كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
تتكرّر مشاهد الدمّ على مرأى اللبنانيين كثيراً في السنوات الأخيرة، وليس ما حدث بالأمس بعد انفجار أجهزة "البيجر" بحامليها من عناصر حزب الله إلا خير دليل. أعادنا المشهد بالأمس نوعاً ما إلى مشهد انفجار مرفأ بيروت. الدم في كلّ مكان، المستشفيات ممتلئة، والإصابات خطيرة.
"هو أسوأ سيناريو" يؤكّد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، قائلاً لموقع mtv: "ما حصل بالأمس يشبه سيناريو انفجار مرفأ بيروت مع فارق أن الإصابات البليغة كانت أكثر بكثير بالأمس من انفجار المرفأ. فغالبية المصابين كانوا يحتاجون إلى استشفاء وليس فقط الدخول إلى الطوارئ وهنا تكمن الصعوبة".
ويصف هارون الوضع بالصعب جدًّا، خصوصاً ليل أمس، إلا أنّه يلفت إلى أنّ المستشفيات تمكّنت من استيعاب الصدمة والسيطرة على الموضوع، إذ كان هناك تنسيق كبير بين غرفة العمليات التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات، كما تمكنّا من توزيع المرضى على المستشفيات وفق قدرتها الاستيعابية والاختصاصات الموجودة فيها.
ويكشف هارون أنّ عدد الموجودين في العناية الفائقة كبير جدًّا، قائلاً: "لو لم تكن المستشفيات رفعت الجهوزية لديها من قبل لما كنّا تمكنّا من مواجهة ما حصل بالأمس وقد تم وضع خطة طوارئ مع وزارة الصحة وأجرينا تدريبات للطواقم الطبية ما ساعد في استيعاب الصدمة وتمكنّا من تطبيق الخطة فوراً".
تُشير بعض المعلومات إلى أنّ ما حصل بالأمس قد يكون بداية لتوسيع الحرب في لبنان، وخصوصاً مع تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية أنّ نقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية بدأ، وأنّ هناك احتمالات بإعلان إسرائيل قريباً جبهة الشمال جبهة الحرب الرئيسية. في هذه الحالة، هل المستشفيات قادرة على تحمل أعباء حرب موسعة بعد مشهدية الأمس؟
يُجيب هارون: "الصعوبة ليست في العدد إنّما في أنّه وصل إلى المستشفيات ما بين 6 إلى 7 آلاف جريح في الوقت نفسه، ولكن في حالة الحرب لا يصل هذا الكمّ من المصابين (4000 جريح في نصف ساعة) في الوقت عينه. فهذا ما لا يحصل في أي حرب".
ولكن، يُشدّد الأخير على أنّ المستشفيات تحتاج إلى دعم سريع من مستلزمات طبية وأدوية وأموال لأنّ العمليات التي أجريت مكلفة جدًّا والإصابات كانت بليغة، معتبراً أنّه "يجب أن يحصل تحرّك سريع من قبل وزارة الصحة لدعم المستشفيات وسننقل ذلك في الأيام المقبلة للوزير فراس الأبيض".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك