الرئيس الجميل بعد لقائه السفير الروسي لدى لبنان: أين القيادات اللبنانية وما هي خطتها لتحصين الساحة في وجه العواصف؟
سأل الرئيس أمين الجميل "أين القيادات اللبنانية وما هي خطتها لتحصين الساحة في وجه العواصف، جراء الوضع العربي وتداعياته على لبنان. المطلوب وعي القيادات والكف عن التلهي بمجموعة من الأمور. كل يوم يتم اختراع مسألة، كتمويل المحكمة الدولية الذي يجب ان يكون امرا طبيعيا، الى مولدات الزهراني وصيدا، الى نبش ملف شهود الزور من الإدراج وهو من المواضيع الخلافية التي يتم التسلي بها، الى مقاطعة اجتماعات مجلس الوزراء".
كلام الجميل جاء بعد لقائه عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، سفير روسيا الكسندر زاسبيكين، وشارك في اللقاء النائب ايلي ماروني وأمين عام الحزب ميشال الخوري وتم خلاله تبادل الآراء بشأن الأوضاع في لبنان والمنطقة.
ووصف "هذا التصرف بالإنتحاري الذي لا نعرف اين سيؤدي"، وقال: "المطلوب من كل القيادات التركيز على الداخل وعلى تحصين الساحة اللبنانية والمؤسسات الدستورية وعلى ايجاد خطة لمصالحة المواطن مع دولته ومؤسسات ، فالمواطن بحاجة لمجموعة من الخطوات والمبادرات الخدمات الملحة الصحية والإجتماعية. وينطبق علينا في هذه الحالة المقولة الآتية: "مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة والمطلوب واحد" اي تحصين مؤسساتنا والإهتمام بشؤون المواطن".
واشار الجميل الى ان "الأحداث الأمنية المتنقلة في بعض المناطق الحساسة مذهبيا لن نذكرها الأن لأنها كثيرة ومؤلمة، لا اعتقد انها بريئة، هناك مخطط وراءها، وهناك آياد خبيثة تفتعل كل هذه الأحداث التي ظاهرها خاص وواقعها مخطط لإرباك الساحة اللبنانية ولتأجيج بعض الصراعات التي اعتقدنا ان لبنان تجاوزها. المطلوب من المؤسسات الأمنية وكل الأجهزة التي تهتم في بعض الأحيان ولسوء الحظ بالقشور ان تركز على هذه الأحداث البعيدة كل البعد عن الأحداث الفردية، وهي ان دلت على شيء فعلى ان هناك من يحاول من جديد ان يدخل الساحة اللبنانية في صراعات مدمرة لمستقبل البلد. ما من شك هناك بعض المبادرات الخيرة التي شعرنا بها في الآونة الأخيرة من توقيف بعض العصابات من قبل بعض الأجهزة انما هذا لا يكفي، فالمخاطر كبيرة ولأكثر من طرف مصلحة ان يفجر الوضع اللبناني لأسباب تتعلق بالأحداث في بعض الدول العربية".
واضاف اننا "طرحنا موضوع سحب الجنسية اللبنانية من ابناء الطائفة السريانية في زحلة في اجتماع سابق وقلنا انه لا يجوز، كنا من الأساس ولم نزل ضد مرسوم التجنيس الذي حصل منذ سنوات، ولم يعالج بشكل صحيح رغم قرار مجلس شورى الدولة، انما لا يمكن ان نعالج خطأ بخطأ اكبر منه، نحن متضامنون مع اخوتنا السريان فمنهم من ولد في لبنان وتحق له الجنسية اللبنانية، وإذا كان لا بد من تدبير فليكن عاما ومدروسا وعادلا وليس فرديا او خاطئا، نحن نتابع الموضوع وكلفنا فريقا من محامي الحزب لدعم مطالب السريان في زحلة، ومعالجة الموضوع من النواحي القانونية ونحن نتابعه من الناحية السياسية".
وفي تعليق له على الخلاف بين تكتل التغيير والإصلاح ورئيس الجمهورية على عدة تعيينات منها رئاسة مجلس القضاء الأعلى، قال: "لا نعرف أين سيصل التيار الوطني الحر بالبلد، واين ستؤدي نغمة المقاطعة والسلبية. لقد استلموا الحكم لديهم الأكثرية، ولديهم عشر وزراء، فماذا يريدون؟ عليهم معالجة الأمر مع رئيس الجمهورية والحكومة بهدوء وبشكل بناء وليس وفقا لمنطق التعطيل والمقاطعة الذي سيؤدي بهم وبالشعب اللبناني الى الكوارث . اما المطالب التعجيزية التي يتقدم بها التيار فلا تخدمه ولا تخدم البلد، ومفروض ان تعالج الأمور بحكمة وجدية".
اما عن موضوع نفي كتائب عبد الله عزام اطلاق الصواريخ على اسرائيل والتأكيد ان هذه العملية لصالح النظام السوري ورسالة من الرئيس الأسد الى الغرب واليهود، لفت الرئيس الجميل الى انه "لا حل للرسائل التي تنطلق من لبنان، لقد حولوه الى ساحة رسائل، وما من حل لهذه المسألة الا بالتضامن بين كل القيادات اللبنانية، فعندما تتضامن القيادات وتعزز عمل وفعالية المؤسسات الوطنية من جيش واجهزة فهي افضل وافعل جواب للرسائل التي تنطلق من لبنان وعلى حسابه. نحن بحاجة الى وقفة وطنية بمعزل عن الإصطفافات السياسية المعروفة في هذا الظرف حيث البلد في خطر، ونحن في حاجة لترك خلافاتنا السياسية لوقت آخر، وهناك خطر بأن تمتد الأمور السلبية الى لبنان، فالمطلوب وقفة وطنية من قبل القيادات للتصدي لكل المساعي لجعل لبنان ساحة وجعله ضحية للحراك الذي يحدث حولنا".
وقال السفير زاسبيكين بعد اللقاء: "تبادلنا الآراء بشأن الأوضاع في المنطقة وفي لبنان وسوريا. لبنانيا، اود ان اقول انه من خلال تمويل المحكمة الدولية، اكد لبنان تمسكه بالتزاماته الدولية. ونتمنى مواصلة هذا النهج لأنه اصبح مكسبا لجميع اللبنانيين. نريد الإستقرار في لبنان وتحقيق العدالة. ونتمنى استئناف الحوار الوطني لفتح الطريق الأوسع امام تطور لبنان الديموقراطي كدولة ذات سيادة".
وأضاف: "اما بالنسبة الى سوريا، فنحن نسعى في روسيا الى اتمام الإتفاق في اقرب وقت حول خطة جامعة الدول العربية، وتطبيقها بما ذلك ايفاد المراقبين، ومن الأهداف في الدرجة الأولى ازالة كل ظواهر العنف في سوريا من جميع الأطراف، بما ذلك من السلطات ومن المعارضة المسلحة. ويجب ان تكون مواقف الأطراف الخارجية موضوعية وحيادية لا تحريضية. فلا تنفع عقوبات وقرارات احادية الجانب، ونؤكد ضرورة تقديم الحوار الشامل الوطني وبدون شروط مسبقة. وندعو في هذا الصدد الجميع لإتخاذ المواقف المتوازنة والمسؤولة. ونشير بشكل خاص الى انه من البداية كانت مطروحة قضايا الحرية والديموقراطية في سوريا ولا يجوز ان يحل محلها الصدام الطائفي".
وتابع: "نحن نطرح موضوع الوساطة لحل الوضع في سوريا على غرار الوساطة التي تمت في اليمن، منذ البداية طرحت المبادرة الخليجية لتصويب الوضع وهي مبادرة ايجابية، ومساهمة دولية ايجابية في الموضوع اليمني، لأنها كانت متوازنة ومبنية على التعامل مع جميع الأطراف. اما في ما يخص الحالة في سوريا، فأننا نلاحظ ان الضغوطات تتم على جانب واحد، وعندما طرحت المبادرة العربية كنا ولا نزال نتمنى ان تكون المواقف متوازنة للجميع كما هو الحال في اليمن".
ودعا زاسبيكين الى "الإتفاق حول كل بنود المبادرة العربية، بما في ذلك حل كل المشاكل الشائكة بما فيها ايفاد المراقبين، وهذا الأمر متعلق بجامعة الدول العربية وبسوريا، عادة ندعو الا يكون هناك استعجال، الموعد يمكن تأجيله، المهم ان يكون هناك اتفاق ونرجو ان يتم قريبا".
وتمنى على "السلطات السورية الموافقة على المبادرة العربية وإيجاد حلول للمشاكل الشائكة ضمن هذه المبادرة، ليكون هناك تأمين للأمن، والمراقبين واحترام سيادة سوريا، وهذا شأن يتعلق بالإتفاق بين سوريا وجامعة الدول العربية ولغاية الآن نحن نعتمد على ذلك، واذا تم تطبيق هذه الخطة، فهذا يعني بالدرجة الأولى وقف العنف، ووقف العنف يتعلق بجميع الأطراف بما في ذلك النظام السوري".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك