الامين العام المساعد لإتحاد المحامين العرب بسام جمال، رؤساء محاكم وقضاة، نقيب المحامين في بيروت أندريه شدياق ممثلا بأمين سر النقابة جميل قمبريس، نقباء سابقين، رؤساء جمعيات وفاعليات قانونية ومدنية.
بداية النشيد اللبناني، ثم الوقوف دقيقة صمت إكراما لأرواح المحامين المرحومين الذين توفاهم الله خلال ولاية المجلس الحالي وهم: النقيب الأسبق حسن المرعبي، والأساتذة: هنري خوري، كميل سابا، ميرنا الدويهي، فادي خطار، وليد زيادة.
ثم جدد المراد والحضور العهد والوعد بقسم المحامي، تأكيدا لقدسية رسالة مهنة المحاماة.
ثم كانت كلمة ترحيبية لعريفة الحفل مقررة اللجنة الإجتماعية في نقابة المحامين في طرابلس رضى شاهين.
وتحدث مدير مركز المعونة القضائية والمساعدة القانونية في النقابة فهمي كرامي، عن أهم أسباب إنشاء المركز وهو مأسسة العمل، وتطويره وإدخال خدمات المساعدات القانونية، ثم إنتقل بعدها الى تعداد الخدمات التي يقدمها المركز، والتي تركزت حول دراسة ملفات المعونة القضائية والمساعدة القانونية، والقرارات المناسبة لها.
ثم تحدثت مديرة معهد حقوق الإنسان في نقابة المحامين ريتا فرح، حيث عرضت تقريرا مصورا عرفت فيه عن المعهد الذي أنشئ بموجب القرار رقم 6 بتاريخ 20/2/2008 خلال ولاية النقيب عبد الرزاق دبليز، وأعيد هذا العام ووفق رؤية مرسومة الأهداف ومهمة محددة الأبعاد للنقيب محمد المراد ومجلس النقابة.
وألقى طوني تاجر كلمة بإسم المكرمين وفيها: "صحيح أن مرور الزمن يسقط الحقوق، لكنه لا يطاول الإرادات أبدا، وإننا برغم انقضاء أكثر من ثلاثة عقود على انتسابنا إلى رسالة المحاماة، ما زلنا على اندفاعه اليوم الأول، حضورا يملأ الأقواس، وأذهانا متوقدة تفتش بكد في الملفات والمراجع لاكتشاف حل وابتكار مخرج، وما زلنا نعيش معاني اليمين التي أقسمناها في بداياتنا، والتي تتلخص في عناوين ثلاثة هي: الأمانة في ممارسة المحاماة، والمحافظة على السر المهني، واحترام القضاء شريكنا في تحقيق العدالة.
وتحدث النقيب المراد فقال: "على مشارف انتهاء العام الأول، نعيد معا للثلاثين، أما أول الأعوام الذي يوشك على الانقضاء، فلي من ولايتي، وأما الثلاثون فلكم أيها المكرمون من استمراركم في خدمة الحق، وأما الأعوام كلها فلنقابتنا الحبيبة".
وتابع: "لقد كان سعادة النقيب بسام الداية ومجلسه الكريم، اول من وضع مشروع تكريم الثلاثين عام 2012، وبفكرة بدأت من الزميل الأستاذ مصطفى عجم وجئنا اليوم لنؤكد على هذه الفضيلة، والتي ستصبح جزءا من تراثنا بتكريم المحامين الذين أَمضوا في حمل الأمانة زمنا، وينبغي لي أن أقول متباهيا: إن مجرد الانتساب إلى المحاماة، هو بحد ذاته تكريم للمنتسب، فهي قديمة كالقضاء، شريفة كالفضيلة، ضرورية كالعدالة، لا مهنة أكثر منها جلالا، تجعل صاحبها نبيلا ولو كان من العامة، وغنيا من دون مال، وكبيرا بلا جاه فارغ، وسعيدا من غير ثروة، فكيف بمن تمادى حضورهم فيها سنين طوالا، وهم على أهبة الحق، عيونهم إلى أوراقهم، والأنامل إلى الأقلام، والقلوب والعزائم إلى الناس والوطن والقيم".
وتابع: "يومنا هذا يا أحبتي بأيام، وعيدنا بأعياد، نحتفل فيه بكم، وبيوم المحامي، وبإطلاق فعالية معهد حقوق الإنسان ومركزِ المعونة القضائية والمساعدة القانونية، يدا بيد وصوتا بصوت، وكلنا نشاهد ونشعر بمعاني الاعتزاز والوفاء والالتزام بالعمل المؤسساتي، فمأسسة نقابتنا هي مسألة توارث بدأت منذ ولادة النقابة عام 1921، ونحن نتوارثها نقباء، ومجالس نقابة ومحامين، وما وصلت الينا في حلتها اليوم، الا بفضل هؤلاء الكبار الذين نفتخر بهم".
وأضاف: "ليس من باب المصادفة أن يرتبط يوم المحامي ببدء السنة القضائية، ففي هذا تأكيد لمعنى العلاقة العضوية البنيوية بيننا وبين القضاء، فنحن شركاء مؤتمنون على رسالة واحدة، هي الأساس في بناء الدولة وسلامة المجتمعات، وإننا من هنا من دار نقابة المحامين، نجدد العهد والإلتزام على تمتين التعاون الوثيق بين القضاء والمحاماة، كل من موقعه وباحترام متبادل، لكي تتحقق العدالة وتحفظ للناس حقوقهم والكرامات، ويسترجع المواطنون ثقتهم بالدولة وسلطاتها ومؤسساتها".
وعلى صعيد الوضع النقابي قال المراد: "الواقع لا يطابق دائما المرتجى، ولا ينبغي له أن يكون كذلك، وإلا فقدنا فضيلة الطموح ونعمة الأمل، ومن هنا انصرف مجلس النقابة في السنة التي قاربت على النهاية، إلى سبر أغوار المشكلات التي تعترض المهنة وكرامة القائمين بها، وحقوقهم وموجباتهم تجاه نقابتهم، فشخصنا بالوسائل العلمية المتخصصة كثيرا من العلل التي حلت بنا، وحاولنا معالجتها عبر قرارات قيل عنها أنها جريئة وصعبة، وعقدنا عدة خلوات لشرح الواقع الذي نحن فيه والاستماع إلى آراء الزملاء وتدوين اقتراحاتهم، إيمانا منا بأن الدور الفصل والنهائي هو للمحامين بمجموعهم، وليس فرادى، إيمانا منا بالديموقراطية وإحترام الرأي الآخر، فتحصل نتيجة ذلك خلاصات انتظمت في رؤية واضحة قد تكون متكاملة، سنذيعها تباعا، إبتداء من الجمعية العامة التي ستعقد في الشهر القادم، وهذا لمجد النقابة قليل، لا فضل لنا فيه سوى فضل التابعين لمن سبقوا من نقباء مميزين ومجالس فعالة وزملاء مقتدرين، فإننا كما قيل "نبني كما كانت أوائلنا تبني، ونفعل مثلما فعلوا"، وهذا يقودني إلى تأكيد الاعتراف بأن الغالبية العظمى من المعاهد والمراكز واللجان التي بدأنا بإطلاف فعالياتها، إنما هي مؤسسات كانت موجودة من قبل في هيكلية النقابة أقرتها مجالس سابقة، وبعضها كان يعمل ثم توقف لأسباب كثيرة، وكل ما قمنا به مع المجلس الموقر، أننا حدثنا أنظمتها وفعلنا أجهزتها ووضعناها على سكة العمل، ونحن على موعد قريب بإذن الله مع إطلاق فعالية مركزين بنيويين هما مركز الوساطة والتحكيم ومركز التدرج والتدريب المستمر، ليعود كل ذلك بالنفع العميم والمأمول على المحامين والنقابة والعدالة والوطن".
وتوجه للأساتذة المكرمين قائلا: "لكم كان بودي أن أقف عند كل اسم من أسمائكم وقفة سريعة أسترجع فيها حضوركم البهي في العمل المهني والنقابي والاجتماعي والوطني، لكن ضيق الوقت يشفع بي فأقول بالإجمال: كلكم رسل العدالة وأبناء النقابة والأوفياء لها، وحراس تاريخها الغيارى على مستقبلها، الذي نريده دائما ومستداما زاهيا يواكب تطورات العصر لجهة التنظيم والإدارة وكيفية ممارسة هذه المهنة الشريفة، والتأكيد على حصاناتها وحماية آدابها، فعندما نقف في ختام هذا الاحتفال لنسلم المكرمات الزميلات والمكرمين الزملاء دروع الوفاء، إنما نضع بذلك أوسمة على صدورنا، فإنما هو فخر لنا، نقيبا ومجلسا، أن نؤدي بإسم المحامين جميعا واجب الوفاء لمن كانوا ولا زالوا منارات على طريق الحق، وأعمارا في شرخ شباب العطاء".
وختم المراد قائلا: "هذا اليوم هو تكريم للمحامي، عسى ولعل أن نصل نحن ومن يأتي من بعدنا، الى تعزيز هذا الدور، والمحافظة على نقابتنا، محافظة الأب الصالح، التي تجعل من المحامي رسول حق وطالب حقيقة، وانا اكبر شخصيا بهذا الإحتضان من المجلس الكريم، ومن النقباء السابقين، ومن الزميلات والزملاء جميعا، فنحن اليوم شراكة مع 542 زميلة وزميلا، وعلى العهد باقون وطموحنا الوصول خلال السنة الثانية من ولايتنا الى شراكة مع الف محام، فكل عام والمحامي والمحاماة والجميع بألف خير".
وتوجه بالشكر الى لجنة التكريم، واللجنة الإجتماعية في نقابة المحامين في طرابلس وعلى رأسها الأستاذة رضى شاهين "لمساهمتهم الملفتة في تنظيم وتنسيق هذا الحفل".
وتم خلال الحفل تكريم عضو مجلس النقابة زهرة الجسر، والتي شارفت ولايتها على الإنتهاء، حيث قدم المراد وأعضاء المجلس والنقباء السابقين درعا تكريمية لها تقديرا لجهودها في العمل النقابي، حيث غدت مثالا للمرأة النقابية الناجحة.
كما تم تكريم بسام جمال، بمناسبة فوزه بمركز الأمين العام المساعد لإتحاد المحامين العرب، العائد لنقابة المحامين في طرابلس.
وفي الختام سلم المراد والنقباء السابقين "وسام المحامي" كعربون وفاء وتقدير من نقابة المحامين في طرابلس لكل من: احلام غصن، أحمد همام زيادة، ادوين طالب، أديب نعمه، إلهام الحواط، أمين سنكري،أنطوان أبي ديب، أنطوان ضاهر، أنطوان مخلوف، أنطوان يمين، بدري طالب، بطرس الغزال معوض، جاك لحود، جان رحمة، جان مرعب، جهاد حوشان، جورج حواط، جورج ديب، جورج طيون، جوزيف طنوس، جوزيفين غالب، حسين الصياح، حواء الضاهر، رشا عدره، رولا السمراني، رياض نسيم، ريتا فرح، زانه غصن، سليم بولس، سيمون عبود، سيمون كرم، شرلوت عاقله، شفيق خميس، صباحات شركس، طارق العلي، طوني تاجر، عبد العزيز عرب، عبد القادر الخادم، عصام أيوب، عصام حنا، غلوريا يزبك كرم، فيكتور مكربل، فادي ملك، كمال بدوي النجار، كنعان ونسا، كيلدا يوسف، لور عواد، لينا رزق، ماري غنطوس، ماريات المصري، مالك تاج الدين، محمد الدهيبي، محمد الرفاعي، محمد حسن، محمد سلوم، محمد سنجر، محمد طالب حافظة، محمد وليد زيادة، محمود المراد، مدحت جعفر، مرسال جبور، مريم كرم، مصطفى عجم، معن كنج هوشر، ميشال الفرخ، ميشال سابا، نبيل قطرة، نبيه الحلبي، نجاح شبيعة، نجاح شمس، ندى البدوي النجار، ندى الراسي، نسيم النحاس، نهلا الذهب، نئية خاروطة، هدى الخطيب، هيام عيد، وليم سلوم، يمن معصراني، يوسف صليبا ويوسف نجم.
وكان حفل كوكتيل للمناسبة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك