أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، ظهر اليوم في عين التينة، بعد لقائه مدير مصنع "ليبان لي" أحمد زيدان الذي كان قد اختطف في البقاع منذ أربعة أيام: "الشكر لأهلنا في البقاع الذين لبوا رغبتنا الشديدة وإلحاحنا لوضع حد لهذه الجريمة التي كان من المخطط لها ان تترك انعكاسات سيئة على الوضع اللبناني عمومًا والبقاع خصوصًا، ولا ننسى أن السيد أحمد يملك ويدير مشروعًا يعمل فيه عشرات العائلات بل مئات الأفراد من البقاع". وأضاف: "كما أشكر الجيش والقوى الأمنية التي تعاونت مع الأخوة في حركة "أمل" وخصوصًا الاخ بسام طليس للوصول الى هذه النهاية السعيدة".
وردًا على سؤال، أجاب بري: "لقد استغرقت الاتصالات أكثر من يومين، عدا عن ليلة أمس حيث استمرت من بعد الظهر وطوال الليل حتى وصل السيد أحمد في تمام السادسة صباحًا إلى بيروت برفقة الأخ بسام، أما تحريره فقد حصل حوالى الساعة الثانية أو الثانية وخمس دقائق، وقد جرى اتصال مباشر معي، ووضعت الخط مع شقيقه الأستاذ محمد الذي تكلم معه فور تحريره، وكان بحاجة الى فترة طويلة قبل الوصول الى اواسط البقاع وبعد ذلك الى بيروت".
وردًا على سؤال بشأن الخاطفين قال بري: "الامر ليس كما هو ظاهر، فيوجد عصابة متمرسة تستخدم أفرادًا وهذا الأمر سيكون الشغل الشاغل للقوى الامنية المختصة". وأضاف ردًا على سؤال آخر أنه لم تُدفع فدية مالية"، مشيرًا إلى أن "هناك محاولة لصبغ بعض البلدات الكبيرة والشامخة في البقاع بغطاء إجرامي، والحقيقة أن في هذه البلدات ناس شرفاء وعشائر كريمة، لكن هناك مع الأسف أشخاصًا معدودين يشوهون البلدة".
وسُئل مرة أخرى عما إذا كان قد جرى دفع فدية مالية فأجاب: "الفدية الوحيدة التي دفعت هو هذا "الفدو" الذي حصل".
بذلك، كرر بري أن "هناك عصابات متمرسة وهناك افراد تستغل ولا شك تردي الوضع المادي والاحوال المعيشية في البقاع وعدم وجود مشاريع لتشغيل الناس، وحالة الفقر الدائمة، كلها أمور تستغل، فكما قيل قديمًا الفقر يدخل من باب فتخرج العدالة من باب آخر".
وإذ أضاف: "إن الطلب الوحيد الذي طلبته من الاخوة زيدان هي ان يزيدوا استثماراتهم في البقاع، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي نواجه فيها مثل هذه الاوضاع، ولا شك ان اكبر مستثمر هي الدولة، قال بري: "وهنا لا بد من ان نشير الى الحاجة لكثير من الأمور، منها السدود ومشاريع المياه والمشاريع الزراعية والاعفاءات لحالات بعض الامور الشخصية وليس للجرائم الكبرى"، مشيرًا إلى أن "الدولة تتعامل مع هذه المنطقة العزيزة بوضع امني فقط منذ الاستقلال، وهذا يؤدي الى مثل هذا الامر، فالمفروض ان يكون الانماء المتوازن في كل لبنان كما نص "الطائف" ويجب ان تكون هناك عناية خاصة بالبقاع وعكار كما عبرت دائمًا"، ومشيدًا بالسيد علي اسماعيل ودوره هو أيضًا في تحرير زيدان.
وقال ردًا على سؤال: "لقد تعاونا مع الجيش اللبناني، ونحن لسنا شرعية مستقلة، فنحن شرعية تقودنا الدولة والقوى الامنية تقوم بواجبها وهناك تنسيق". وأردف: "إذا كان لدي حتى الان شبهة على اي شخص، فانه حتى الآن ليس عندي ادلة تؤدي الى العصابة الرئيسية، فلقد أصبحت متيقنًا ان هناك رؤوسًا تدير هذه الأمور، ولعل القصد من هذا العمل ان يترك انعكاسات سلبية، خصوصًا في هذه الظروف، وخصوصًا ان المخطوف هو أحد أبناء العائلات الكريمة في صيدا". وختم بري بالقول: "إن الجيش لديه المعلومات وكان الاتصال دائمًا معه ويعرف بكل شيء".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك