كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
جبهتنا في لبنان لم تهدأ يوما، وإن سكتت المدافع والحروب، زمجرت الحناجر والابواق لتطلق السموم والأحقاد.
منذ أحداث الطيونة قبل أسبوع تقريبا والتي حتى اللحظة لم يعرف طرفها الثاني، نعيش في لبنان حربا باردة لامست خطوطا حمراء عريضة بين "حزب الله" و"القوات اللبنانية"، وصلت إلى أقصاها ليل الإثنين بعد خطاب الامين العام لحزب الله. فكلام الأخير شكّل إعلانا صريحا عن جهوزية تامة للحرب، مع إعلان السيد نصرالله عن أن 100 ألف محارب على الأقل جاهزون ومستعدون متى أطلق النداء.
نفير الحرب الذي أطلق من الضاحية، على اهميته وخطورته، لا تبدو معراب مكترثة له، هي التي اعتادت القتال على أكثر من جبهة سياسية، وهي المدركة أن الصراخ، إن دلّ على شيء، فعلى من يلفظ أنفاس هزيمة ما.
جلبة "القوات اللبنانية" مزعجة لكثيرين ممّن امتهنوا الطائفية والتحريض، ومزعجة لمن يحاول تغيير البوصلة نحو مشاريع لا تشبهنا.
جلبة "القوات" أزعجت ولا تزال الكثيرين، فجولاتها التي لا تنتهي على كلّ ما تشتمّ فيه رائحة فساد جعلها في موقع عداوة مع الأصدقاء قبل الخصوم، حتى باتت تحارب في غالبية الاوقات وحيدة.
لكنّ المشهد اليوم يبدو مختلفا في معراب، فمن فرّقتهم الايام، جمعهم نصرالله من حيث لا يدري، فإذ بحلفاء الأمس، ومن ابرزهم الوزير السابق اشرف ريفي ورئيس الوطنيين الاحرار يلتقون مجددا تضامنا مع "القوات"، فيما يغرّد آخرون على "تويتر" وبعيدا من سرب الخصومة أو الاختلاف.
ما نشهده يشكل فرصة حقيقية، حتى يجمع الاستقلاليون أنفسهم في مواجهة المشروع الأسود، بعيدا من الرمادية في المواقف التي لم تنفع يوما إلا في رمينا يمينا ويسارا وفق المصالح والتفاهمات الآنية.
والعين اليوم، على "الكتائب"، لتكون كما كانت دوما، جبهة سيادية واضحة المعالم، حتى لا نضيّع الفرصة فنكون "كلنا يعني كلنا"، أحرارا وثوارا على مختلف أوجه الفساد والاستبداد السياسي، مسيحيين وشيعة وسنّة ودروزا، ضمن جبهة معارضة مكتملة المعالم، فنذهب موحّدين، أقوياء، إلى الانتخابات النيابية، عساها تكون فرصتنا الحقيقية للإتيان بأكثرية نيابية تغيّر المعادلة السوداء القائمة، والتي عزلتنا عن محيطنا والعالم، وأوقعتنا في آخر سراديب جهنّم… إنه حتما الزمان المناسب… "حيث لا يجرؤ الآخرون".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك