ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية انه لم تعد الازمة الحكومية الناجمة عن خلافات بين اطراف الحكومة في شأن خطة الكهرباء مقنعة لأوساط سياسية بارزة بدأت ترسم حول الازمة دوائر شكوك اعمق بكثير من مجرد خلافات تقنية وقانونية واجرائية.
وقد نظرت هذه الاوساط الى تطورات اليومين الاخيرين في بيروت وما شهدته كواليس الحكم والحكومة في شأن السعي الى احتواء ازمة الكهرباء، من منظار فرز جديد وحقيقي بين اطراف الحكومة ينبغي في رأيها التوقف عنده ملياً.
وفي هذا السياق تفيد الاوساط نفسها لـ"الراي" انه رغم الاقتناع الثابت بأن أوان اسقاط الحكومة الحالية لم يحن بعد ولا يبدو انه وارد في الفترة المنظورة المقبلة، فان ذلك لا يعني التقليل من المحاور التي نشأت على انقاض "النكسة" المبكرة لحكومة لم يمر بعد شهران على نيلها الثقة.
ولعل اللافت في الامر ان يظهر زعيم "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون في مظهر عدم الارتداد عن خوضه مبارزة مع اطراف داخل الاكثرية نفسها على خلفية ملف الكهرباء كأنه يرى في ذلك ورقة رابحة سياسياً خلافاً لكل ما يقوله خصومه المعلنون والخفيون.
وتشير الاوساط ذاتها في هذا الصدد الى ان معركة عون بدأت تركز على تصوير مواقف معظم حلفائه كأنها تستهدف الصلاحيات الوزارية الدستورية لوزرائه حصراً، وهو ما يعني بداية مساواته لهم بخصومه في قوى "14 آذار". ودفع هذا التطور بعض اقرب حلفائه الى التبرم والاسف لهذا الموقف.
وفي رأي المصادر فان ذلك يؤشر فعلاً الى بداية رسم حسابات او اجندات جديدة داخل الائتلاف الحكومي نفسه مهما سعى اطراف فيه الى التقليل من الخلفية السياسية للازمة. وهذه الاجندات مرشحة للتبلور تباعاً سواء مع ازمة الكهرباء او مع سواها من ملفات باعتبار ان الفرز الجاري الان على ضفة الازمة الكهربائية مرشح للانسحاب على اي ملف آخر اذا ترسخت ازمة الثقة المتفاعلة بين عون وكل من الفرقاء الاخرين ولا سيما منهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب وليد جنبلاط. لكن بات على عون ان ينظر بدوره الى مغزى تجمع اربعة اطراف على الاقل، مدعومين من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ايضاً، وراء مشروع خطة معدلة للكهرباء، ومن ضمنهم "حزب الله" و"امل".
وهذا يعني ان هناك رسالة سياسية واضحة اليه على شكل "بطاقة خضراء" مفادها انه تجاوز الخط الاحمر في هز شباك الحكومة على النحو الذي يهدد وجودها وان عليه استدراك هذا التجاوز. واذا مضى العماد عون في التمسك منفرداً بموقفه فمعنى ذلك ان هناك حسابات اخرى طارئة يصعب ان تكون محض داخلية، ولعل الساعات المقبلة ستكون كفيلة بالاجابة عن ذلك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك