تسونامي بشرية اجتاحت ساحة الحرية. فالحشد بلغ ثمانمئة الف لبناني وفق احصاءات رسمية وعشرات الالاف وفق وكالات الانباء الاجنبية. واذا كان علم الجيولوجيا يقول إن الزلزال يسبق التسونامي، فان ما حصل ينبىء بحصول اهتزازات سياسية بعد هذه التظاهرة الشعبية. ونبدأ بالكلمات التي القيت امام مئات الالاف في ساحة الحرية وركزت على رفض وصاية السلاح معلنة بداية ثورة أرز ثانية.
الرئيس سعد الحريري الذي توجه بكلمة "لبنانية" اللهجة والأداء "بلغة شباب وصبايا لبنان" قال ردا على من يقول "مستحيل" أن تحقق ثورة الأرز أهدافها: "نحن نطلب دولة لا يحمل غيرها السلاح وهذا ليس مستحيلا أبدًا، نحن نطلب دولة لا يوجد فيها مواطن درجة أولى يحمل سلاحه ليستعمله عندما يخطر في باله، ومواطن درجة ثانية يضع يده على قلبه، وقلبه على أولاده والسفر مشروعه ومستقبله الوحيد"، وتوجه في المقابل إلى جمهور الرابع عشر من آذار قائلاً: "لقد أنجزتم السيادة والاستقلال، وأنجزتم المحكمة الدولية، بقي علينا أن ننجز الحرية، لأنه لا حرية لشعب دولته خاضعة، ودستوره خاضع، وأمنه خاضع، واقتصاده خاضع، ومستقبله خاضع لغلبة السلاح، وقراره رهينة لمن يتحكم بالسلاح".
رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" الرئيس أمين الجميل قد استهل خطابه بالإشارة إلى أنّ حزب الله فريق "حمل السلاح بداية للدفاع ضد إسرائيل ثم لإقامة الدويلة ومن ثمّ لتخويف اللبنانيين ومن ثمّ للانقلاب داخل الدولة وفرض حكومة علينا تتناقض مع مصلحة لبنان العليا، فهم يريدون تحويل لبنان من دولة القانون إلى دولة تواجه كل القرارات الدوليّة والعدالة الدوليّة"، وفي السياق عينه شدد الجميل على أنّ "حزب الله كل همّه بيروت وأزقتّها وشوارعها حتى يعتدوا على اللبنانيين، كل همّه "لاهاي" ونسي إسرائيل".
وفي حين لفت إلى أنّ "الوحدة الوطنية لن تتعزّز إلا إذا انسحب كل سلاح غير شرعي عن الساحة اللبنانية، ولم يبق إلا السلاح الشرعي بيد الدولة اللبنانية"، أضاف الجميل: "المقاومة لا تزعجنا إنما الحرب المفتوحة حتى يبقى لبنان ساحة على حساب شعبه، نحن لسنا قوّة تحدي إنما إجهاض الانقلاب على لا دولة والنظام والمسار الديمقراطي، نحن لسنا هنا لاتهام الأبرياء إنما نطالب بالحقيقة من خلال المحكمة الدولية دون سواها، فنحن لسنا هنا للظلم إنما للعدالة".وأكد الجميل أن "المشاريع الإقليميّة ليست مشاريعنا، ولعبة الأمم ليست لعبتنا"، موضحاً أنَّ "قوّة لبنان بحياده الإيجابي، والحياد لا يتنكّر إطلاقاً لحقوق الشعب الفلسطيني، إنّما أن نبقى بعيدين عن المحاور، فلا يجوز وجود قوة عسكرية في لبنان تخترع الحروب والفتوحات"، مشددًا في الوقت عينه على أن ""لا مصالحة إلا على أساس تنفيذ العدالة ولن نقبل بأي سلاح إلا بيد الشرعية".
بدوره إستهل رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع كلمته في ساحة الحرية بالتوجه إلى "جماهير ثورة الأرز واللبنانيين" عمومًا بالقول: "لن نرضى بأن يبقى مصيرنا بأيدي غيرنا، وأن يبقى قرارنا خارج حدودنا، وأن يبقى بلدنا مسرحاً، ويبقى شعبنا ملهاة، واقتصادنا مشلولا، وتاريخنا مشوهاً، ومستقبلنا مترنحا، وحدودنا سائبة وضائعة. ولن نرضى للجيش اللبناني ضرة، ولا نريد الا الدولة اللبنانية أُماً".، وأضاف: "لقد سئمنا العيش بالايديولوجيا البائدة وبالشعارات الخادعة، وبالخطابات المستكبرة، وبتشنج دائم، لقد سئمنا العيش من دون حياة، وسئمنا مصادرة قرارنا وحرياتنا وديمقراطيتنا وحقوقنا".وإذ لفت إلى "أننا لم نعط أحداً وكالة للدفاع عنا، ولا نرضى عن الجيش اللبناني بديلاً. ولنترك الدولة تترجم خيار المقاومة من خلال مؤسساتها الشرعية". إتهم جعجع "المتلطين وراء خيار المقاومة"، بأنهم يسعون "للتحكم بالبلاد والعباد، وتصدير الثورة وخدمة مشاريع الجمهورية الإسلامية في إيران".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك