ثورتان تشتعلان وهجا في سوريا، والعدو واحد:
=ثورة الشعب السوري، بكل شرائحه وطوائفه، ضد نظام الأسد وكل أتباعه.
=ثورة الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك قرب دمشق ضد نظام الأسد ممثلا بجبهة أحمد جبريل وفرع فلسطين التابع لمخابرات الأسد.
وفي لبنان تنظم ما يسمى "حركة الجهاد الإسلامي" في مخيم البداوي يوم حداد على الشهداء الذين قتلهم العدو الإسرائيلي في الجولان.
أما الشهداء الذين قتلهم أحمد جبريل وفرع فلسطين في مخيم اليرموك بسوريا، فدمهم يبدو أنه "حلال" من وجهة نظر حركة البغي الإيرانية، التي بايعت فقيه فارس وتمترست في مخيم البداوي الذي كان محطة عصابة شاكر العبسي الأولى قبل احتلالها مخيم نهر البارد، الذي حاول السيد حسن نصر الله حماية وجودها فيه بخطه الأحمر الشهير.
دبابات روسيا من طراز تي-82، التي لم تقاتل إسرائيل، يستخدمها شبيحة ماهر الأسد لقصف الشعب السوري. وطائرات السوخوي الروسية الصنع التي لم تقاتل إسرائيل يستخدمها شبيحة نظام الأسد لإحراق الحقول المحيطة ببلدة جسر الشغور.
وفي لبنان تتنطح ألسنة العمالة والإستبداد لمهاجمة من يجرؤ على الدعوة إلى التضامن مع الشعب السوري.
صفوف طويلة من المواطنين السوريين العزّل تفر إلى تركيا التي تستضيف الوافدين، وفي لبنان نقفل حدودنا في وجه السوريين الهاربين من جحيم الأسد، ومن ينفذ منهم إلى أرضنا ... يُعتقل رسميا.
في لبنان لولا مبادرة الرئيس الحريري، والمساعدات الفردية ومساهمة حزب الكتائب في وادي خالد لكان وضعنا مخزيا حيال الشعب السوري.
في سوريا تقصف المروحيات العسكرية الروسية الصنع الموضوعة بتصرف نظام الأسد المواطنين السوريين في جسر الشغور وغير جسر الشغور,
وفي لبنان ينصب الحرس الثوري الإيراني" ستة مدافع هاوتزر روسية الصنع من عيار 130 ملمترا في واد بين الهرمل وعكار، يوجه فوهاتها إلى عكار والضنية وبشري وإهدن وطرابلس والقلمون والبترون، ولا تجرؤ الدولة اللبنانية على إرسال قوة إلى المنطقة للسؤال، فقط للسؤال، عن سبب وجود قطع المدفعية هذه، من يشغلها، ومن يصدر الأمر لها ... بالقصف، على أي هدف، ومتى؟
قد يقول لنا عبقري ما أن هذه القطع المدفعية مخصصة للدفاع عن الأرض اللبنانية ضد إنزال إسرائيلي "محتمل".
فهل يعني ذلك أن باراك سيرسل جيشه إلى عكار والضنية والمنية وبشري والقلمون وطرابلس كي ينطلق منها في هجوم على ما يسمى مقاومة ... في الهرمل. وهل هذه المسماة مقاومة تقتصر الخدمة في سلاح مدفعيتها على عناصر الحرس الثوري الإيراني؟ هل يعني ذلك أن هذه المسماة مقاومة احتلت بيروت كي تواجه من أزقتها إنزالا إسرائيليا كما تزعم؟
في سوريا تقتحم عناصر شبيحة ماهر الأسد البلدات والقرى والمدن السورية، ومن ينتقدها في لبنان يتهم بأنه عميل لإسرائيل.
وفي لبنان، في عكار تحديدا، تسيّر وحدات الأسد الخاصة دوريات ليلية في الأراضي اللبنانية بمعرفة كل من يجب أن يعلم، ولا أحد يتحرك للسؤال عن سبب دخول هذه القوات إلى أرضنا ودوسها على ترابنا الوطني ... وعلى كرامتنا الوطنية.
في سوريا لا يستطيع، أو لا يرغب، الرئيس الأسد في تنفيذ برنامج إصلاحي مزعوم وعد به.
وفي لبنان، ما زال هناك من يزور الأسد إياه لسؤاله عن كيفية تأليف حكومة لبنانية.
في سوريا يتظاهر المواطنون العلويون في "القرداحة" ضد نظام الأسد.
وفي لبنان هناك عملاء يتهمون من يؤيد الشعب السوري بأنه "سلفي و إرهابي ومتطرف وإسلامي".
في لبنان كاتب مسيحي، أرثوذوكسي من الكورة، يذكر في إحدى فقراته اسم بلال مؤذن الإسلام الأول وأحد صحابة نبي الإسلام، فيتهمونه أيضا بأنه "سلفي" مع أنه من عائلة تنتمي تاريخيا إلى فكر أنطون سعادة والحزب السوري القومي الاجتماعي، وترفض أن تكون "حردانة-مخابراتية-أسدية".
في سوريا يقتل شبيحة الأسد الأطفال ... ويخصونهم كي لا يتحولوا رجالا.
وفي لبنان يتجرأ المجرمون على الدفاع عما يسمى برأيهم "إقتصاص من الخونة".
ثورتان اشتعلتا في سوريا.
في لبنان قامت ثورة واحدة: ثورة الوعي الوطني في مواجهة جحافل التبعية تحت أي مسمى.
أفضل ما في لبنان هو أن المسيحي-الأرثوذوكي-السوري-القومي-الاجتماعي صار سلفيا بنظر غلمان الممانعة.
هذه ليست تهمة. هذا شرف يجسد ما لا يفهم فيه عملاء الاستبداد والفساد. هذه اسمها صحوة وطنية لبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك