كتب المحامي بول يوسف كنعان:
في غمرة الاحتفالات بالصفحة السورية الجديدة، حضرتني صورة الراحل ريمون اده. هذه الشخصية الاستثنائية في تاريخ لبنان، لا تمحى بصمتها من سجل الحياة السياسية اللبنانية، وإن حاول البعض تغييبها، أو التقليل من دورها وتأثيرها.
فالعميد الراحل، المبدئي، من أكثر الذين عملوا في سبيل لبنان الدولة والمؤسسات. الوطن السيد الحر المستقل، الذي تربطه أفضل العلاقات مع جيرانه، على أساس الاحترام المتبادل، والعلاقات الديبلوماسية، واحترام الحدود، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
لقد حفلت حياة ريمون اده بوقفات الكرامة. فرفض أن يكون مطواعاً يوم باع واشترى كثيرون، وفضّل الموقف الحرّ، على المناصب والمكاسب.
في تاريخنا اللبناني، كثيرون دفعوا حياتهم ثمن الحرية. سياسيون وصحافيون ورجال فكر. صحيح أن ريمون اده نجا من محاولات الاغتيال مرات ومرات، لكنه اختار المنفى ملاذاً، رافضاً العودة إلاّ بعد انسحاب الجيش السوري وخروج الجيش الاسرائيلي من لبنان.
صوته في المحافل الدولة ولدى مراكز القرار في العالم، بقي حاضراً، مدكّراً، بأن لبنان يستحق الحياة، وأن الدولة اللبنانية تستحق الاستقلال.
رحم الله العميد في مثل هذه الأيام. وحبذا لو يتعظ اللبنانيون، ويستفيدون من الفرصة السانحة، لبناء الدولة وعدم تكرار أخطاء الماضي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك