يندر أن تجد بين اللبنانيّين من يأسف، سياسيّاً وأمنيّاً واقتصاديّاً، على العام الذي نستعدّ لانتزاع آخر أوراق روزنامته. كما يندر أن تجد، أيضاً، بين يمنّن النفس بسنةٍ جديدة أفضل من سابقتها، في ظلّ مرواحة الأزمة الداخليّة وارتباطها بشكلٍ وثيق بما يحصل في سوريا.
فالسنة الجديدة تطلّ باستحقاقين يظّلّلهما المأزق الحكومي وهما: جلسة الحوار "المشكوك" بامكان انعقادها في 7 كانون الثاني المقبل، والتي دعا اليها الرئيس ميشال سليمان وانبرت قوى 14 آذار الى تكرار "الأسباب الموجبة" لمقاطعتها، و"عودة الحياة" الى لجنة التواصل النيابية المكلفة البحث في القانون الذي سيحكم الانتخابات النيابية اواخر الربيع المقبل والتي تلتئم في 8 كانون الثاني المقبل بمشاركة نواب 14 آذار في "محميّة أمنيّة"، عبارة عن فندق ملاصق لمقر البرلمان سينزل فيه أعضاء اللجنة من نواب المعارضة الذين لم يعترضوا على الحضور الى مجلس النواب لاستكمال البحث في قانون الانتخاب.
وسط هذا المناخ، لم يتّضح بعد كيف سيتصرّف رئيس الجمهورية إزاء جلسة الحوار واذا كان سيعمد الى إرجائها مجدداً، لاسيما في ضوء ملامح انزعاجه من الرسالة المفتوحة التي وجّهها اليه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تلفزيونياً في معرض تبرير اسباب مقاطعة 14 آذار للحوار وتمسكها باستقالة الحكومة الحالية.
ونُقل عن سليمان انزعاجه من رسالة جعجع في شكلها بعدما ظهر "انه يساجل أحداً في الشارع وتحدّث من موقع لا يليق برئيس جمهورية على طريقة انت قلت وانا اقول".
وذكرت اوساط قريبة من الرئيس اللبناني انه "لا يمكن المعارضة ان ترمي بموضوع تغيير الحكومة في مرمى رئيس الجمهورية بربط هذا الموضوع بالحوار".
من جهته، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال لقائه الموظفين والعاملين والاعلاميين في رئاسة مجلس الوزراء لمناسبة الاعياد "أن الانتخابات النيابية ستجري في موعدها في 2013 وفق قانون عصري يشعر الجميع بأننا في حاجة اليه»، مشيرا الى «أن مختلف الأطراف من كل الفئات السياسية سيجتمعون في مطلع هذا العام من أجل اللتفاق على قانون عصري للانتخابات".
وشدد على "أن التهشيم بالوضع الاقتصادي في عهد أي حكومة سيرتد سلباً على كل الحكومات التي تأتي من بعدها". وسأل: "لماذا هذا السلوك الذي لا يقيم وزنا لمصلحة لبنان ولا يحسب حسابا للغد؟ وهل تستحق المعارضة من أجل السلطة ضرب مقومات الوطن؟". واعتبر "أن من يضرب المعول في الاقتصاد اليوم لحسابات سياسية عليه أن يعلم أنه سيتحمل لاحقا تبعات هذا الهدم الغوغائي"، لافتاً الى "ان من يشجع ويروج لما يسيء الى سمعة لبنان في الخارج، ومن يحرّض ضد وطنه ومؤسساته لن يبقى في منأى عن الثمن الذي سيدفع يوماً وسيكون حتما ثمناً غالياً".
في موازاة ذلك، لفت ما نقلته صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر سياسية مطَّلعة من أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "سيعود إلى بيروت الشهر المقبل بعد فترة طويلة قضاها في باريس، وأن على أجندة أعماله الكثير من المتابعات، لاسيما التحضير للانتخابات النيابية مع الحلفاء في قوى 14 آذار، والعمل لتشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات كبديل للحكومة الحالية التي تطالب المعارضة بإسقاطها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك