كتبت ميريام بلعة في "المركزية":
مع بدء العَدّ العكسي للانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الجنوبية، يترقّب مُزارع الجنوب تاريخ 27 كانون الثاني لانطلاق المَسح الذي يُنشِده أملاً بالتعويض عن خسارة زراعاتهم ومواسمِهم التي طالما شكّلت مَورد رزقهم الأوّل والأخير.
فالفوسفور الأبيض الذي شَغَل الصحافة المحلية والعالمية، لم يرحَم مُزارع الجنوب إن بالضرر الذي ألحقه بأراضيهم أو بالمعلومات المغلوطة التي شاعت حوله بأنه يؤدّي إلى تلف الأراضي الزراعية الجنوبية وبالتالي أصبحت غير صالحة للزرع مجدداً...
رئيس تجمّع مزارعي الجنوب محمد الحسيني الذي يُقرّ باحتراق مساحات شاسعة من الأراض الزراعية في الجنوب بصواريخ الفوسفور التي أطلقها الجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة على لبنان، "لكن ذلك لا يعني أنها أصبحت غير صالحة للزراعة" كما يؤكد عبر "المركزية"، مبدياً أسفه "لهذا الصيت الذي يُطلقه البعض على أراضي الجنوب الزراعية، لأن الأخيرة لا تزال صالحة للزراعة من دون وجود أي خطر على صحة المواطن، في حين يجب معالجة تلوّث المياه التي ترسّب فيها الفوسفور الأبيض وأصبحت غير صالحة للاستعمال... أما الأراضي الزراعية فلا يوجد أي ضرر على الإطلاق يمنع إعادة زرعها والاستفادة منها في الأمد القريب".
ويعلّل ذلك بأن "الفوسفور الأبيض يتحلّل ويتفكك بأشعة الشمس والأمطار، ويصبح بالتالي مادة فوسفوريّة مفيدة للزراعة".
لكنه يشدّد على "الحاجة المُلحّة إلى إجراء مَسح للأراضي الزراعية المحروقة بفعل الفوسفور و"التجريف" الإسرائيلي بعدما عمد الجيش الإسرائيلي إلى جرف الأراضي الزراعية طوال فترة الـ60 يوماً، سواء كانت بساتين أو غابات أو أشجار فواكه... من هنا، يجب أن تبادر وزارة الزراعة إلى إجراء مَسِح لتلك الأراضي بالتعاون مع البلديات ومنظمة الـ"فاو" وبرنامج الأغذية العالمي WFP وغيره"، ويوضح أن "عند إجراء هذا المَسح تصبح لدينا صورة شاملة عن حجم الأضرار الزراعية ونوعيّتها إن كان الجرف أو الحرق أو حتى سرقة أشجار الزيتون المعمِّرة أو المواسم التي سيتم التحضير لها للسنة المقبلة... فهناك بساتين تتطلب إعادة تأهيل، وأخرى يلزمها إعادة زرع من جديد".
..."حتى اليوم لا يمكن تقدير فداحة الأضرار وكلفتها من دون إنجاز المسح الشامل المطلوب" يقول الحسيني، "في حين أن المسح لن يتم قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي بشكل نهائي من الجنوب كي لا نعرّض حياة المسّاحين للخطر"، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن "إسرائيل لم تُطلق صواريخ الفوسفور الأبيض على الأراضي الزراعية فحسب، بل أيضاً على القرى الأمامية أيضاً بهدف تهجير سكانها، ما أثّر على الجهاز التنفسي لدى العديد منهم".
ويذكّر في السياق أن "الجنوب منطقة زراعية بامتياز وأهله متمسكون بأرضهم إلى أبعد الحدود، وطالما هناك زراعة طالما إبن الجنوب سيبقى في أرضه".
وللحسيني دعوة أراد أن يوجّها إلى الحكومة العتيدة تقضي بـ"عدم تكرار تجربة حرب تموز العام 2006 حيث لم يتم التعويض على المزارعين عن الأراضي الزراعية التي تضرّرت بفعل الاستهداف الإسرائيلي، بل نطالب بأن تتلفّت الدولة إلى القطاع الزراعي والتعويض على المُزارع الجنوبي خصوصاً والمُزارع اللبناني عموماً لأن المعاناة تطاول جميع المزارعين من دون استثناء...".
مُزارعو الجنوب ينتظرون مَسح الأضرار: لتعويضٍ حقيقيّ
الــــــســــــابــــــق
- النائب سجيع عطية لـmtv: تشكيل الحكومة ما زال في مرحلة تزليل العقبات والآلية ليست واضحة وأؤيّد أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب مع الآخذ في الاعتبار الطوائف والتوزيع المناطقي
- بري عرض مع وكيل وزارة التجارة العراقي لبرامج المساعدات
- رئيس الأركان الإسرائيلي: وجّهت بوضع خطط لمواصلة القتال في غزة ولبنان
- عطية لـmtv: علينا إنجاح الجو الايجابي للحكومة وأخاف على خطاب القسم ومطلوب من السلطة التنفيذية تنفيذ القرار 1701 وأن يتم على مراحل ثم الإنتقال إلى دعم إعادة الإعمار
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك