رأى أمين عام تيار "المستقبل" احمد الحريري ان قوى "8 آذار" وفي طليعتها "حزب الله"، مستمرة بالرغم من اعترافها بالمحكمة الدولية عبر موافقتها على التمويل، بنسج التلفيقات وإسقاط مواقف على قوى 14 آذار لا تمت الى واقع رؤيتها ومقاربتها للتمويل بصلة، وذلك من خلال محاولة "حزب الله" الإيحاء الى قواعده الشعبية بأن المعارضة صُعقت بتمويل المحكمة بعد ان كانت تراهن على عدم إنجازه، مؤكدا انه وبغض النظر عن مدى قانونية الآلية التي اعتمدها الرئيس ميقاتي لتمويل المحكمة، فإن قوى 14 آذار، قد حصلت على ما كانت تطالب الحكومة به، عملا بالاتفاقية المبرمة بين لبنان والمحكمة ومنعا لإدخال لبنان في مواجهة مع المجتمع الدولي وتحسبا لإسقاط عقوبات دولية عليه لا يستطيع تحمل أوزارها.
الحريري، وفي تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية الى ان "حزب الله" اعتاد إثر كل هزيمة سياسية يمنى بها تغطية "الأبوات بالسموات" تارة عبر اختلاقه التبريرات والذرائع غير المقنعة، وطورا عبر وهج السلاح بنشر ذوي القمصان السود في الشوارع، معتبرا بالتالي ان "حزب الله" وجد نفسه نتيجة تلويح الرئيس ميقاتي بالاستقالة أمام خيار وحيد ألا وهو الموافقة على تمويل المحكمة الدولية والاعتراف بها، وهو الخيار الذي آل به إلى فبركة ذرائع وحجج وهمية تمحي بصماته عن التمويل، وذلك في محاولة منه للملمة صورته أمام قواعده الشعبية عله يستطيع بذلك الحفاظ أمامها على مصداقيته وصوابية خياراته وتطلعاته.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الأشهر الـ 3 المقبلة ستحمل في جعبتها أزمة جديدة تحت عنوان "تمديد العمل ببروتوكول المحكمة الدولية"، لفت الحريري الى ان من كان معترضا على تمويل المحكمة عاد ووافق على تمويلها لاقتناعه بأنه لا هو ولا غيره يستطيع إيقاف مسار العدالة الدولية، وعليه بالتالي عدم اللجوء الى اختلاق أزمة جديدة على خلفية تجديد البروتوكول، وذلك لأنه سيعود في نهاية المطاف الى التراجع مجددا عن مواقفه الرفضية عبر إخراج الرئيس بري الأرانب من أكمامه، هذا من جهة، مشيرا من جهة ثانية الى انه من المبكر في ظل التطورات الاقليمية وتحديدا السورية منها إبداء الرأي حيال حتمية حصول أزمة جديدة من عدمه، وذلك لاعتباره ان التطورات في المنطقة قد تتبدل جذريا مع تبدل المعطيات بحيث ان العدالة الإلهية قد تأخذ مجراها الطبيعي وتنهي كل تلك الأزمات المفتعلة.
وعن عودة "حزب الله" والتيار "الوطني الحر" إلى فتح ملف شهود الزور، لفت الحريري الى ان ما يريده "حزب الله" من هذا الملف هو تبديل دوره، بحيث يحاول من خلاله ان يكون هو المتهم وليس المتهم، مؤكدا ان تيار "المستقبل" وقوى "14 آذار" ستذهب بهذا الملف حتى النهاية ومستعدة لمواجهة كل ما يدعيه "حزب الله" وحلفاؤه عن وجود تزوير سواء في الشهادات أو في التحقيقات، معتبرا ان ملف شهود الزور لا يختلف بخلفياته عن خلفيات ما يسميه العماد عون بملف الفساد، مطالبا بالتالي بفتح كل الملفات وكشف محتواها امام الرأي العام ليكون هو الحكم والشاهد على هوية المزور والفاسد.
ورد الحريري على كلام رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي اعتبر فيه ان نهج المعارضة في لبنان هو نفس النهج الذي تعتمده المعارضة في سورية، مشيرا الى ان النائب رعد وانطلاقا من مفهومه للمعارضة السورية يحاول القول ان المعارضة في لبنان تسعى الى اسقاط النظام في سورية وهي معارضة مسلحة تمارس ارهابها على النظام اللبناني، معتبرا بالتالي ان النائب رعد يحاول إلباس قوى "14 آذار" ثوبا ليس لها وإغراقها بما هو مبتل به مع حزبه وحلفائه، مشيرا في المقابل الى ان أوراق الجميع باتت مكشوفة ومقروءة، خصوصا انه لم يعد خافيا على أحد حقيقة الجثث العائدة من سورية والتي يتم دفنها خفية تحت جنح الظلام سواء في الضاحية او في بعلبك أو في الجنوب حتى دون إجراء أي مراسم تعزية لهم، متسائلا وفقا لما تقدم عمن يكون المضطلع بترهيب الشعوب لحماية النظام السوري من السقوط حرصا على موقعه ودوره في لبنان والمنطقة.
وردا على سؤال حول صحة ما سرّبه البعض من معلومات تفيد بأن "حزب الله" يخطط لاغتيال قادة في المعارضة السورية، ختم الحريري لافتا الى ان "حزب الله" صاحب خبرات في موضوع الاغتيالات، خصوصا ان لديه أربعة من قياداته متهمون باغتيال رئيس حكومة لبنان الشهيد رفيق الحريري، مؤكدا ان أحدا لا يستخف بقدرات الحزب التخريبية سواء في لبنان او خارجه، مستدركا بالقول ان ما فات "حزب الله" هو ان غصن الزيتون يبقى بسلميته ورموزه أقوى وأفعل من سلاحه، خصوصا انه حقق ربيعا عربيا ستعم نتائجه وإيجابياته على كامل المنطقة العربية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك