ترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسةً لمجلس الوزراء في السراي الحكومي، شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي ووزراء: الدفاع الوطني موريس سليم، التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، العدل هنري خوري، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، الإعلام زياد المكاري، المال يوسف خليل، الصناعة جورج بوشكيان، السياحة وليد نصار، الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحّة فراس الابيض البيئة ناصر ياسين، الاتصالات جوني القرم، الثقافة القاضي محمد وسام مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الطاقة والمياه وليد فياض الزراعة عباس الحاج حسن، الاشغال العامة والنقل علي حمية، المهجرين عصام شرف الدين، الدولة لشوون التنمية الادارية نجلا رياشي، الشباب والرياضة جورج كلاس، والاقتصاد أمين سلام، كما حضر المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، والأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية.
وحضر أيضا قائد الجيش العماد جوزيف عون، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء محمود عثمان، المدير العام للامن العام اللواء الياس البيسري والمدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا.
في مستهل الجلسة قال ميقاتي: "بداية أدعوكم للوقوف وقفة صمت حدادا على روح الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله وجميع الشهداء الذين سقطوا نتيجة حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي على لبنان".
وأضاف: "معالي الوزراء، أيها اللبنانيون واللبنانيات، أمامَ هولِ ما تعرَّضَ ويتعرضْ لهُ وطنُنا الغالي من عدوانٍ إسرائيليٍّ وحشيّ طاولَ معظمَ المناطقِ اللبنانية، أتوجّهُ إليكم اليومَ وأنا اعرفُ أنَّ الوقتَ ليس وقتَ كلامٍ، داعياً إياكم الى مواجهةِ ما يجري بمسؤولية وطنية تصون وحدَتَنا ونؤكد تضامننا لأنَّ من أهدافِ العدوِّ الاسرائيليّ ضربَ هذهِ الوحدةِ التي طالما شكّلتْ السلاحَ الاقوى في مواجهةِ مخططاتهِ الاجراميّة. مسؤوليتنا الوطنية في هذه اللحظة التاريخية والاستثنائية تتطلب وضع الخلافات السياسية، والمواقف المتباعدة، والخياراتِ المتباينة جانبا لكي نلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه ويقوي منعته".
وتابع: "أستحلفُكم اليومَ أنْ نضع جانباً خلافاتِنا السياسية، ومواقِفنا المتباعدة، وخياراتِنا المتباينة، ونلتقي جميعاً على ما يصونُ الوطنَ ويحميه. إنَّ الشهداءَ الذينَ سقطوا، مِنْ كلِّ المناطق ورَووا بدمائهم الارضَ، والجرحى الذين تعجُّ بهم المستشفيات والمراكز الصحية، وأهلَنا الذين هُجِّروا قسراً من بيوتِهم وأرضِهم، يستصرخونَ ضمائرَ الجميع بأنْ يتناسوا كلَّ ما يفّرق ويركّزوا على كلِّ ما يجمع. تضامنَنا اليومَ في هذه اللحظاتِ المصيريّة مِنْ عمرِ الوطن هو أقوى ردّ على العدوانِ الاسرائيليِّ".
وقال: "إنَّ الحكومة تعملُ ما في وسعِها لمواجهةِ هذه الحربِ التدميريّةِ الحاقدة التي تشنُّها اسرائيل علينا، وقد ذهبنا إلى الأمم المتحدة للتوصل الى حل، ولكن العدو ذهب بنية الغدر والتخطيط لمزيد من المجازر. وفي كل اللقاءات التي عقدتها في الاممِ المتحدة لمست من اصدقاء لبنان دعما مطلقا لنا وتشديدا على وقف العدوان الاسرائيلي، لكنَّ شريعة الغاب التي تتحكم بالعالم جعلت العدوَّ الاسرائيليّ يفشل كل مساعي وقف اطلاق النار ويمضي في حربِهِ ضدَّ لبنان، لأنه لا يأبه، لا بقانون ولا بشرعة دولية. ولعلَّ ما حصلَ بالامس ولا يزالُ حتى الساعة في الضاحيةِ الجنوبيةِ لبيروت وفي عددٍ مِنَ المناطق، خيرُ دليلٍ على حقيقةِ الاهدافِ الاسرائيليَّةِ المبيَّتة. ورغم ذلك فنحن نجدد تمسكنا بالشرعية الدولية والقانون الدولي، ونطالب مجددا بالعمل على وقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وكل القرارات الدولية ذات الصلة".
وأضاف: "ان الحكومةَ، بكلِّ اداراتِها المدنيّةِ والعسكريّةِ والامنيّةِ والصحيّةِ والانسانيّة، مستمرةٌ في القيامِ بواجبِها بالتعاونِ مع المواطنين الذين فتحوا منازلهم لاستقبال المواطنين ومؤسساتِ المجتمعِ الاهليّ والجمعياتِ والهيئاتِ الانسانيّةِ والصحيّةِ التي اودُّ أن أوجِّهَ لها تحيةً مِنَ القلب على ما أظهرَتهُ خلالَ الايامِ الماضية ولا تزال، مِنْ تعاونٍ وتفانٍ وما قدَّمَتهُ مِنْ جهدٍ. ورغم كل ذلك اعتذر عن كل تقصير قد حصل بالنظر الى محدوديّةِ الامكاناتِ وضخامةِ الحاجات بعدما بلغَ نزوحُ أبنائنا في المناطقِ المستهدفة حداً فاقَ كلَّ التوقعات. وسنتخذ اليومَ سلسلةَ إجراءاتٍ وتدابيرَ تُساهمَ في توفيرِ المعالجاتِ الضروريّةِ إنسانياً وصحياً واجتماعياً لاستقبال اهلنا واخواننا واحتضانهم وحفظ كرامتهم وتلافي الثغرات الطارئة الناتجة عن ضغط النزوح وهول ما حصل.الدولة هي الحاضنة لأبنائها والضامنة لهم ولكرامتهم".
وتابع: "نحن مدعوونَ في هذه اللحظة المصيرية إلى أن نجدِّدَ وحدتنا ونجسِّدُها بالعمل سريعا على انتخاب رئيس للجمهورية، فنُنقذُ وطنَنا ونحمي شعبَنا وهذهِ مسؤوليةٌ جامعة لا تستثني أحداً، فالخطرُ يهدِّدُنا ولا يميِّزُ بينَ فريقٍ وآخر، أو طائفةٍ وأُخرى، أو مكوِّنٍ وآخر. وفي هذا الوقت الصعب ايضا نجدد التأكيد على دور الجيش والقوى الامنية في حماية الوطن وصون حدوده ووحدة ابنائه والحفاظ على دوره".
وختم: "رحمَ اللهُ الشهداءَ الأبرارْ وبَلسمَ جراحَ المصابين وأعادَ كلَّ مهجّرٍ إلى ارضِهِ
وحمى الله لبنان. إنّهُ سميعٌ مجيبٌ".
بعد الجلسة قال وزير الاعلام: "كما تعلمون فان جلسة اليوم كانت استثنائية ،وكان هناك حضور كامل لجميع الوزراء باستثناء وزير الخارجية الموجود في الخارج، وقد حضرت الجلسة القيادات الأمنية وتحدث رئيس الحكومة في بداية الجلسة مباشرة على الهواء الى جميع اللبنانيين، وتم طرح موضوع الازمة الكبيرة الذي يتعرض لها لبنان من النواحي العسكرية والسياسية والإنسانية. وقد عرض دولة الرئيس نتائج مشاوراته في نيويورك،ثم اعطى كل وزير رايه في الأمور التي تتعلق بوزارته او حتى في الأمور السياسية او تلك التي تتعلق بلبنان، كما تحدث قادة الأجهزة الأمنية وقدم كل منهم عرضا سريعا للوضع الذي يعتبر كل قائد جهاز عنه مسؤولا عنه، وطلب من القادة ومن جميع الوزراء عرض احتياجاتهم في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان".
وأضاف: "الجلسة اخذت وقتا طويلا لان الوضع دقيق في البلد، واحب ان أؤكد ان الحكومة هي مسؤولة عن الناس وعن النازحين وعن مراكز الايواء، واستطيع القول انه كان هناك بعض التقصير في موجة النزوح الأولى لاسباب عديدة، ولكن عادت الحكومة لتلتقط أنفاسها وهي تعمل على الأرض بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والمواطنين في كل المناطق اللبنانية، وننوه بالأحزاب التي تساعد أيضا وأؤكد،كما قال دولة الرئيس، وحدة اللبنانيين في هذه اللحظات التي يمر بها البلد، وغدا ستعقد خلية الازمة اجتماعا لها في السراي الحكومي في حضور الوزراء المعنيين وسيكون هناك شرح مفصل بشكل اكبر للأرقام التي يجب ان تعلن للجميع عن عدد النازحين ومراكز الايواء وغير ذلك. كما سيعقد مجلس الوزراء جلسة في بداية الأسبوع وقد يكون موعدها الاثنين وغدا سيتم تحديد موعد هذه الجلسة".
وردا على سؤال عن جهود الحكومة الديبلوماسية من اجل وقف إطلاق النار، قال: "من المؤكد ان الحكومة اللبنانية تريد وقف اطلاق النار، والجميع يعلم ان رئيس وزراء العدو الإسرائيلي نتنياهو ذهب الى نيويورك على أساس ان هناك وقفا لاطلاق النار ولكن صدر القرار باغتيال السيد حسن نصر الله من مبنى الأمم المتحدة. اذا فان من يريد وقف اطلاق النار معروف ومن لا يريد ذلك معروف ايضا، وأود ان أقول ان الجهود الديبلوماسية مستمرة ورئيس الحكومة لا يقصر ابدا في هذا الموضوع، انما الموضوع ليس بالسهولة التي يتم التفكير بها".
وأصدر رئيس الحكومة المذكرة الآتية:
"على إثر إستشهاد سماحة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الذي انضم إلى قافلة الشُهداء الذين سَقطوا نتيجة العدوان الإسرائيلي والآثم على لبنان، يُعلَن الحداد الرسمي أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء في ٣٠ أيلول والأول والثاني من تشرين الأول ٢٠٢٤، تُنكس خلالها الأعلام على سائر الإدارات الرسمية والمؤسسات العامة والبلديات وتعُدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتناسب والحدث الأليم. ويكون يوم تشييع الشهيد الكبير، يوم توقف عن العمل في كل الادارات العامة والبلديات والمؤسسات العامة والخاصة".
ميقاتي: تضامننا أقوى رد والحكومة تفعل ما في وسعها للوصول إلى حلّ
الــــــســــــابــــــق
- بالفيديو: صاروخ على القدس
- وزير خارجية بريطانيا: الحلّ الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار
- الصاروخ الذي أُطلق منذ قليل وصل إلى عمق 150 كلم في الأراضي المحتلة وهو المدى الأبعد الذي تصله صواريخ تُطلَق من لبنان
- الجيش الإسرائيلي: المقذوف الذي عبر من لبنان تحطّم في منطقة بالضفة وتسبب بحريق وفرق الإنقاذ تعمل على إخماده
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك