إجتمع مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World برئاسة الدكتور فؤاد زمكحل، في حضور الأمين العام للتجمع السيد ايلي عون وأمين الصندوق الشيخ فريد الدحدح، وعضو مجلس الإدارة السيد إيلي أبو جودة، بسفيرة كندا الجديدة في لبنان السيدة إيمانويل لامورو، وكان بحث في العلاقات الاقتصادية بين كندا ولبنان، ووضع سيناريوهات عدة من النشاطات والإستراتيجيات لتعزيز هذه التبادلات من كلتا الجهتين.
في هذا السياق، تحدث رئيس التجمع اللبناني العالمي الدكتور فؤاد زمكحل عن ضرورة السماح للرحلات الجوية المباشرة بين لبنان وكندا، قائلاً: "نظراً إلى متانة العلاقات التي تربط تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم RDCL World بنظرائهم في كندا، ومن بعد زيارتنا الى كندا في حزيران 2017، فقد وجّهنا رسالة إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وكل من: وزراء النقل مارك غارنو، الخارجية كريستيا فريلاند، والتجارة الخارجية فرانسوا فيليب شمبانيا، عبّرنا فيها عن خيبة أملنا حيال رفض الإذن من جانب الحكومة الكندية بالرحلات الجوية المباشرة بين كندا ولبنان. علماً أن بلدنا لبنان هو أكبر أسواق منطقة الشرق الأوسط التي لا تستفيد من السفر الجوي المباشر إلى كندا".
ولفت الدكتور زمكحل إلى "أن كندا هي موطن لأكثر من 250 ألفاً من الكنديين الذين يتحدّرون من أصل لبناني، مما يجعل هذه المجموعة، واحدة من أكبر الجماعات العرقية في البلاد. علماً أن المجتمع اللبناني ينمو على نحو أسرع ضمن السكان الكنديين عموماً. لذا فإن فتح المجال الجوي أمام الرحلات المباشرة بين كندا ولبنان لن يكون موضع تقدير كبير من قبل المجتمع اللبناني الواسع في كندا فحسب، لكنه سيفتح مجالاً واسعاً حيال تطوير الأعمال والإستثمارات بين البلدين على نحو كبير وغير مسبوق".
وتحدث الدكتور فؤاد زمكحل قائلاً: "تستفيد بلدان كثيرة في المنطقة العربية من الرحلات المباشرة إلى كندا، بما في ذلك مصر وباكستان وتركيا والمملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وتونس والجزائر، على سبيل المثال لا الحصر، ورغم المساهمات الإقتصادية المهمة للمجتمع اللبناني الكندي وحجمه المهم، يضطر المسافرون اللبنانيون، أو الكنديون المتحدرون من أصل لبناني، إلى الخضوع لطرق طويلة ومعقدة عبر الجو، غالباً ما تكون مكلفة عند القيام بأعمال تجارية أو زيارة الأصدقاء والعائلة الذين يعيشون في لبنان".
أضاف الدكتور زمكحل "بناء عليه، نطالب الحكومة الكندية، وبدعم من الجالية اللبنانية الكبيرة الموجودة في كندا، إضافة إلى عدد كبير من الكنديين الذين يرغبون في زيارة لبنان، وخصوصاً الذين أصبحوا شركاء تجاريين مع اللبنانيين الكنديين، ولا سيما من مدينة مونتريال (أكبر سوق للبنان)، وأوتاوا وغيرها من المدن في جميع أنحاء كندا، أن يجري فتح المجال الجوي المباشر بين لبنان وكندا، لما له تأثير إيجابي مباشر، إقتصاديا، تجارياً وسياحياً على لبنان وكندا".
وأشار الدكتور فؤاد زمكحل إلى "أن تقييد السفر الجوي المباشر بين البلدين لا مبرر له، إذ لا يخدم المجتمع اللبناني الموجود في كندا، ولا سيما أن ثمة عدداً كبيراً من الطلاب اللبنانيين مسجلون حاليا في برامج البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات الكندية، مما يُعوق تنقلهم الضروري بين لبنان وكندا (أي عند سفرهم إلى كندا لمتابعة تحصيلهم الأكاديمي، أو من خلال عودتهم إلى لبنان لزيارة عائلاتهم). علماً أن عائلاتهم ستزورهم على نحو أكثر تواتراً مع فتح المجال أمام الرحلات المباشرة".
وذكر الدكتور زمكحل في هذا السياق، "أن شركات طيران أوروبية وعربية مثل: "الخطوط الجوية البريطانية"، "الخطوط الجوية الفرنسية"، "أليتاليا"، "لوفتهانزا"، "الخطوط الجوية التركية"، "الخطوط الجوية القطرية"، "طيران الإمارات"، "الإتحاد للطيران" تقوم بتوجيه خدماتها إلى مطار بيروت، مما يُحقق المنافع الإقتصادية الكبيرة للمطارات المركزية الأجنبية لمصلحة الناقلين الأجانب وإقتصاد بلادهم".
وتابع الدكتور زمكحل: "لذا فإن عدم فتح الخطوط الجوية بين لبنان وكندا، سيؤدي إلى تضاؤل الفرص الإقتصادية بين البلدين، فضلاً عن توسع المنافسين لهذه الخطوط لمصلحة بلدانهم، وحجب الإستفادة الإقتصادية المرجوة لكل من البلدين".
وكشف الدكتور فؤاد زمكحل "أن العاصمة اللبنانية بيروت تُشكل أكبر سوق عبر المحيط الأطلسي (جواً)، مما يخدم كندا على نحو مباشر في حال سمحت بفتح المجال الجوي المباشر مع لبنان (ما مجموعه 380 راكباً يومياً في أكثر الشهور إزدحاماً - مواسم الذروة Peak Season). علماً أن ثمة إمكانية إقتصادية إضافية كبيرة من خلال الطيران المباشر بين لبنان وكندا (ذهاباً وإياباً) مما يربط شبكة أميركا الشمالية، ويُحفّز وسائل التنقل مع الولايات المتحدة الأميركية عبر الحدود الأميركية - الكندية مثل: ولايات ديترويت، نيويورك، لوس أنجلوس، واشنطن، بوسطن، هيوستن، سان فرانسيسكو، شيكاغو، ميامي، حيث تقوم شركات الطيران بإطلاق خدمات مباشرة جديدة، فتزيد القدرة على الطرق القائمة لإلتقاط حركة المرور. وهكذا سوف تصبح مونتريال تلقائياً محوراً إستراتيجياً مع كل الفوائد الإقتصادية التي تأتي في ظل هذا الدور المفترض".
وأكد الدكتور فؤاد زمكحل أنه "بسبب عدم السماح للرحلات الجوية المباشرة بين كندا ولبنان، تفتقد كندا فرصة مهمة جداً في المجالات التجارية، الثقافية والفنية، على مستوى الأعمال، والشركات الكبرى والتي لديها مصلحة في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط وحوض البحر المتوسط".
في المحصلة، جدد الدكتور فؤاد زمكحل أمله في "أن تُعيد الحكومة الكندية النظر حيال قرارها بمنع السفر الجوي المباشر بين لبنان وكندا، وأن تُتيح لجميع الكنديين إمكانية الوصول المباشر إلى لبنان في أقرب فرصة ممكنة. علماً أننا طلبنا ان نجتمع برئيس الوزراء الكندي بغية مناقشة هذه المسألة المهمة، وخصوصاً أن الفائدة الإقتصادية تعود إلى البلدين، وهي تستحق كل جهد يبذله كل من القطاعين العام والخاص في البلدين في هذا الشأن".
أما السفيرة لامورو فأبدت ترحيبها لمشاركتها في إجتماعها مع مجلس إدارة تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم، وقالت: "إن المناقشات الثنائية مع التجمع اللبناني العالمي كانت مثمرة ولا سيما حول العلاقات التجارية بين لبنان وكندا"، متطلعة إلى "تواصل العمل على نحو وثيق بين الجانب الكندي وفريق عمل التجمع اللبناني العالمي، بغية توسيع العمل التجاري والإستثماري بين البلدين".
يُذكر أنه في السياق عينه، رد وزير النقل الكندي مارك غارنو، على رسالة رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم الدكتور فؤاد زمكحل حول مطالبته بـ "ضرورة فتح الخطوط الجوية المباشرة بين لبنان وكندا"، حيث قال في رده: "إن حكومة كندا تُقدّر العلاقة الثنائية المستمرة منذ أمد بعيد، بين كندا ولبنان. بيد أن الحكومة الكندية قررت في 27 أيار/ مايو 2003 ولأسباب تتعلق بالأمن القومي الكندي، عدم السماح بالرحلات المباشرة بين كندا ولبنان".
وخلص الوزير الكندي غارنو إلى أنه "في عام 2009، وفي محاولة لتيسير الإتصالات بين كندا ولبنان، أعادت الحكومة تقييم قرارها وتعديله، وذلك من خلال السماح لشركات الطيران الكندية بخدمة السوق الكندية - اللبنانية من خلال بلد آخر، عبر الدخول في ترتيبات "تقاسم الرموز" (شركات الطيران التي تبيع مقاعدها إلى الرحلات الجوية التي تديرها شركات الطيران الأخرى)، ويُتيح هذا التغيير حالياً للمسافرين حجز رحلات غير مباشرة بين كندا ولبنان من خلال شركة طيران واحدة".
وختم غارنو مؤكداً "أن هذا القرار الضروري لا يُقصد به أن ينعكس سلباً على المجتمع اللبناني في كندا. علماً أن الحكومة الكندية تُواصل رصد وتقييم البيئة الأمنية العالمية الآخذة في التطور، بما في ذلك شروط السفر بين كندا ولبنان".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك