الحمدلله "تويتر" هنا. ضاقت السبل كلّها في رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. لا عودة الى بيروت في الوقت الحاضر. المكتب الاعلامي التابع لدولته لا ينطق الا حيث يقتضي الواجب. زوّار "الشيخ" في المملكة العربيّة السعوديّة ليسوا بكثر. ومن تتسنّى له مصافحة رئيس الحكومة السابق أو مجالسته لدقائق أو ساعات، يُفرض عليه عدم التصريح العلني باسمه بعد اللقاء. في غمرة دخول البلاد في "كوما" الاعياد قرّر الحريري إعادة تنشيط صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، علّ "الصوت يودّي". مواقفه العفويّة، والنافرة أحياناً، كسرت روتين اليوميّات اللبنانيّة الغارقة في كليشيهات المحكمة الدوليّة والتمويل والحوار وأزمة زيادة الاجور... أهمّ ما فيها أنّها قطعت إجازة الاعياد في عين التينة، وفرضت على رئيس مجلس النواب نبيه بري تذكير اللبنانيّين بالهواية الحقيقيّة لسعد الحريري.
منذ دخوله على خط منافسة موقع "فايسبوك"، شكّل "تويتر" مساحة تعبير وفشّة خلق للكثير من السياسيّين اللبنانيّين. لكن من المؤكد أنّ طلّة سعد الحريري من خلاله أثارت غباراً كثيفاً لم يسبق لأيّ من السياسيّين في السابق أن تسبّب به. وصل الامر الى حدّ التشكيك بهويّة من يتولى الردّ على أسئلة زوّار الصفحة. هل هو عقاب صقر أو نادر الحريري أو أحد مستشاريه الآخرين؟ أحد أظرف التعليقات التي وجّهت الى الحريري على "تويتر" جاءت على شكل سؤال "هل ستقرّر من الآن وصاعداً إدارة معركة المعارضة من خلال "تويتر؟".
لكن ليس فقط سعد الحريري هو بطل "تويتر". في أيّار الماضي استخدم الرئيس فؤاد السنيورة صفحته على الموقع ليزفّ خبراً سيّئاً الى اللبنانيّين حيث تعرّضت، كما جاء على "تويتر"، زوجته هدى السنيورة الى حادث جرّاء صدمها من قبل دراجة ناريّة أثناء مرورها في منطفة فردان وقد تسبّب الاصطدام بتعرّضها لجروح ورضوض. وتكرّ السبحة. "المغرّدون" على "تويتر" كثر وتعليقاتهم غبّ الطلب، مدعومة بالمعلومات والمواقف النوعيّة وأحيانا السطحيّة. لكن أهمّ ما في الموقع أنّه يشكّل أحياناً منصّة انطلاق لأخبار لم تصل بعد الى أيّ وسيلة اعلاميّة أخرى.
رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي من نجوم "تويتر" السياسيّين، مع العلم أنّ الرجل من المدمنين على رسائل الـ sms وعلى التواصل مع الاخرين عبر الشبكة الافتراضيّة. ويغلب على صفحته، كما على صفحات بقيّة السياسيّين، الطابع الاخباري من خلال نشر التصريحات والتعليقات. ولم يسبق لأحد من سياسيّي لبنان أن أعطى جزءاً كبيراً من وقته، امتدّ لأربعة أيّام متواصلة، للردّ على أسئلة زوّار الصفحة كما فعل سعد الحريري الذي يحتلّ المرتبة الاولى في عدد متتبّعي صفحته على "تويتر".
من المنتسبين الى "تويتر" رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع، الوزير جبران باسيل، والنوّاب ابراهيم كنعان، نهاد المشنوق، سامي الجميّل، نديم الجميّل... ويبدو أنّ العدد الى تزايد، خصوصاً مع التحسينات التدريجيّة التي تدخل الى عالم الشبكة الافتراضيّة لناحية السرعة مثلاً في التصفّح، وهذا عامل أساس في تأمين تواصل "سلس" مع سياسيّي لبنان.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك