يخوض لبنان ممثلاً بالطفل محمد المير من طرابلس غمار التحدي على لقب العبقري العالمي الاول، في مسابقة بطولة العالم للحساب الذهني التي تنظم في المانيا، بمشاركة نحو 55 مشتركا من اكثر من اربعين دولة.
ولعل حسن حظ الطفل المير (10 سنوات) انه العربي الوحيد من بين المشاركين، وان كان اضطر لمغادرة لبنان بجواز سفره الكندي، بسبب الصعوبات في الحصول على تأشيرة دخول الى المانيا، ونظراً لعدم وجود اي رعاية رسميّة له، باستثناء الدعم المعنوي من بعض الجهات.
هذا الغياب الكلي للدولة بمؤسساتها المعنية، في مقابل رعاية تامة لبقية المشاركين من دولهم، إن على صعيد البعثة التي ترافق كلا منهم او النفقات المالية او التحضيرات التي سبقت المسابقة بأشهر، كلّها امور تترك غصة ربما في قلب والدته، وتعطي مؤشرات على مدى التقصير الفاضح من قبل المسؤولين تجاه نشاطات كهذه من شأنها ان تساهم في رفع اسم لبنان وتشجيع اشخاص آخرين لابراز مهاراتهم، خصوصاً ان محمد كان قد حصل في العام الماضي في اليابان على مرتبة متقدمة خلال مشاركته في المسابقة الحسابيّة الفوريّة الاقليميّة، فضلاً عن احتلاله المركز الاول في لبنان قبل ثلاث سنوات في مسابقة حسابية نظمت في بيروت.
وعلى الرغم من كل ما حققه محمد من انجازات في هذا المجال، الا ان ذلك لم يشكل حافزا للجهات المعنية للتحرك على خط دعمه او تبنيه، فبقيت المبادرات في هذا المجال حكرا على اهله وعلى مدرسته "العزم" التي اولته اهتماما كبيرا على صعيد المساعدة في تدريبه وتوفير كل ما يلزم لذلك خلال فترة تواجده في المدرسة، في حين كانت العائلة تهتم به وتوفر له ايضا المتطلبات بما فيها تكاليف تذكرة السفر الى المانيا برفقة والده.
وتوضح والدة محمد صوفيا المير لـ "السفير"، "أنّ ابنها بدأ يلفت نظر محيطه منذ صغره، وكان مشاركا في العديد من المسابقات، كما خضع لمخيم في اليابان قبل ان يشارك في الدورة هناك، وقد تميز بين الجميع".
وتقول: "لقد دفعنا ذلك الى الاهتمام به وتشجيعه، وهذا ما حصل عليه ايضا من مدرسته العزم ومن الرئيس ميقاتي، ولكن الدولة كانت غائبة كليا، علما ان بقية المشاركين من العالم في المانيا نظمت لهم حملات على صفحات اليوتيوب، وارسلت معهم بعثات لمرافقتهم، وأحضر لهم في فترات التدريب اخصائيون، اما محمد فكان تدريبه في المنزل وفي المدرسة فقط".
وتضيف: "محمد خرج بجواز سفر كندي لكنه في كلمته سيؤكد انه ممثل لبنان، وآمل ان يحقق نتائج جيدة وان يعود الينا بالمرتبة الاولى".
من جهتها، اكدت مديرة الحلقة الثانية في مدرسة العزم نوار عويضة "ان محمد الطالب في الصف السادس الابتدائي، من الطلاب المتفوقين، وهو يمتلك قدرات كبيرة، ونحن في المدرسة نقدم كل ما بوسعنا لمساعدته من اجل ان يحقق ما يصبو اليه من تفوق عالمي".
وتضيف: "هناك اهتمام خاص به في المدرسة ورعاية له بطلب من الادارة، ونأمل ان يحقق المركز الاول او ان يكون من بين المراكز الاولى".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك