استرعت اهتمام الاوساط السياسية، زيارة السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري للنائب العماد ميشال عون في الرابية، وطبيعة المواضيع الحساسة التي جرى بحثها، قبل الغداء او بعده، والتي تركزت وفقاً لمصادر واسعة الاطلاع، على موضوع الاستقرار في لبنان، والتداعيات التي الحقها تدخل حزب الله العسكري في سوريا على هذا الاستقرار، بما في ذلك توليد بعض الظاهرات المتطرفة، اذ اتفق الجانبان على ان المصلحة العامة تقتضي اعادة النظر بمشاركة حزب الله بالاحداث السورية.
وعكس السفير عسيري في تصريحه خلفية الزيارة التي تأتي في سياق توجيهات الملك عبد الله بن عبد العزيز بالتواصل مع جميع الاطراف اللبنانية بهدف تأكيد الحرص على الاستقرار في لبنان، وحث تلك الاطراف على ادارة حوار صريح ومعمق بهدف ايجاد حلول لكل المواضيع الخلافية.
فيما اتفق السفير علي عوض عسيري والنائب ميشال عون على عدم ربط الزيارة الى الرابية بما يجري من توتر في العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» كشف السفير السعودي ان «الجنرال عون مرحب به في المملكة، حيث يعمل هناك ما يقرب من 300 الف لبناني»، والسعودية هي البيت الحاضن لكل اللبنانيين.
وقال السفير عسيري في تصريح لصحيفة «اللواء» ان المملكة حريصة على امن واستقرار لبنان، وهي في اتصالاتها مع جميع الاطراف تعمل وفقاً لمبدأ الجمع لا التفريق، مؤكداً ان لا رابط مطلقاً بين ما يجري على صعيد العلاقة الخاصة بين عون و«حزب الله» وزيارته للرابية.
أما أوساط «حزب الله» التي استبقت الزيارة بالكشف عن اتصال جرى ليل الاثنين الأول بين مسؤول وحدة الارتباط في الحزب وفيق صفا والنائب عون، وقالت أن «التيار الوطني الحر» حر في علاقاته السياسية، ولا يعني التحالف بيننا أنه ملزم بصداقاتنا ونحن ملزمون بصداقاته، مشيرة إلى أن التواصل مع الرابية مستمر.
وفي محاولة لاحتواء ما يمكن وصفه بردة فعل الحزب الضمنية على التقارب السعودي – العوني، عممت الأوساط العونية أن عون دعا عسيري إلى تشجيع الاعتدال السني في لبنان، فأجابه بأن المملكة مع الاعتدال السنّي، وكان هناك تطابق في وجهات النظر بأن المظاهر التكفيرية لا تشبه لبنان.
وأوضحت هذه الأوساط بأن السفير السعودي لم يوجه دعوة لعون لزيارة السعودية، ولا عون طلبها.
وعون نفسه، لم يشأ ربط الزيارة بإعادة ترتيب أوراقه، نافياً أن يكون شخصاً يقوم بردود فعل ارتجالية أو بهدف إغاظة أحد، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن دعوته للسفير السعودي هي سابقة لموضوع التمديد والخلاف الأخير مع حزب الله، لافتاً النظر إلى أنه في السعودية 300 ألف لبناني، والنسبة نفسها موجودة في الخليج، وهم يعاملونهم بنحو من الصداقة، كاشفاً بأن مسار تبادل الزيارات مع السفير السعودي قائم منذ مدة، وقد أخذ هذا الأمر شكوكاً، لكننا الآن نحاول إيجاد سياسة تقارب وصداقة.
ونفى عون أن يكون هناك توتر في العلاقة مع «حزب الله» لكنه أضاف ممازحاً: «هناك توتر عالٍ في إمدادات الكهرباء»، في إشارة إلى امتعاض الحزب مما وصفته أوساط الحزب نفسه «بالاجتهادات السياسية للمقربين من الرابية».
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك