شدّد شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى على وحدة الصف والكلمة وإيثار القيم الدينية والاجتماعية والاخلاقية، لإبعاد الانقسامات التي تعيق حركة البناء والتطور، خاصة على المستوى التوحيدي، القائم أساساً على المحبة والألفة وحفظ الأخوة، والسعي لتكوين مجتمع يرتكز على العقل والحكمة".
ورأى في خلال جولة روحية قام بها مع الهيئة الدينية المنتخبة حديثاً في المجلس المذهبي للطائفة وعدد منأعضاء المجلس السابقين ووفد مرافق على مشايخ وخلوات دينية في منطقتي جرد عاليه والشوف، "اننا نعيش في خضم صراعات عسكرية وسياسية تدور رحاها في منطقتنا، لا سيما فلسطين المحتلة وجنوب لبنان على وجه الخصوص، دون وجود أفق واضح لحدود تلك الحرب. وهذا يتطلب منا جميعاً التركيز على حماية وطننا ومجتمعاتنا في مواجهة التحديات والاخطار القائمة على مختلف مناحي الحياة اليومية، والتي تبدأ بالتضامن الداخلي وإعطاء الأولوية القصوى لفرص الحل وملاقاة اي جهد داخلي وخارجي، في سبيل نزع فتيل توسع الحرب والوصول الى تحقيق الاستقرار المنشود".
وزار الشيخ أبي المنى والوفد المرافق خلال جولته التي استقبله فيها مشايخ الخلوات الدينية، للتعريف بالهيئة ونيل بركتهم ودعائهم وسماع توصياتهم، بمناسبة انطلاق عمل الهيئة الدينية والانتهاء من استحقاق انتخابات المجلس المذهبي، وذلك بحضور ومشاركة جموع من مشايخ الخلوات وقراها، والذين كانت من بينهم كلمات وأحاديث دينية، هنأت على انجاز الاستحقاق ودفع الأمل باتجاه تحقيق الأهداف المرتجاة، وذلك في سياق تأكيد سماحة شيخ العقل على انخراط المشايخ المنتخبين في الأعمال المطلوبة. وشملت الجولة كلا من خلوتي "جرنايا" في كفرحيم و"القطالب الزاهرة" في بعذران للقاء شيخيهما الجليلين ابو زين الدين حسن غنام وابو داوود منير القضماني، والشيخ الجليل أبو علي سليمان بو ذياب في منزله في بلدة الجاهلية، وكذلك مزاري المرحومين الشيخين الجليلين أبو حسن عارف حلاوي في الباروك وأبو محمد جواد ولي الدين في بعقلين وأبو علي محمد البتديني في كفرنبرخ، حيث استقبلا الوفد فيها من قبل الشيخ ابو نعيم محمد حلاوي والشيخ ابو سعيد سليمان سري الدين والشيخ ابو شوقي مهنا البتديني.
كما زار الشيخ أبي المنى والوفد المرافق خلوة بلدة بدغان للقاء شيخها ابو فارس مروان فياض حيث صودف وجود مئات الزوار من العائلات والشباب من منطقة وادي التيم، والذين توجّه اليهم الشيخ أبي المنى بالكلام، منوّهاً بلعب دور الخلوات الايجابي في استقطاب الشباب على وجه الخصوص، مؤكداً على "أهمية حفظ الهوية الروحية وتغذيتها بالعلوم التوحيدية ومبادئ المسلك العرفاني الشريف، بدءاً بترويض النفس ومحاربة الأهواء ومواجهة المغريات والتحدّيات، بالمزيد من الايمان والثبات وبمعرفة النفس اولاً، لتكون مفتاحاً لمعرفة الله سبحانه وتعالى".
كما زار والوفد المرافق كل من الشيخ أبو سليمان سعيد سري الدين في منزله في بعقلين، وزيارة الشيخ ابو شوقي مهنا البتديني في منزله في بلدة كفرنبرخ، والشيخ أبو صافي أنور العياص في منزله في بقعاتا.
وتخلل الجولة زيارة استفقادية لسائس مجلس بلدة بدغان الشيخ أكرم شيا، و"الاشادة بدوره الجامع وتقواه وحكمته"، وتقديم التعازي بالمرحوم فراس أبو ذياب، نجل الشيخ ابو رائد كامل ابو ذياب.
كفرحيم
وختام الجولة كان في كفرحيم حيث استضاف عضو المجلس المذهبي المنتخب الشيخ سليم غنام في منزله شيخ العقل وأعضاء الهيئة الدينية في المجلس، بحضور الشيخ الجليل أبو زين الدين حسن غنام وجمع من الأقارب والمشايخ الأصدقاء.
كلمات
وبعد كلمتي ترحيب وتهنئة من الشيخ سليم غنام ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس الشيخ وسام سليقة شاكراً ومنوّهاً بدور المجلس في حمل رسالة الدين والعلم والانفتاح، كانت كلمة لرئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع أشاد فيها بوالد صاحب الدار الشيخ أبو صالح كمال غنام، الذي "سطّر في تاريخه أسمى عبارات الشجاعة والتضحية والعطاء، في سبيل أبناء العرفان والوفاء، والاستمرار والبقاء، ناهلين وإياه في العرفان من معين شيخنا الجليل الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين، عاملين على تنفيذ وصاياه وتحقيق رؤياه، وهو الذي سلك درب الترقّي والمعراج وأخذ من الحق الأسلوب والمنهاج، فأصبح كالدرّة في قلب التاج، سائرين على نهجه في حفظ الكرامة ولمّ الشمل وفي خدمة أهل الدين والمجتمع".
وأشاد الشيخ رافع بشيخ العقل قائلاً: "نستذكر خمسة وأربعين عاماً أمضاها سماحة الشيخ سامي في العرفان، ركناً أساسياً ومديراً قديراً وأميناً عاماً، حمل إرث العرفان بمحبة وإباء، ونقله الى الآخرين بكل إخلاص ووفاء، فكان كما العرفان راقياً، منفتحاً، محباً، وفياً، وكريماً. ومنذ تبوئه مقام مشيخة العقل عمل بإخلاص على زرع المحبة ونبذ الشقاق ولم الشمل والوفاق وسعى من أجل وحدة الموحدين وجمعهم حول كلمةٍ سواء". مقدّما التهاني لسماحته ولأعضاء المجلس المذهبي الجديد "الذين نتمنى لهم كل التوفيق في هذه المرحلة"، آملين أن "يتمكنوا من تحقيق الأهداف والغايات التي ينتظرها أبناؤنا في هذا البلد العزيز".
شيخ العقل
وفي كلمته أكد الشيخ ابي المنى على الصلة التي تربطه بهذا البيت "المشهود له بالنضال والاندفاع والعطاء"، وألمحَ الى الدور الذي يقوم به المجلس المذهبي والرسالة التي يحملها، مشيراً الى أن "جملة أفكار ومشاريع جاهزة تنتظر المجلس الجديد لإنجازها خلال السنوات الست القادمة، على مختلف الأصعدة الدينية والاجتماعية والثقافية والاغترابية والاستثمارية في أراضي الأوقاف".
كما اشاد شيخ العقل بالأعضاء الجدد "الذين تطوعوا لخدمة الطائفة وبالتالي للمساهمة في حفظ المجتمع ونهضة الوطن"، مؤكّداً الانفتاح على الجميع والحاجة لكل أصحاب الطاقات من داخل المجلس ومن خارجه، "فالهمّ واحدٌ والمسؤولية مشتركة، والمجلس معنيٌّ بخلق الإطار المناسب لتنظيم العمل والجميع معنيّون بمدّ يد العون لتحقيق الأهداف وحماية المجتمع واحتضان ابنائه".
مرستي
وكان الشيخ أبي المنى قد شارك يوم الجمعة في أكثر من لقاء ديني برفقة عدد من المشايخ الأجلاء في مقدمتهم الشيخ أبو زين الدين حسن غنام والشيخ أبو فايز أمين مكارم، وذلك بدءاً بخلوات الحصن في بلدة أغميد، ثم في مجلس بلدة عماطور حيث تم افتتاح المجلس الجديد، بحضور المجلسين البلدي والاختياري وأهالٍ، ثم في بلدة مرستي حيث زار مجلس البلدة وأحيا والمشايخ لقاءً دينياً في منزل الشيخ ابو عماد نسيب زيدان.
وتخلل الزيارة جولة على معظم بيوت مشايخها، وزار رئيس البلدية د. ناصر زيدان، بحضور جمع من الأهالي حيث قدم له د. زيدان كتابه "المساكنة السياسية الصعبة"، وأشاد في كلمة له بدور شيخ العقل مرحباً به و"بصحبه والحاضرين من الفاعليات الدرزية والاجتماعية والبلدية والاختيارية، مؤكّداً "الاستمرار على المنهج الوطني والعربي، وعلى مسيرة الدفاع عن المصالحة وعن المقاومة وعن لبنان".
شيخ العقل
وتحدث شيخ العقل عن "أهمية التماسك والتعاون، للحفاظ على الوطن ووحدته، وقال: "إن الموحدين الدروز كانوا على الدوام صمام أمان وعامل جمع لمكونات لبنان، وفي الفترة العصيبة الراهنة التي تتعرّض لها الأمة لعدوان إسرائيلي، لن يتخلّى الدروز عن دورهم الوطني والعربي".
لقاءات
من جهة ثانية استقبل شيخ العقل في دارته في شانيه وفداً من بلدة مكسة من آل سعيد وآل الميس، للشكر على تعيين الشيخ دانيال سعيد قاضياً في المحكمة المذهبية لطائفة الموحدين الدروز، وتكلم باسم الوفد مختار البلدة والشيخ مروان الميس، ورد شيخ العقل بكلمة أشاد فيها "بفضيلة القاضي الشيخ دانيال سعيد وبسعة معرفته وأخلاقه الدينية والاجتماعية".
كما استقبل السيدات سهام المصري، د. مفيدة عابد ود. سامية عزام، وكذلك استقبل العميد المتقاعد الدكتور رؤوف الصياح ترافقه الدكتورة هلا هلال، وقدم له كتابه حول القرارات الدولية من الـ426 إلى 1701.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك