قامت القيامة حين نشر موقع mtv خبراً عن وجود "شخصٍ مسلّح في بعض مراكز الإيواء في بيروت وضواحيها للتنسيق". غضب وزير الإعلام وتمنّى علينا حذف الخبر، وهكذا كان. تبيّن بعضها أنّ السلاح الفردي موجود في الكثير من هذه المراكز التي تشهد إشكالاتٍ بين قاطنيها تتطوّر الى إطلاق نار. اسألوا الأجهزة الأمنيّة عن عدد الحوادث التي شهدتها مراكز ومحيطها في مناطق عدّة.
ولكن، هل يقرأ وزير الإعلام، المحترم جدّاً والمهذّب جدّاً، زياد مكاري صحيفة "الأخبار" وما تتضمّنه يوميّاً من تحريضٍ، خصوصاً على المسيحيّين ومؤسّساتهم الرسميّة والخاصّة، ومن زرعٍ للفتنة، ومن توزيعٍ للاتهامات بالعمالة والخيانة، ومن هدر دمٍ؟
هل قرأ الوزير الحملات التي تستهدف الجيش اللبناني، والتهديد بتقسيمه طائفيّاً؟
هل اتّصل بالحاقد ابراهيم الأمين كما اتّصل بنا؟
وماذا عن القضاء الذي يتحرّك أحياناً ضدّ ناشطين يكتبون على صفحاتهم، ويغضّ النظر عن صحيفةٍ تحرّض على الحرب الأهليّة؟ أما آن الأوان لانتفاضةٍ لهذا القضاء الذي كان يخاف من اتّصالٍ من مسؤولٍ في حزب الله، فيحكم كما يريد، ويقرّر كما يطلب؟
لقد تحوّلت هذه الصحيفة، التي تفبرك السيناريوهات ضدّ لبنانيّين يوميّاً، وتهدّد المسيحيّين بالعدد، وتهدّد إعلاميّين وناشطين بالقتل، الى وسيلة تقود الى الفتنة بين اللبنانيّين. والأخطر، أنّ هذه الصحيفة، بحجّة خلافها مع قائد الجيش الذي بلغ حدّ اتّهامه بالعمالة للولايات المتحدة الأميركيّة، لا تتأخّر في التلويح بتقسيم الجيش، كما حصل في زمن الحرب الأهليّة التي لم يخرج منها ابراهيم الأمين الطائفي الحاقد.
لن ينقسم الجيش، اطمئنّوا. بل سيكون السلاح محصوراً به. وستعود الدولة قويّة. ونحن من سيحتفل بالانتصار أخيراً. انتصارٌ بالوحدة ضدّ إسرائيل، وانتصارٌ بالجيش ضدّ السلاح غير الشرعي والاقتصاد غير الشرعي و… الإعلام المموّل، كما السلاح، من إيران.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك