كتب داود رمال في "اخبار اليوم":
شهدت الأيام الأخيرة تطورات لافتة على صعيد تنفيذ ورقة الالتزامات بين لبنان وإسرائيل، والتي ترتكز على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من مواقع محددة في الجنوب اللبناني وانتشار الجيش اللبناني مكانه، بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل). إلا أن هذه الخطوات تواجه عراقيل نتيجة مراوغات إسرائيلية تهدد بتأخير التنفيذ، ما استدعى تدخلا أميركيا حاسما لدفع الأمور قدما نحو التنفيذ.
اجتماع اليرزة: تأكيد على الدعم والتنسيق
وقد زار قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، لبنان ضمن جولة تشمل سوريا والعراق، حيث التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون في اجتماع ركز على محورين أساسيين:
1. مواصلة دعم الجيش اللبناني: شدد الجنرال الأميركي على أهمية دعم الجيش اللبناني بما يُمكّنه من تنفيذ مهامه، خاصة في تطبيق القرار 1701 على الحدود الجنوبية، إلى جانب الحفاظ على الاستقرار في الحدود الشرقية والشمالية عقب التطورات الأخيرة في سوريا.
2. تعزيز خطوات الانسحاب الإسرائيلي: تطرّق الاجتماع إلى أهمية الخطوات التي بدأت على الأرض في منطقة الخيام، والتي تتطلب استكمال الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني بعد تدقيق قوات اليونيفيل وضمان التزام إسرائيل بتعهداتها.
الدور الأميركي في تحريك الجمود
وفي هذا السياق، تزامن وجود الجنرال كوريلا مع عراقيل إسرائيلية تهدد بتنفيذ خطة الجيش اللبناني، إلا أن التدخل الأميركي أعطى دفعاً ملموساً لا بل حاسما لعمل لجنة الإشراف الخماسية، التي تضم ممثلين عن لبنان، إسرائيل، فرنسا، الولايات المتحدة، الأمم المتحدة (يونيفيل). وأفادت مصادر مطلعة أن الجنرال الأميركي تواصل بشكل مباشر مع الجانب الإسرائيلي لضمان وقف الخروقات وتهيئة الأجواء اللازمة لتنفيذ بنود الاتفاق.
العقبات أمام التنفيذ
ولكن على الرغم من التحركات الدبلوماسية والعسكرية، ما زالت هناك تحديات على الأرض، أبرزها:
1. المراوغات الإسرائيلية: تتخذ إسرائيل خطوات مترددة وغير واضحة في انسحابها، ما يثير مخاوف من محاولتها الالتفاف على الاتفاقيات أو فرض وقائع جديدة على الأرض.
2. قدرة اليونيفيل على ضبط الانسحاب: تواجه قوات الطوارئ الدولية صعوبة في التأكد من الانسحاب الكامل لإسرائيل، ما يتطلب تنسيقاً مكثفاً مع الجيش اللبناني لضمان استلام المواقع بشكل كامل ودقيق.
3. التحديات الأمنية الإقليمية: التطورات على الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا تضيف عبئاً إضافيا على الجيش اللبناني الذي يحتاج إلى تعزيز قدراته البشرية والمادية لمواكبة المهام المتزايدة.
أهمية التدخل الأميركي
وجاء التدخل الأميركي في توقيت حساس ليؤكد على الالتزام بمنع التصعيد وضمان تنفيذ الالتزامات. هذا التدخل يعكس مصالح أميركية واضحة في حفظ الاستقرار الإقليمي، ويُظهر حرص واشنطن على منع تحول جنوب لبنان إلى نقطة اشتباك قد تؤثر على مصالحها في المنطقة.
وفي الخلاصة، التدخل الأميركي الحاسم في دعم الجيش اللبناني وتذليل العقبات أمام تنفيذ ورقة الالتزامات بين لبنان وإسرائيل يعكس أهمية استقرار الجنوب اللبناني في سياق أوسع من المصالح الإقليمية والدولية. ومع ذلك، تبقى هناك حاجة لمزيد من الضغط الدولي لضمان التزام إسرائيل بتعهداتها، وتعزيز قدرات الجيش اللبناني لتثبيت الأمن والسيادة على كامل الأراضي اللبنانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك