كتب محمد دهشة في "نداء الوطن":
المخيمات الفلسطينية في لبنان، التي لطالما عاشت بين أزمات سياسية وأمنية ومآسٍ متجددة، تجد نفسها اليوم بين استحقاقين بارزين قد يرسمان ملامح مستقبلها القريب، الأول: انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بعد شغور رئاسي، وتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة العتيدة، والثاني: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
في الاستحقاق الأول، يتطلع الفلسطينيون إلى خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يوم انتخابه بأمل كبير على قاعدة الحقوق والواجبات، وقناعتهم أن سحب السلاح الفلسطيني أو تنظيمه في المخيمات سيُقابله إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية، بانتظار العودة إلى ديارهم، التي أكّد عليها الرئيس جوزاف عون برفض التوطين حفاظاً على هذا الحق المقدس الذي لا تنازل عنه مهما كانت الظروف.
وتؤكد مصادر سياسية لـ "نداء الوطن" أن الفلسطينيين في لبنان يتطلعون إلى التغيير السياسي بتفاؤل، على أمل أن يكون بوابة لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة اللبنانية والمخيمات الفلسطينية. وأن تصبح قضيتهم جزءاً من أجندة الحكومة المقبلة بوصفها قضية إنسانية وحقوقية تتطلب حلولاً شاملة طال انتظارها.
وفي الاستحقاق الثاني، وما يتعلق بوقف إطلاق النار في غزة، يعيش الفلسطينيون في مخيمات لبنان حالة من الترقب والانتظار أيضاً، إذ هم على قناعة بأن "إسرائيل" تبحث عن أي ذريعة للتملص من تنفيذ وعودها، كما فعلت سابقاً، ذلك أن مصير المخيمات الفلسطينية في لبنان ترتبط بغزة بروابط الدم والمصير، وأصبحت رمزاً للصمود والنضال.
ولا يُخفي الفلسطينيون آمالاً بأن يحمل وقف إطلاق النار نهاية للحرب وللدمار والمعاناة، وهم يشددون على ضرورة أن تمثل هذه الخطوة فرصة لتجديد الأمل في وحدة الصف الفلسطيني وإحياء القضية على الصعيد الدولي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك